نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية مؤخراً تقريراً رصدت فيه أهم حوادث التجسس بالعالم خلال العام الماضى مشيرة إلى أنها ستكون مصدراً خصباً لقصص وأفلام الجاسوسية العالمية. بدأت معاريف تقريرها بذكر سلسلة من اشهر الاعمال الفنية التى صنعت خصيصاً من أجل الجاسوسية فى السينما العالمية مثل سلسلة جيمس بوند الأمريكية الشهيرة التى تدعى «الجاسوسة التى أحبتنى»، وفيلم «زرع فى أمريكا» بطولة النجم الأمريكى «ريبر فنيكس» الذى يتحدث عن أشهر فضيحة تجسس حدثت فى عام 2010 الماضى، وهى اكتشاف خلية جاسوسية كبيرة من العملاء الروس فى الولاياتالمتحدة الصيف الماضى، وأشارت معاريف إلى أنه فى أواخر يونيو الماضى أعلنت المخابرات الأمريكية عن اعتقال عشرة من المشتبهين فيهم بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الروسية، وكانت بدايات الكشف عن هذه القضية مثل القنبلة الموقوته، حيث تم الكشف عنها فى ظل زيارة الرئيس الروسى «ديمترى مدفديف» لأمريكا، ساعياً إلى بدء حقبة جديدة بتحسين العلاقات بين القوتين الروسية والأمريكية، لذلك سعت واشنطن إلى وضع نهاية لهذه القضية فى سرعة البرق وتم إصدار قرار بالترحيل الفورى للجواسيس العشرة، وفى مقابل هذا أطلقت روسيا سراح من أدينوا بالتجسس لصالح الغرب فى الخفاء. ولم تكن أمريكا ضحية الجاسوسية الروسية فقط بل كانت ايضاً ضحية للجاسوسية الامريكية، فهناك ثلاثة من أبرز الجنرالات بأمريكا استقالوا العام الماضى للاشتباه فى اتصالهم بوكيل روسى مزعوم. كما أن بريطانيا أصيبت بعدوى الجاسوسية الروسية، بعد أن تبين طردها لإحدى أهم دبلوماسييها التى تدعى «زاتوليبيتر» للاشتباه فى قيامها بالتجسس لصالح الاستخبارات الروسية ضد المصالح البريطانية «بموسكو». كما أن أسبانيا طردت قبل انتهاء العام الماضى اثنين من دبلوماسييها الروس (الذين ارتكبوا أفعالاً تتعارض مع موضعهم المهنى والاجتماعى) بتهمة تجسسهما ضد دولة إسبانيا. ومن هنا نستطيع أن ننتقل إلى أهم حوادث التجسس التى حدثت فى بدايات العام الماضى وهى حادثة الاغتيال التى تمت فى دبى لمحمود المبحوح الذى كان أحد كبار مسئولى حركة حماس، والذى تزعم إسرائيل أنه المسئول الأول عن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وكان مطلوباً لدى السلطات الإسرائيلية بزعم قتله لجنديين إسرائيليين عام 1989، والذى عثر عليه ميتاً فى إحدى فنادق دبى، والذى لم يتحمل أحد مسئولية قتله حتى وقتنا هذا، إلا أن حماس وسلطات دبى تشتبه حتى الآن فى الموساد الإسرائيلى الذى يمكن أن يكون وراء هذه العملية. كما جاء الدور أخيراًً على إيران، التى مازال مشروعها النووى يثير مخاوف العالم وخاصةً إسرائيل، مما جعلها محط اهتمام جميع أجهزة الاستخبارات الغربية وخاصة الأمريكية والإسرائيلية، بسبب الضباب الذى يغيم على البرنامج النووى الإيرانى، والذى من شأنه أن يؤدى إلى اختلال فى السباق نحو خلق قنبلة نووية جديدة، وفى هذه الفترة أصبح علماؤها النوويون مستهدفين، حيث أصابهم الذعر والقلق عندما وجدوا زملاءهم يختفون واحداً تلو الآخر، كان أولهم الفيزيائى المتخصص فى النواة مسعود على محمدى الذى اغتيل يناير الماضى، تلاه «ماجد شهريارى» بقنابل ناسفة، وبعد ذلك دكتور «فريدون دوانى عباسى» الذى أصيب بجروح خطيرة فى نفس فترة اغتيال زملائه الآخرين، وليس من المستغرب أن السلطات الإيرانية سارعت فور حدوث كل هذه الاغتيالات بتوجيه أصابع الاتهام إلى أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، كما وضعت إسرائيل على قائمة اتهام المشتبه فيهم فى تعطيل مفاعل تخصيب اليورانيوم فى نتانز لمدة أسبوع بسبب دودة الحاسوب Stuxnet، على الرغم من التصريحات التى أطلقها رؤساء القيادة الإيرانية طيلة شهر أكتوبر الماضى، وتأكيدهم على النجاح فى اتخاذ تدابير لحماية جميع النظم النووية من فيروس ستوكسنت.