اليوم.. الإعلان عن الحركة الداخلية للمحاكم الإدارية العليا بمجلس الدولة    التزام طلاب المعاهد الأزهرية بالغربية بالزي الأزهري الموحد    2253 مدرسة في الفيوم تستقبل الطلاب اليوم    أجراس طابور الصباح تدق والفصول تتزين بمدارس الغربية مع انطلاق العام الدراسي    بعد مكاسب 70 جنيها.. ننشر أسعار الذهب اليوم الأحد 22 سبتمبر    خبير يوضح جهود الدولة في زيادة صادرات المنتجات الزراعية    بمقدم 150 الف جنيه .. الإسكان تطرح وحدات بمشروع صبا "Saba" بأكتوبر    وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها للنهوض بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل    ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت إلى 45 شهيدا    الأهلي يطير إلى السعودية الأربعاء استعدادًا للسوبر الإفريقى    مواعيد مباريات اليوم الأحد 22-9- 2024 والقنوات الناقلة لها    مفاجأة| محمد صلاح كان قريبًا من الأهلي بعمر ال16 عامًا .. عبدالحفيظ يكشف الكواليس    معلومات تغير المناخ يؤكد "اليوم بداية فصل الخريف"    بمختلف المحافظات.. رفع 54 سيارة ودراجة نارية متهالكة    جامعة قناة السويس تشارك فى منتدى بكين الثقافي بالصين    بالأسماء.. حركة تغييرات واسعة ب«ديوان الإسكندرية» تشمل 10 قيادات بينهم 6 سيدات    وكيل تعليم مطروح يتابع انطلاق العام الدراسي الجديد.. صور    «منافس الأهلي».. موعد مباراة العين ضد أوكلاند سيتي في كأس إنتر كونتينتتال والقنوات الناقلة    في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز المحطات الفنية في حياة هشام سليم    أفلام معهد السينما في برنامج ندوات مهرجان الغردقة.. اليوم    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    طبيبة: مزاج الشخص يسوء بعد تناوله أطعمة معينة    4745 مدرسة تستقبل طلاب الشرقية في بداية العام الدراسي الجديد    "قصات الشعر الغريبة والبناطيل المقطعة"، التعليم تحذر الطلاب في ثاني أيام الدراسة    رفع درجة الاستعداد بالموانئ بسبب ارتفاع الأمواج    خطيب المسجد النبوي يُحذر من الشائعات والخداع على وسائل التواصل الاجتماعي    ساعات برندات وعُقد.. بسمة وهبة تكشف كواليس سرقة مقتنيات أحمد سعد في فرح ابنها (فيديو)    أسعار الخضروات اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024 في الأقصر    عبد العاطي يلتقي السكرتيرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة إسكوا    الشيخ أحمد ترك لسارقي الكهرباء: «خصيمكم 105 ملايين يوم القيامة» (فيديو)    أحداث الحلقة 1 من مسلسل «تيتا زوزو».. إسعاد يونس تتعرض لحادث سير مُدبَّر    موجود في كل مطبخ.. حل سحري لمشكلة الإمساك بمنتهى السهولة    اليوم.. محاكمة 9 طلاب في قضية «ولاية الدلتا الإرهابية»    صحيفة: هجمات ترامب على تايلور سويفت تثير قلق مستشاريه    النائب إيهاب منصور: قانون الإيجار القديم يضر بالكل.. وطرح مليون وحدة مغلقة سيخفض الإيجارات    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    اليوم.. إسماعيل الليثي يتلقى عزاء نجله في «شارع قسم إمبابة»    نيكول سابا ومصطفى حجاج يتألقان في حفلهما الجديد    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    «الصحة»: متحور كورونا الجديد غير منتشر والفيروسات تظهر بكثرة في الخريف    أسامة عرابي: لاعبو الأهلي يعرفون كيف يحصدون كأس السوبر أمام الزمالك    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل    زلزال بقوة 6 درجات يضرب الأرجنتين    ثقف نفسك | 10 معلومات عن النزلة المعوية وأسبابها    أمامك اختيارات مالية جرئية.. توقعات برج الحمل اليوم ألحد 22 سبتمبر 2024    أحمد فتحي يوجه رسالة مؤثرة إلى جماهير الأهلي بعد اعتزاله.. ماذا قال؟    