لا أدرى إلى متى ستستمر أزمة أنابيب البوتاجاز التى تحدث كل شتاء وعندما نشكو من قلة عددها ونقع فريسة لموزعيها أصحاب السوق السوداء ونضطر لاستبدالها لقاء دفع أضعاف أضعاف ثمنها، ثم يتم إعلان وزارة التضامن الاجتماعى بأنها ستقوم بتزويد المستودعات بكميات إضافية، وبما أن الشىء بالشىء يذكر.. فقد احتجت لاستبدال أنبوبة البوتاجاز الفارغة منذ أيام.. سمعت طرقاً حديدياً يعلن عن اقتراب بائع الأنابيب فأسرعت إلى الشرفة ونظرت فوجدت عربة كارو فوقها عدة أنابيب يقودها طفل لا يتجاوز عمره السنوات العشر ووسط الأنابيب يقف طفلان فى مثل عمره.. ناديت عليه.. وانتظرت وأنا أقول لنفسى: هل سيستطيع هذا الطفل حمل الأنبوبة ويصعد بها؟ لا أعتقد! وما هى إلا لحظات حتى وجدت الطفلين يحملان الأنبوبة ويصعدان بها وقد ظهر عليهما الاجهاد.. وعرض أحدهما الذى يحمل المفتاح أن يقوم بتركيب المنظم فى الأنبوبة فشكرته ومنحته ما طلب ثمنا للتغيير.. وكان سبب رفضى أن يقوم هو بتركيب المنظم شىء من الخوف لصغر سنه وفضلت أن أقوم أنا بهذه المهمة، أليس من الوارد أن يقوم هذا الطفل بتركيب المنظم دون خبرة فيحدث تسريب فتكون العاقبة وخيمة على أحد زبائنه.. إن الوضع هكذا جد خطير فلابد من زيادة الرقابة على مثل هؤلاء وقيام حملات مستمرة خاصة فى الأحياء الشعبية لضبط تلك المخالفات وأن تكون الأنابيب كافية فى المستودعات طبقا للكثافة السكانية بكل حى للقضاء على السوق السوداء وخاصة فى فصل الشتاء وأيضاً للقضاء على ظاهرة أطفال الأنابيب وذلك لخطورتها.