كبار رجال الدولة والمسئولون حرصوا على حضور قداس عيد الميلاد بالكتدرائية وتقديم التهنئة للأخوه المسيحيين كل سنة وأنت طيب.. كل سنة وأنت طيبة.. تهنئة قالها بالأمس كل مصري وكل مصرية.. لا يهم إن كان مسلماً أو مسيحياً.. ولا يهم إن كانت مسيحية أو مسلمة.. فالكل لم يكن يعنيهم سوي أنهم مصريون فقط.. وهكذا عاشوا دائماً، وهكذا سيبقون إلي الأبد. احتفل المسلمون مع الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وشاركوهم فرحتهم بالعيد، كما شاركوهم بالأمس أحزانهم في ضحايا كنيسة »القديسين« الأثيم بالاسكندرية.. وجاءت الاحتفالات المشتركة لتؤكد معاني الأخوة والوطن المشترك والمصير الواحد، والحلم الواحد في غد أفضل، وفي مصر آمنة تنعم بالسلام والخير والرخاء. وقدم المسلمون والأقباط رسالة قوية لقوي الإرهاب والتطرف وكل القوي المعادية التي لا تريد لمصر الخير والنماء، وتسعي لبث الفتنة والشقاق.. رسالة مفادها أننا جميعاً مصريون، وسنظل يداً واحدة في رباط إلي يوم الدين، ولن ننحني أمام إرهابكم.. وستظل مصر بلدنا جميعاً، نحميها بأرواحنا ودمائنا، كما فعلنا معاً علي مدي التاريخ. »أخبار اليوم« شاركت في احتفالات مصر بعيد الميلاد المجيد.. ورصدت مشاعر المصريين من مسلمين ومسيحيين.. وكل سنة وأنت طيبة يا مصر في شارع الجيوش بمنطقة شبرا والذي يقع فيه كنيسة مارجرجس كان الحدث مبهراً والصورة تستحق الرصد حيث خرج المسلمون منذ بداية القداس لمشاركة إخوانهم الأقباط في احتفالاتهم بعيد الميلاد وكان العمل داخل الكنيسة أشبه بخلية النحل.. رجال الكنيسة يستقبلون الضيوف في مودة واضحة والابتسامات الصافية تخرج من القلب. اقتربنا من القمص صليب متي ساويرس راعي الكنيسة.. فقال: إن من يريدون بث روح الفتنة لا يحبون مصر ولا يريدون الأمان لها، موضحاً أن هناك قوي خارجية تريد أن توقف تقدم مصر وأن تقضي علي النهضة الصناعية بها. وأضاف القمص صليب: المسلمون والأقباط نسيج واحد، ومهما حاول البعض الوقيعة بينهم فلن ينجحوا في ذلك فمصر للجميع. أبلغ رد ويقف معه في الرأي الدكتور اسحاق زكي شماس بالكنيسة مؤكداً أن الروابط بين المسلمين والأقباط تاريخية ولا يمكن لأحداث عابرة أن تؤثر فيها. وقال الدكتور اسحاق إن خروج المصريين بهذا الشكل للمشاركة في عيد الميلاد هو أبلغ رد علي دعاة الفتنة والتفرقة، كما أن الجميع استنكر الحادث الأليم الذي وقع بالاسكندرية والذي حاول الوقيعة بين جناحي الأمة ولكن باءت المحاولة بالفشل بل وزاد تماسك المصريين وتكاتفوا ضد الإرهاب الغاشم. طفل مسلم الطفل الصغير خالد إيهاب البالغ من العمر 9 سنوات طلب منا أن يعبر عن رأيه.. أنصتنا له وهو يتحدث بحماس قائلاً: أنا طفل مسلم ولكنني نشأت وتربيت علي الحب وعدم الكراهية وقبول الآخر، ومعظم أصدقائي من المسيحيين . القديسة دميانة وفي كنيسة القديسة دميانة بالوايلي يؤكد القس إيليا شكري صادق راعي الكنيسة أن الروابط بين المسلمين والأقباط تاريخية ولا يمكن لأحد أن يزايد عليها. ودعا القس إيليا الجميع إلي التكاتف للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب والاهتمام بالنشء حتي تظهر أجيال تعرف معني الوحدة الوطنية ولا تستجيب لبعض القوي الخارجية التي تريد أن تزعزع الاستقرار في مصر. ويقول رائف نبيل اسكندر: فلول الإرهاب الأسود لن تنال من الوحدة الوطنية، مؤكداً أن حادث الكنيسة بالاسكندرية لم يمنعهم من الذهاب إلي الكنائس للاحتفال بعيد الميلاد فقد تغلب المسيحيون علي أحزانهم بمشاركة اخوانهم المسلمين. يؤكد د. سامح أرمينوس أستاذ الهندسة بجامعة عين شمس أن ما حدث بكنيسة القديسين بالاسكندرية هو حادث دخيل علينا لم نشاهد مثله من قبل، ويتعارض تماماً مع عاداتنا وتقاليدنا والمبادئ التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين في رباط واحد، وبالتأكيد أن من قام بهذا العمل الإجرامي لا يدرك تماماً ما يفعله ولايعرف طبيعة العلاقة بين أقباط مصر ومسلميها. ويقول عماد سركيس المحامي وعضو اتحاد المحامين العرب: الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام له طابع خاص، وأثبت للعالم كله أن مصر وطن واحد لشعب واحد لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وهذا ما شاهدناه بالفعل من تضامن الاخوة المسلمين معنا ووقوفهم بجوارنا حتي الانتهاء من مراسم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. محاربة الخوف ومن جانبه يقول ريمون رياض المحامي: ما حدث في كنيسة القديسين بالاسكندرية آذي مشاعرنا كمسيحيين وأصاب أطفالنا بنوع من الخوف، ولكن المشكلة عندي كانت تكمن في مجموعة من الأسئلة التي طرحها ابني عليّ وهي »إيه يا بابا اللي بيحصل ده؟.. مين قتل الناس دول؟ وليه عمل كده.. هو احنا المفروض مانروحش الكنيسة؟« فلم أجد إجابة أرد بها علي ابني وقررت محاربة نزعة الخوف التي رأيتها علي وجهه من خلال التأكيد علي أن هذا الحادث هو أمر طارئ، وقررت أن أقضي علي خوفه بإحضاره للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد. عمل جبان ويصف المعلم ابراهيم جرجس رئيس مجلس إدارة كنيسة ملاك ميخائيل بمصر الجديدة ما حدث بكنيسة القديسين بالاسكندرية بأنه عمل جبان حركته أياد خارجية تهدف إلي زعزعة الثقة بين المصريين وتخريب الوطن.. ويقول: ولكن ما حدث من تكاتف بعد الحادث كان أبلغ رد علي هؤلاء الضعفاء، ويجب أن يستوعبوا أننا في مصر نعيش كأسرة واحدة ونغير علي الوحدة بين صفوفنا ولن يفرق بيننا أي شيء إلي يوم الدين. ويقول مينا صليب رجل أعمال: إننا جميعاً في مركب واحد والعدو يتربص بنا ويريد فرقتنا، ويجب ألا نعطيه أي فرصة وأن يتعاون المسلمون والأقباط لكي نصل إلي بر الأمان.