مصطفى أبو الليل.. شخصية جنوبية من أسوان ملامحه تكاد تنطق بكبرياء النيل وجرانيت المعابد الفرعونية التى ظل يبحث على جدرانها عن صور تشير إلى أن لعبة التحطيب لعبة فرعونية.. وكانت سلاحاً مستقلاً بذاته فى جيش تحتمس الذى هزم الهكسوس. ويقول مصطفى: كنت أتمنى لو كنت واحداً من هؤلاء الجنود الذين هزموا أعداء مصر! وعن خلفية اللعبة يقول مصطفى أبو الليل أنها تتطلب من اللاعب قدراً من شجاعة المواجهة وقدراً من نبل الأخلاق لأن عصا التحطيب لا تستخدم فى المشاجرات بل للاستعراض فقط وغالباً ما يكون الاستعراض فى احتفالات الزواج. ويضيف: أنا شخصياً قدمت التحطيب فى فرحى! سألته عن أبرز من قدّم التحطيب أمامهم فقال لى قدمت أمام أغاخان وكان يعشق أسوان هو وزوجته البيجوم أم حبيبة وكذلك هنرى كيسنجر وكان مولعاً بالتراث الفنى المصرى وخاصة رقص الخيول والتحطيب والرقص الشرقى! وعن كيفية الاستفادة من التحطيب فى أسوان يقول مصطفى أبو الليل: الفنادق هنا لو استعانت بفرقة لتقديم التراثيات الشعبية أمام السياح خاصة وأن لعبة التحطيب يتم تقديمها على أنغام معينة وهذه الأنغام يصاحبها تصفيق من جمهور الحاضرين أنا أعتبر أن كل منتج تراثى لنا أمام العالم فيه ترويج لمصر كمقصد سياحى وحضارى لا يقل عن الآثار نفسها! ولكن بصفة عامة يجب ألا يدخل أى لاعب ساحة اللعب وهو متوتر أو يحمل قدراً من البغضاء للطرف الآخر! ومن أسرار اللعبة أيضاً يقول أبو الليل: هذه اللعبة أقوى من الكاراتيه حيث يمكننى الدفاع عن النفس فى حالة هجوم أربع رجال علىّ كل منهم فى يده عصا التحطيب، ويؤكد كلامه ابن عمه يحيى زكريا وهو لاعب تحطيب ومصور قائلاً: ذات مرة كنا ومصطفى فى قرية مجاورة وتعرضنا مع جمهور من الشباب أرادوا التحرش بنا ويومها قال لهم مصطفى: احذروا هذه العصا فهى أقوى من أسلحة الدمار الشامل!!