الفقر.. الحاجة.. ضيق ذات اليد.. عدم القدرة على مواجهة أعباء الحياة.. العجز عن تلبية احتياجات الأبناء أو البيت كل هذا يهد الحيل.. كل هذا يدعو إلى أن يكلم الإنسان نفسه.. كل هذا يزيد من همومه.. ويكتمل كل هذا بالمرض.. المرض الذى لا يرحم سواء كان خفيفا أو عضال.. والمرض لا يرحم.. وهذا الأسبوع حكايتان لامرأتين تعرضا طوال حياتهما للقهر والفقر وفى النهاية من اليد طلبا للعون. الأولى بلغت من العمر الرابعة والخمسين من خمسة سنوات تعرضت لمصيبة لم تكن فى حسبانها عندما اختطف الموت زوجها الذى كان يحمل هم الأسرة والأولاد الأربعة على كتفيه.. كان يعمل ليوفر لأولاده احتياجاتهم ويلبى جميع طلباتهم فى حدود إمكاناته فهو لم يكن فى يوم ثرى أو صاحب أملاك، بل يعيش ويكسب قوته بالكد والتعب.. كان يكسب قوته يوما بيوم وبالرغم من ذلك كان سعيدا لأنه يلبى مطالب أبنائه وتعيش معه الزوجة على الحلوة والمرّة.. ولكن دوام الحال من المحال.. فقد ترك أسرته وذهب ليواجه وجه رب كريم.. ترك الزوجة والأبناء الأربعة الكبرى كانت على مشارف العشرين أما الأصغر فكان ابن ثمانى سنوات.. حملت الزوجة التركة الثقيلة.. فكيف توفر للأولاد احتياجاتهم وليس لهم معاش.. ليس لهم مورد رزق يعيشون منه.. جميع الأولاد تلاميذ بالمدارس ويحتاجون لمن يقف بجانبهم، حاولت.. مرت عليهم أيام كانوا ينامون بدون عشاء وكانت الأم تحاول أن تعمل حتى تجنبهم ذل الحاجة ومد اليد والتشرد والانحراف، ولكنها سقطت فى أحد الأيام فريسة للمرض، أهملت العلاج فليس فى المنزل جنيه واحد تذهب به إلى المستشفى، وحتى إن وجد فالأولاد أولى به، ولكن المرض تزايد عليها مدت يدها لأهلها تطلب مساعدتها وذهبت للمستشفى وهناك طلبت الطبيبة منها إجراء تحاليل أظهرت أنها مصابة بسرطان بالرحم وهى فى حاجة لإجراء جراحة سريعة لاسئصاله ثم الخضوع بعد ذلك لجلسات علاج إشعاعى وكيماوى لمحاصرة المرض والعلاج طويل ومكلف ودلها الأطباء وأرسلوها لإصدار قرار علاج على نفقة الدولة وبدأت رحلة العذاب بدأت بجراحة الاستئصال ثم التردد على الطب النووى بالقصر العينى لتلقى جلسات الكيماوى الحياة صعبة والمرض أصعب وهى لا تستطيع أن تواجه الحياة ومتطلبات الأولاد بمبلغ 125 جنيها هى كل معاشها من وزارة التضامن الاجتماعى وهى تحتاج لمن يقف بجانبها فهل تجد؟ من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.