القلب اعتصره الألم.. الظهر كسره المرض.. المرض الذى مزق قلبه الشاب الذى شاب قبل الآوان.. لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة.. عرف طريق الألم والمرض منذ نعومة أظافره.. لم يذق أبداً حلاوة الحياة.. لم يعش براءة الطفولة.. فقد اغتال المرض هذه الحلاوة وتلك البراءة.. سجنت الضحكة بين ضلوعه وماتت البسمة على شفتيه.. لا يتذكر كم عدد المرات التى فرح فيها وشعر بالسعادة.. كم عدد المرات التى رسمت على شفتيه بسمة ولو صغيرة.. لا يتذكر أنه سمع ضحكة أمه أو أخواته أو حتى أبيه.. يرى الدموع تترقرق فى عيونهم.. كم جلس وحيدا فى الليل يبكى حاله وحال أسرته.. يجلس لا ينام أو يرقد فهو حتى لا يستطيع ان يرقد على سريره عيناه لا تغفلان أبداً من شدة الآلام النفسية والجسدية.. يتساءل ماذا فعل؟ ويطلب منه أبيه أن يستغفر الله ويطلب منه الصفح والمغفرة.. فهذه إرادته ولا راد لها.. كثيرا ما كان يتمنى أن يقف على قدميه ويتحرك هنا وهناك يجرى ويلعب.. يخرج مثل زملائه، ولكن المرض هده يذهب إلى المدرسة ويعود منها بالكاد ليجلس قريبا من الشباك ينظر إلى أصحابه وجيرانه.. وهم يعلبون أو يتسامرون.. ويتخيل نفسه يلعب معهم أو يجرى هنا وهناك، ولكنه يفيق من أحلام يقظة على الواقع المرير الذى يعتصره.. وتبدأ مأساة هذا الشاب منذ طفولته وهو مازال فى العاشرة من عمره عدما كان يشعر بالوهن والضعف وعدم القدرة على بذل أى مجهود وتحول وجهه الأسمر إلى الأزرق وشفاه إلى اللون الأبيض.. الأم كانت تظن أنه مصاب بأنيميا بسبب سوء التغذية فهم من أسرة محدودة الدخل تعيش تحت خط الفقر.. نزح الأب من قريه بإحدى محافظات شمال الصعيد إلى إحدى المناطق العشوائية المتاخمة لحدود القاهرة الكبرى بحثا عن الرزق والعيش الأفضل ولكن للأسف لم يجد عملاً سوى العمل بطائفة المعمار التى كان يظن أنها ستدر عليه مالاً يسد به احتياجات الأسرة ولكنه كان يعمل يوماً ويجلس أياماً فى الانتظار وبالطبع هذا كان له أثر كبير فى تدهور حال الأسرة ماديا معنويا وصحيا.. وفى ظل الحالة المادية السيئة التى تعيشها الأسرة لم تستطع الأم أن تقدم للأولاد أغذية متوازنة تصل بهم إلى بر الأمان حاولت وحاولت، ولكن حالة الابن كانت تزداد سوءا.. اصطحبته إلى عيادة التأمين الصحى كما طلبت منها طبيبة المدرسة وقام الطبيب بفحصه، ثم حوله للمعمل لإجراء بعض التحاليل بعد شكه فى مرض بعينه وقامت الأم بما طلبة الطبيب وعادت بالتحاليل وكانت المصيبة التى تكمن داخل الابن أنه مصاب بفيروس (C) بالكبد.. صرف الطبيب الدواء للابن وبدأت رحلة العلاج الصعبة فهو يحتاج إلى عناية خاصة ودواء دائم وغذاء مخصوص، ولكن الأسرة والأب غير قادرين على توفير كل ما يحتاج إليه الابن والأكثر إيلاما أن التأمين الصحى يرفض الآن علاجه ولا تدرى الأسرة الأسباب الحقيقية وراء الرفض.. والأب يبكى ويتمنى من المسئولين عن الصحة فى مصر أن يشعروا بما يعانى منه هو وابنه ويرأفوا بالحالة المرضية للابن ويوفروا له العلاج حتى يعيش مثل أى شاب فى عمر الزهور.. وصفحة مواقف إنسانية تناشد الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة بالوقوف بجوار الابن مريض الكبد.. كما تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة هذه الأسرة البائسة من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.