عام 2011 هل سيشهد انفجار إيران من الداخل؟.. هل ستتقاطع الضغوط الخارجية مع الضغوط الداخلية من أجل خلخلة النظام والتمهيد لضربة عسكرية تعد لها إسرائيل والولاياتالمتحدة تمهيداً للانتخابات الرئاسية المقبلة فى أمريكا؟.. السؤال مطروح بقوة فى ضوء ما يتردد عن مفاجأة تنتظر إيران فى الربيع القادم أو مطلع الصيف على أبعد تقدير، تحدث ما يشبه الزلزال فى المعادلات الإقليمية. فى دراسة لبول سالم رئيس مركز كارنيجى لابحاث الشرق الأوسط نقرأ أن بناء التعاون فى الجزء الشرقى لمنطقة المتوسط بات مسألة معقدة فى ضوء التوترات القائمة والمتعاظمة مع إيران، ذلك أن المشرق العربى -السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى والعراق وغيرها- يلتقى مع تركيا وإيران فى مجموعة، واسعة من المصالح المشتركة مثل أمن أنظمتها وقيام وضع إقليمى غير محدد لها. وأكد بول سالم فى تقريره أن العديد من علاقات هذه الدول اتسمت فى المرحلة الأخير بالتوترات والعدائية، فهذه الدول تختلف فيما بينها حول نطاق وجود الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسى فى المنطقة، والبرنامج النووى الإيرانى، والصراع العربى-الإسرائيلى وعملية السلام، إضافة إلى طرق تدخل مختلف الفاعلين (مثل السعودية وتركيا وإيران وسوريا) فى الأزمات المختلفة (مثل أزمات العراق ولبنان واليمن وغزة، إلخ)، وأوضح سالم أن إيران هى اللاعب الصعب خاصة بعد عودة قضية البرنامج النووى الإيرانى إلى التداول وإثارة التوترات من جديد، وتصاعد هذه التوترات بعدما اجتاحت الولاياتالمتحدة جارتى إيران الأقرب العراق وافغانستان، ويبدى المجتمع الدولى والإقليمى مخاوف منطقية حيال عدم التعاون الكامل لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهى مخاوف أدت إلى العقوبات الأخيرة التى فرضتها الأممالمتحدة على إيران.. واشار سالم إلى أن لإيران مصلحة كبرى فى الخروج من هذه العزلة التى تشكل عبئاً ثقيلاً عليها وعلى مجتمعها واقتصادها، كما أن لدول المنطقة مصلحة فى عدم بناء منظومة من العدائية الدائمة، تزعزع استقرار الخليج ومنطقة الشرق الأوسط. وأشار سالم إلى أن رياح الانهيار قد بدأت تعصف بالاقتصاد الإيرانى وتتوقع جهات اقتصادية محلية أن تشهد إيران انهياراً اقتصادياً لم تشهده فى تاريخها إذا ما استمرت الحالة الاقتصادية والسياسية على ما هى عليه وذلك فى أقل من ثلاث سنوات، ومازالت العملة الإيرانية تفقد قيمتها مقابل الدولار الأمريكى منذ منتصف سبتمبر الماضى ويترافق ذلك مع اغلاق شبه يومى لبازار طهران، عصب الاقتصاد الإيرانى بعد أن فرضت السلطات الرسمية رسوماً إضافية على التجار. ويقول كريم سجاديور الخبير فى الشئون الإيرانية: أينما ذهبتم وبغض النظر عمن تحاورن، نادراً ما تجدون شخصاً يقول لكم: «أنا مسرور بوضع البلاد»، فالوضع الاقتصادى أكبر أسباب الغضب فى البلاد فرغم الارتفاع الملحوظ فى أسعار النفط يعيش الإيرانيون تضخماً وبطالة متزايدين وفقاً للأرقام غير الرسمية، يبلغ معدل التضخم والبطالة حوالى 20% وسوف تجد يومياً فى طهران عشرات الشبان من الحائزين على شهادات عالية فى الهندسة يقودون سيارات أجرة ويصنعون البيتزا بسبب الافتقار إلى فرص العمل، وباختصار فعام 2011 سوف يشهد تفككا وانفجارا فى النظام الإقليمى الحالى عنوانه هو إيران ويتزامن ذلك مع كشف موقع ويكيليكس عن وثيقة دبلوماسية أمريكية أشارت إلى قيام إسرائيل بتجهيز جيشها لحرب كبيرة ضد حماس وحزب الله حليفى إيران فى المنطقة: حيث جاء فى الوثيقة: أن رئيس الأركان السابق الجنرال جابى اشكنازى ابلغ أواخر 2009 وفداً من أعضاء الكونجرس الأمريكى زار إسرائيل أنه يجهز الجيش لحرب كبيرة وأن إسرائيل لن توافق على فرض أى قيود على قتال الشوارع فى قطاع غزة.