حزب الله يستخدم صواريخ «فجر 5» لأول مرة منذ عام 2006    أضف إلى معلوماتك الدينية | حكم الطرق الصوفية وتلحين القرآن.. الأبرز    نشأت الديهي: الدولة لا تخفي شيئًا عن المواطن بشأن الوضع في أسوان    مش كوليرا.. محافظ أسوان يكشف حقيقة الإصابات الموجودة بالمحافظة    وزير الخارجية: نرفض أي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر المائية    لماذا ارتفعت أسعار البيض للضعف بعد انتهاء أزمة الأعلاف؟ رئيس الشعبة يجيب    سعر الذهب الآن في السودان وعيار 21 اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024    خالد جاد الله: وسام أبو علي يتفوق على مايلي ومهاجم الأهلي الأفضل    ثروت سويلم يكشف سبب سقوط قاعدة درع الدوري وموعد انطلاق الموسم الجديد    اندلاع حريق بمحال تجاري أسفل عقار ببولاق الدكرور    احذر تناولها على الريق.. أطعمة تسبب مشكلات صحية في المعدة والقولون    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نحمى الأمن القومى المصرى؟
نشر في أكتوبر يوم 30 - 01 - 2011

جاءت حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية مع بداية العام الجديد لتؤكد أن أيادى الإرهاب الأسود مازالت تستهدف مصر وشعبها ووحدتها الوطنية، وأن خفافيش الظلام التى لقيت هزيمة ساحقة على أيدى الأمن المصرى فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى قد عادت لتحاول من جديد العبث باستقرار مصر، وبدا واضحاً أن هناك جهات ومنظمات خارجية تعمل وبإصرار على تهديد الأمن القومى المصرى الذى يعتبر حجر عثرة لها فى تحقيق مخططاتها فى المنطقة كلها.
وجاء الإعلان السريع عن ضبط المتهمين فى الحادثة التى كان وراءها تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى التابع لتنظيم القاعدة ليؤكد مرة أخرى مدى كفاءة أجهزة الأمن المصرية واستمرار تفوقها على تنظيمات الإرهاب الأسود خاصة أن الإعلان جاء فى عيد الشرطة وهو اليوم الذى امتزجت فيه دماء رجالها الأبرار مع دماء الشعب المصرى كله فى مواجهة المحتل الانجيلزى، والآن وبعد الكشف عن أبعاد الحادث الإرهابى فهناك العديد من الأسئلة التى يجب الإجابة عنها كان أولها كيف يمكن منع مثل هذه الحوادث فى المستقبل؟ هل نجح الموساد الإسرائيلى فى اختراق التنظيمات الإسلامية المتشددة فى فلسطين؟
والسؤال الأهم كيف نحمى الأمن القومى المصرى؟ كل هذه الاسئلة أجابت عنها نخبة من خبراء الأمن القومى فى التحقيق التالى.
فى البداية أكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية أنه يجب أولاً أن نضع تعريفاً محدداً للأمن القومى الذى هو جملة المبادئ والقيم النظرية والأهداف الوظيفية والسياسات العملية المتعلقة بتأمين وجود الدولة وسلامة أركانها ومقومات استقرارها وتلبية احتياجاتها وضمان قيامها ومصالحها الحيوية وحمايتها من الأخطار القائمة والمحتملة داخلياً وخارجياً مع الوضع فى الاعتبار المتغيرات التى يمكن ان تطرأ على الساحة الداخلية والاقليمية والدولية.
وأضاف سيف اليزل أن الأمن القومى بصفة عامة ليس منظوراً أمنياً فقط ولكنه من المنظور الاستراتيجى له عدة ابعاد فأولاً هناك البعد السياسى وهذا يتركز بشكل اساسى على سياسات الدولة داخلياً وخارجياً والتوجهات الايدلوجية. وهناك البعد الثقافى للأمن القومى وهو الذى يرتكز على التراث التاريخى للمجتمع المصرى وهويته الثقافية مع عدم إغفال الثقافات الاجنبية الأخرى يأتى بعد ذلك البعد الاقتصادى للأمن القومى المصرى وهو أحد الابعاد المهمة خاصة بما يجابهه من تحديات كبيرة على المستوى العالمى الذى يرتكز بشكل اساسى على توفير الاحتياجات الاساسية للمواطن مع ضرورة السيطرة على التضخم وهناك البعد العسكرى للأمن القومى وهو الذى يوفر الدفاع عن حدود الدولة الجغرافية وتأمين هذه الحدود برياً وبحرياً وجوياً ضد أى اعتداءات وضمان الاستعداد الدائم للقوات المسلحة لأداء مهمتها فى اى وقت بكفاءه كاملة.
