الحادث المأساوى الذى وقع بكنيسة القديسين كان صدمة كبيرة ولكن لا أدرى لماذا كانت متوقعة بالنسبة للبعض وكثيرون قالوا من قبل إن هناك مؤشرات لكارثة وشيكة وها هى قد حلت بثوبها الحزين، فلم يكن مفاجأة أن هناك أيادى تسعى للنيل من أمن مصر واستقرارها وصرفها عن قضايا الوطن العربى فهناك البعض الذى يكره تواجد مصر فى العراق ولم تكن مفاجأة أن مصر تكشف شبكات التجسس الواحدة بعد الأخرى ليقظة أجهزة الأمن المصرية المتعددة ومن المعروف دوماً أن هناك قوى آثمة تسعى دائماً لبث الفتنة والوقيعة بين المسلمين والمسيحيين ولعل المتطرفين من الجانبين هم من يسمح لهذا القوى بالتدخل وبث مواطن الفتن فى نفوس المواطنين البسطاء من أبناء هذا الشعب من خلال إعلام مأجور وقنوات فضائية فاسدة أو من خلال شبكة الإنترنت التى أصبحت مثل أبواب الجحيم يطل منها المتطرفون. وهذا يجعلنا نتساءل لماذا نترك الجماعات المتطرفة بدون ملاحقة قبل أن تصل يديها لمصر ولماذا نترك الأصوات الشاذة من أقباط المهجر الذين يسعون بكل جهد للوقيعة لتحقيق أهدافهم تحت شعار اضطهاد المسيحيين ولعل ما حدث يعتبر هدية ثمينة لهم لتأكيد مزاعمهم فالكل يعلم أن هناك دستوراً يعطى حق المواطنة للمسيحى والمسلم فأين المشكلة؟. المشكلة أننا لم نجلس منذ سنوات حتى نعالج المشاكل بموضوعية ونستأصلها من جذورها ونتساءل لماذا نترك الساحة الدينية للعبث على شاشات الفضائيات حتى أصبح كل من هب ودب يتكلم فى الدين على شاشات الفضائيات وأصبحت هذه القنوات أبواقاً لنشر الفتنة ولا يجب أن نصدق أن إعادة هيكلة هذه القنوات أو وضع شروط لتشغيلها فهذا لن يجدى فكما أن وجود أحزاب على أساس دينى غير دستورى دعونا نفعل ذلك فى الإعلام فيصبح وجود قنوات على أساس دينى غير قانونى إلا أن تكون تابعة للدول وليست ملكاً لأفراد أو جهات لا نعلم من هم أو ما هى مصادر تمويلهم أو أهدافهم فوجود قناة دينية لابد أن يتبع الدولة فقط ولا نسمح بوجود قناة دينية فردية على الإطلاق تحت شعار حرية الإعلام فنحن من ترك يد الإرهاب الآثمة تعيق مستقبلنا ولابد للجميع أن يتحدث لمواجهة هذا الإرهاب الظاهرة والمستتر أحياناً. وبغض النظر على الجهة المسئولة عن كارثة كنيسة القديسين تبقى المصيبة كبيرة فبمجرد وقوع الحادث سادت قناعة أن تنظيم القاعدة وراء الهجوم وربما كان هذا صحيحا خصوصاً أن التنظيم قد أطلق منذ قرابة الشهرين تهديدات للكنائس المصرية على هامش هجومه على كنيسة سيدة النجاة فى العراق وربما يكون هذا صحيحا خاصة أن العمليات التى تحدث ضجيجاً إعلامياً هى السمة الغالبة لهذا التنظيم ولكن لا نغفل أنه من الممكن أن يكون الموساد وراء ذلك خاصة أنه تفاخر منذ مدة بأنه زرع العديد من ألغام الفتنة لأنه يسعى فى المقام الأول إلى تفتيت البلاد وزعزعة استقرارها خاصة بعد كشف شبكة التجسس الأخيرة بالإضافة إلى أن اختيار هذه الكنيسة فى رأيى هو مخطط مسبق لوجود مسجد فى مواجهتها مما يدفع جموع الأقباط الغاضبين للاعتداء على المسجد وهو ما حدث فعلياً من بعض الشباب ولولا تدخل أجهزة الأمن على الفور لمنع هذا الاعتداء لربما حدثت شرارة حرب أهلية التى يسعى من قام بهذا العمل لإشعالها سواء كانت القاعدة أو العدو الصهيونى أوحتى عناصر مصرية تعبث فى الداخل فالنتيجة واحدة فى كل الأحوال. ولكن مع كل هذا فقد هب الشعب المصرى بكل أطيافه السياسية رافضاً لهذا الجريمة النكراء وأعلنت كل التيارات الإسلامية فى مصر رفضها وإدانتها لهذا الاعتداء وبالتالى لا مجال لمحترفى الاستقواء بالخارج لحماية المسيحيين ولا مجال لأى مسئول دولى حتى يستغل الحادث لأجندة خاصة به فحماية إخواننا المسيحيين هى واجب الدولة المصرية شعبا وحكومة وقد أعلنها صراحة الرئيس مبارك فى كلمته للشعب المصرى أن أمن مصر والمصريين جميعاً هو مسئوليته وأنه لن يسمح لأحد بالتلاعب وبالتالى لا مجال للمزايدات فى هذه المواقف والمطلوب الآن هو تفعيل الدور الشعبى لمواجهة كل محاولات التخريب ضد الوحدة الوطنية فمطلوب من نواب مجلس الشعب الذين منحهم الشعب هذه الصفة أن يتحركوا بين المواطنين وليس فقط بلجان تقصى الحقائق ومطلوب من الأحزاب ممارسة دورها المجتمعى بين الناس وخاصة الحزب الوطنى وهو حزب الأغلبية مطلوب منه التحرك بوحداته الحزبية وأعضائه الذين ملأوا الدنيا أيام الانتخابات مطلوب منهم الآن التواجد بين المواطنين لتوعية الناس البسطاء مسلمين ومسيحيين وليس بالتصريحات التى يطلقها رموزه بين الحين والآخر فأين حزب الأغلبية ليمارس دوره فى الشارع على أرض الواقع؟ مطلوب من وزارة التعليم إعادة صياغة المناهج الدينية لتوعية أطفالنا حتى ننشىء جيلاً خالياً من التعصب وإعادة توعية المدرسين وعدم إعطاء الفرصة لمعلم متعصب أو متطرف بأن يعبث فى عقول أطفالنا. مطلوب من الدولة بكامل أجهزتها تحقيق العدالة فى المجتمع بين العامل وصاحب العمل وبين الموظف والوزير لا أحد فوق القانون فالعدالة أساس التقدم والرقى فى المجتمع.