مع احترامي الشديد لشخصية الدكتور سامي الشريف الرئيس الجديد لاتحاد الاذاعة والتليفزيون إلا أننا كنا نحتاج في تلك المرحلة إلى شخصيات أخرى أكثر اطلاعا على ما يجري في عالم الاعلام المرئي الآن، وأكثر استيعابا للمتغيرات العالمية السريعة في ذلك المجال، ويحضرني أسماء عديدة لاعلاميين مصريين عملوا لفترات طويلة في وسائل اعلام سبقتنا بمراحل واكتسبوا الخبرة والدراية بالتعامل مع مستجدات العصر الحديث، ومن بينهم على سبيل المثال الاعلامي حسام السكري الرئيس السابق للقسم العربي في محطة البي بي سي، وهو الآن يرأس قنوات «الياهو» وظهر لمرة واحدة فقط على شاشة التليفزيون المصري من خلال برنامج «مصر النهاردة» ليبدي بعض ملاحظاته على أداء الاعلام المصري خلال ثورة 25 يناير ، وكانت كلها ملاحظات قيمة ومفيدة وتنم عن فهم عميق لما يجب أن يكون عليه الاعلام الحر والتليفزيون المتحرر من سيطرة الدولة، وهناك أيضا شخصية اعلامية مرموقة، شاهدتها من خلال نفس البرنامج الأسبوع الماضي تقوم بنفس المهمة وهي تقييم أداء التليفزيون خلال وبعد الثورة، ووجهت انتقادات موضوعية لمقدم البرنامج تامر أمين وزميله خيري رمضان، وهو الاعلامي حافظ الميرازي الذي عمل في محطات الجزيرة والعربية، وهو أحد أبناء الاذاعة المصرية وبالتحديد اذاعة صوت العرب، ويمتلك خبرة كبيرة في العمل الاعلامي، ويستطيع لو تم اختياره لموقع رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون أن يقدم الكثير من الأفكار التي تعيد التليفزيون المصري إلى مكانته التي اكتسبها بوصفه أحد أقدم التليفزيونات في المنطقة والمنبع الرئيسي لتخريج الكفاءات التي أثبتت وجودها في المحطات العربية والعالمية، بعد أن حرمها الفساد في دولة ماسبيرو من الترقي والتعبير عن نفسها. ولو أرادوا قيادة أكبر في السن وأطول في الخبرة، فلدينا الاعلامي الكبير حمدي قنديل وهو وجه معروف ومشرف ومقبول من جماهير الثورة، ويستطيع أيضا أن ينقل التليفزيون الرسمي نقلة نوعية كبيرة ، بما يمتلكه من ثقافة وموهبة وجرأة كبيرة في الطرح، فقد كان ثوريا قبل الثورة بسنوات طويلة، وتم اضطهاده هو الآخر من قبل النظام السابق ورموزه..وهناك أسماء أخرى كثيرة تستطيع بالفعل أن تحدث الفارق وتعيد إلى تليفزيوننا رونقه ومكانته بشرط أن نبتعد في اختياراتنا عن العقلية القديمة ونتفاعل مع روح الثورة