أما البعد الأمنى فهو البعد الأخير فى مفهوم الأمن القومى المصرى من الناحية الاستراتيجية وهو الذى يضمن تنفيذ جميع الأبعاد السابقة وينصب أساساً فيما كفله الدستور المصرى لشعبه فى الحق ان يعيش فى بلده آمناً من الأخطار التى تهدده داخلياً وخارجياً.
والحادثة الأخيرة - والكلام مازال على لسان اللواء سيف اليزل - تهدد ليس فقط البعد الأمنى ولكن ايضاً البعد الاقتصادى وهو مستهدف بشكل رئيسى لمنع تدفق الاستثمارات الخارجية إلى البلاد بأظهارها بأنها فى حالة أمنية غير مستقرة. فالأمن القومى المصرى بعد حادثة كنيسة القديسين ليس فى خطر ولكن هناك تحديات موجهة للتأثير على استقراره وهذه التحديات فى مجملها تحديات خارجية وإقليمية فالاستقرار الداخلى لمصر مستهدف مما يؤثر على مجمل استقرار الامن القومى لمصر وهو ما يجب على المواطنين - الذين لهم دور كبير فى تأمين الجبهة الداخلية - أن يضعوه نصب أعينهم وأن يكون فى مقدمة أولوياتهم.
موجة جديدة/U/
وبالنسبة للتساؤلات التى يطرحها البعض عن سبب عودة الإرهاب على مصر بعد هزيمته فى التسعينات من القرن الماضى أكد اليزل أن الإرهاب الحالى لم يشن حملته الأخيرة على مصر وحدها ولكنها موجة عالمية جديدة من الإرهاب وجهت إلى أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية منها مصر والسعودية واليمن والجزائر والمغرب وتونس إضافة إلى العراق التى بدأ فيها الإرهاب والخلاف الطائفى منذ عدة سنوات، وبالتالى مصر دخلت ضمن منظومة إرهابية عالمية تهدد مجموعة من الدول وليست مصر بمفردها وكلنا نتذكر الأحداث الأخيرة فى اليونان ثم مؤخراً فى إيطاليا ضد عدة سفارات أجنبية وقبلها الطرود الناسفة من اليمن إلى أمريكا وأوروبا فضلاً عن عدة عمليات أخرى استهدفت الدول السابق ذكرها وبالتالى فالارهاب ليس موجهاً لمصر بمفردها ولكنها موجة جديدة بعد موجة التسعينيات.
أما بالنسبة للخطوات الواجب إتباعها للقضاء على هذه الموجة الإرهابية الجديدة أشار اليزل إلى أن هناك العديد من النقاط التى تجب تغطيتها فهناك اتفاق بين العديد من دول العالم لتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية عن المنظمات الإرهابية والأفراد المشتبه فى قيامهم بعمليات إرهابية، هذا فضلا عن الاستعدادات الداخلية لكل دولة سواء كان هذا بتحديث النظم الأمنية ودعمها بالتكنولوجيا الأمنية الحديثة وتدريب وإعداد الكوادر الأمنية المتخصصة فى عمليات مقاومة الإرهاب مع استعداد دائم وكامل لجهاز الشرطة لمقاومة ومجابهة مثل هذه الاعمال قبل وقوعها.
وشدد اليزل على أن المواجهة الأمنية وحدها ليست كافية فهناك خطوات أخرى يجب أن تسير بالتوازى مع الاستعدادات الامنية وهى تطوير الخطاب الدينى وأسلوب الدعوة للمسلمين والمسيحيين مع تطوير البرامج التعليمية فى مختلف المراحل اضافة إلى الدور الاعلامى المهم سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مشاهداً مع سن قوانين جديدة مناسبه لحل بعض المطالب التى اصبحت الحاجة اليها ملحة لوأد وتهدئة الاحتقان الطائفى مثل قوانين الأحوال الشخصية وقانون دور العبادة الموحد.
وحول تساؤلات البعض عن سبب استهداف تنظيم فلسطينى حتى ولو كان ينتمى للقاعدة الشقيقة الكبرى «مصر» التى بذلت الغالى والنفيس من اجل القضية الفلسطينية. أجاب اليزل أن المسألة ليست مساندة أو استعداء القضية الفلسطينية ولكن الموضوع بالنسبة لهذه التنظيمات هو استعداء دول بعينها بصرف النظر عن توجهات أو مساعدات هذه الدول للقضية فليست مصر هى المستهدفة وحدها، ولكن هناك العديد من الدول العربية الأخرى التى تستهدفها تنظيمات القاعدة بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية وأمريكا.
وحول عدم استهداف تنظيم جيش الاسلام الفلسطينى قوات الاحتلال الاسرائيلى الأقرب بالنسبة له وهى التى تغتصب فلسطين أجاب اليزل ليس فقط تنظيم الجيش الإسلامى الذى لم يقم بعمليات ضد اهداف إسرائيلية ولكن تنظيم القاعدة الأصلى وكل التنظيمات الفرعية التابعة له لم تقم بأية عمليات ضد أهداف إسرائيلية سواء داخل إسرائيل أو خارجها فى أية دولة أخرى من العالم وهى علامة استفهام كبيرة لا نجد لها أى إجابة واضحة فالفكر الجهادى وفكر تحرير الأراضى الفلسطينية المحتلة يعنى انه من البديهى ان تستهدف الدولة القائمة بالاحتلال ومصالحها، إلا أن هذا لم يحدث فى تاريخ هذه التنظيمات.
وعما إذا كان هذا يعنى أن هذه التنظيمات مخترقة من قبل الموساد الإسرائيلى أكد اليزل أن هناك بالطبع بعض النجاحات التى حققها الموساد فى اختراق التنظيمات الإسلامية المتشددة فى فلسطين والا فبماذا نفسر قيام إسرائيل باغتيال شخصيات معينة أثناء تحركها فى الشوارع أو فى اثناء تواجدهم بمحل اقامتهم عن طريق طائرات بدون طيار أو بعمليات خاصة يقوم بها الكوماندوز الإسرائيلى مما يعنى حصولهم على معلومات دقيقة للغاية عن هذه الاهداف لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق عناصر قريبة وتتعايش مع هذه الأهداف.
ومع ذلك فقد استبعد اليزل الآراء التى أكدت اختراق الموساد للتنظيمات الاسلامية المتشددة فى مصر حتى بعد اعتراف الجاسوس الذى تم ضبطه مؤخراً بمحاولات الموساد ذلك. وأكد اليزل أنه شخصياً يتشكك بشكل كبير فى أن يستطيع الموساد أو أية جهة من إسرائيل النجاح فى التغلغل داخل الأوساط والتنظيمات الإسلامية المصرية حتى المعارض منها لأن هذه المسألة محسومة إسلامياً ومهما تكن انتماءات هذه الجماعات والتنظيمات فى مصر فإن التفكير فى التعاون مع إسرائيل شىء مستحيل فى اعتقادى حتى ولو كان هذا بصورة غير مباشرة.
أما بالنسبة لما أظهره الحادث من وجود تهديد لأنفاق غزة على الامن القومى المصرى خاصة بعد ما تردد من دخول المنفذين للعملية من خلال هذه الانفاق. أكد اليزل أنه بعد فتح معبر صلاح الدين البرى على الحدود بين قطاع غزة ومصر بصفة دائمة بدون انقطاع لشهور طويلة حالياً فلا يوجد سبب واحد يفسر استمرار وجود هذه الأنفاق واستخدامها بواسطة المهربين. وقد يكون من المناسب لحركة حماس أن تقدم بادرة طيبة للجانب المصرى فى أن تتعاون لغلق وانهاء مشكلة الانفاق على الحدود بين الجانبين.
المواجهة الفكرية/U/
من جهته أكد الخبير العسكرى اللواء حسام سويلم أن حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية يمكن ربطها بجميع الحوادث التى شهدتها مصر منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 والفكر المرتبط بها حيث إن الفكرة واحدة منذ بداية الحوادث الارهابية التى قامت بها هذه الجماعة مروراً باغتيال النقراشى سنة 1948 ومحاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية 1954وأفكار سيد قطب فى الستينيات واغتيال الشيخ الدهبى فى السبعينيات ثم اغتيال الرئيس السادات والحوادث الإرهابية فى الثمانينيات والتسعينيات والآن حادثة كنيسة القديسين فهى استكمال لنفس الأفكار التى يحملها ايمن الظواهرى الرجل الثانى لتنظيم القاعدة والمحرك الرئيسى له والذى قام أحد أفرعه فى غزة وهو تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى بحادثة الاسكندرية وبالتالى فهذه الأفكار هى تهديد للأمن القومى المصرى من خلال عناصر نشأت على مبادئ سيد قطب.
ووجة اللواء سويلم اللوم للإعلام والفضائيات متهماً اياها بأنها خلقت تربة خصبة للاحتقان الطائفى الذى نعانى منه حالياً. مشيراً إلى أن شيوخ وقساوسة الفضائيات غير المسئولة هم من أشعلوا فتيل الفتنة الطائفية.
وشدد اللواء حسام سويلم على أن آخر حلقات مواجهة الإرهاب هى المواجهة الأمنية فأولاً وقبل كل شىء هناك المواجهة الفكرية. فمن الضرورى مواجهة هذه الأفكار المتطرفة التى تغذى عقول الشباب المخدوع بالأفكار المعتدلة. ولكن من قال هذا لهؤلاء الشباب المخدوع؟! لا أحد، ثم يأتى ثانيا فى خطة مواجهة الإرهاب المواجهة الاقتصادية والسياسية ويأتى آخر كل ذلك المواجهة الأمنية التى لن تنجح بمفردها أبداً.
ورداً على سؤال حول هل للقاعدة وجود فى مصر؟ أجاب سويلم أن تنظيم القاعدة كهيكل تنظيمى انتهى ولكن الفكر مازال موجوداً وهذا هو الخطير، فالفكرة الاساسية هى نفسها أفكار سيد قطب فى كتابه «معالم على الطريق» ولكن القاعدة نفسها لم يعد لها سوى الاسم.
القاعدة كتنظيم ليس له قيمة ولكنه الآن يعمل بطريقة غير مركزية ويتخذ اماكن قريبة من الاهداف التى يريد ضربها فتنظيم القاعدة فى العراق يستهدف الاردن ولبنان. وفى غزة تنظيم الجيش الإسلامى الذى قام بالحادثة الأخيرة يستهدف مصر وتنظيم المغرب العربى الموجود فى المغرب يستهدف الجزائر وموريتانيا وهكذا.
وأشار سويلم إلى أن القاعدة لم تقم بأية عمليات فى اسرائيل لأن هدفها إسقاط الأنظمة الإسلامية والعربية الحاكمة وشدد على أن هذا يؤكد أن الموساد الإسرائيلى نجح فى اختراق تنظيم القاعدة وهذا شىء بديهى أن تسعى أجهزة المخابرات إلى اختراق هذه التنظيمات الإرهابية وبالتالى التنظيم يعمل لصالح اسرائيل.
لقد التقيت – والكلام مازال على لسان اللواء سويلم – بالرئيس الباكستانى السابق برويز مشرف فى عام 2000 وحذرته من خطورة المدارس الإسلامية على النظام الذى يرأسه مشدداً على أن عقيدتهم الأولى «أن مقاتلة العدو الداخلى أولى من مقاتلة العدو الخارجى» وبالتالى فهو ونظامه الهدف الأول لهم.. ولكنه رفض النصيحة مشيراً إلى أنه يربيهم لكى يقفوا ضد الهندوكية.. ولكن السنوات اثبتت صدق تنبؤاتى واضطر برويز مشرف ان يهاجم هذه المدارس بعد ان بدأوا يهاجمون نظامه من الداخل واقتحم المسجد الأحمر، وطالبان باكستان التى استولى مقاتلوها على وادى سوات ويهددون بالاستيلاء على العاصمة والترسانه النووية الباكستانية من خريجى هذه المدارس ومن قاموا باغتيال وزير البنجاب منذ أيام ايضاً من هؤلاء.
وأكد سويلم على ضرورة تشديد الاجراءات الامنية على الحدود بين مصر وغزة ومراقبتها باستخدام أحدث الأجهزة التقنية وتدمير ما يكتشف من انفاق أولا بأول مع ضرورة إشعار حماس – التى تتقاضى رسوما وضرائب مقابل فتح هذه الانفاق – بأنها ستدفع الثمن غاليا فى حالة عدم إغلاق الأنفاق ومصر لديها من الوسائل التى تجبر حماس على ذلك.
الوعى والتوعية/U/
من جهته أكد اللواء الدكتور أحمد عبد الحليم وكيل لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى والخبير الاستراتيجى والاستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية أن الأمن القومى المصرى لا يتأثر بحادثة معينة فهو موجود منذ نشأة مصر وسيستمر موجوداً مادامت مصر باقية ولها مصالح وتؤدى دورها فى منطقة الشرق الأوسط وفى العالم.
وأضاف اللواء عبد الحليم أن هناك بعض الأسس اللازمة لتوفير المناخ الملائم لحماية الأمن القومى يمكن تلخيصها فى النقاط التالية: أولاً الوعى والتوعية المستمرة للمواطن المصرى بمصالح بلاده وضرورة تبين الخصوم الذين يسعون لإحباطها.
ثانيا ان يكون هناك هياكل واضحة تؤدى من خلالها المنظمات والافراد والسياسات ادوارهم فى اطار عمليات التنمية والتحديث المستمر.. يأتى ثالثاً ضرورة ان يكون هناك وعى بأن الدولة لا تعمل فى فراغ وأنها فى حاجة إلى شركاء كما انها عرضة لعداوات وعليها أن تتبين ذلك حتى لا تتأثر مسيرتها فى التنمية وحتى لا يتأثر امنها القومى.. أما رابعاً فمن الضرورى تقوية وتدعيم منظمات ومؤسسات الامن القومى داخلياً وخارجياً والعمل على تحديثها بصفة مستمرة بأحدث ما وصل اليه العلم والتكنولوجيا يأتى بعد ذلك ان تقيم الدولة علاقاتها فى التعاون مع الدول الأخرى على أسس ثابتة وواضحة لصالح كل الأطراف أما سادساً وأخيراً فأن تكون الدولة منتبهة لأى متغيرات تحدث وتؤدى إلى أحداث مشابهة لما حدث فى حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية على أن يقوم ذلك كله على وعى المواطن المصرى بمصالح بلاده.
ورداً على سؤال عن سبب استهداف تنظيمات القاعدة لمصر أكد عبد الحليم أن القاعدة بالمعنى القديم ليس لها وجود فلم يعد هناك كيان يسمى القاعدة كما كان يطلق عليه فى بداية القرن الحالى فالقاعدة الآن أصبحت رمزاً وليست تنظيما فهى رمز لحركات إرهابية كثيرة منها تنظيم جيش الاسلام الفلسطينى الذى قام بالحادثة السابقة، والقاعدة الاصلية التى ظهرت فى افغانستان أسلوب عملها تغير تماماً بمعنى ان العمل المركزى الذى كان يتم حتى 11سبتمبر أصبح الآن يتم بطريقة غير مركزية بأسلوب الخلايا النائمة وعلى سبيل المثال قد تكون هناك 4 أو 5 خلايا فى بلد واحد لا أحد منها يعلم شيئاً عن الآخر وكلها تحمل نفس أفكار القاعدة وهى التى تتولى تنفيذ العمليات وباسم القاعدة التى لم يصبح لها سوى الاسم والقاعدة نفسها والتنظيمات التابعة لها يمكن اختراقها من جهات أخرى تتوارى وراءها لتحقيق اهدافها فى الاضرار بمصر.
وأضاف عبد الحليم أن أحد أهداف مثل هذه العمليات الإرهابية ضد مصر هو إعاقة الدور المصرى وتحركه الدؤوب من أجل حل مشاكل المنطقة وهو ما أشار اليه السيد الرئيس نفسه فى خطابه فى عيد الشرطة.
وشدد عبد الحليم على ضرورة السيطرة على كل وسائل العبور من وإلى قطاع غزة حتى يمكن منع مثل هذه العمليات الإرهابية فى المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.