مع نهاية عام 2010 عادت قضية «الطرود المفخخة» التى تصل إلى السفارات الأجنبية فى بعض العواصمالغربية، مما ينبئ باستمرار حالة الفزع التى تسيطر على الأوساط الدبلوماسية فى أوروبا بصفة خاصة خلال العام الجديد، حيث دقت الخارجية الإيطالية ناقوس الخطر معلنة تشديد الرقابة على البعثات الدبلوماسية بعد الطرود المفخخة التى بدأت تتلقاها السفارات الموجودة فى روما فى الأيام الأخيرة من العام الفائت. وأعلنت مصادر فى الشرطة الإيطالية أن الطرد الذى عثر عليه فى السفارة اليونانية فى روما كان يحتوى على قنبلة «لم تنفجر لحسن الحظ»، وقد علمت الشرطة أن الطرد مماثل للطردين اللذين انفجرا فى البعثتين الدبلوماسيتين السويسرية والتشيلية قبل ذلك بأيام. وقالت المصادر إن «السفارات الأجنبية فى روما عادت تستهدف مرة أخرى، حيث تم العثور على سلسلة من الطرود المشتبه فيها فى سفارات اليونان وفنزويلا والمغرب وموناكو والدنمارك”، غير أن السفارة المغربية نفت أن تكون قد تلقت طرداً مشتبهاً فيه . كما تبين أن البلاغ فى السفارة الكولومبية «كان كاذباً». ومن أشهر الحوادث التى أثارت الهلع فى عدد من العواصمالغربية هى ما عرفت ب «أزمة الطرود المفخخة»، عندما عثر على طردين ملغمين فى طائرتين بدبى وبريطانيا كانا فى طريقهما من اليمن إلى الولاياتالمتحدة ، فاتخذت عدة دول أوروبية إجراءات أمنية مشددة فى مطاراتها وعززت مستويات المراقبة على الطائرات القادمة إليها خصوصا القادمة من الشرق الأوسط. ومع تسارع الأحداث فى الولاياتالمتحدة عقب العثور على الطردين المرسلين جوا من اليمن، اعتبرهما الرئيس باراك أوباما «تهديدا إرهابيا خطيرا» متهما تنظيم القاعدة بالتخطيط لشن هجمات جديدة على أراضى بلاده، بينما دعا رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إلى هزيمة ما وصفه ب»سرطان الإرهاب» . وما يثير الدهشة ان معالجة الغرب لهذه الحالات الإرهابية الجديدة مازالت تعتمد على أسلوب التلويح بالقوة وكأنه الأسلوب الوحيد المعتمد لدى العقلية الغربية، حيث هدد الرئيس الأمريكى أوباما عقب اكتشاف الطردين مباشرة بتدمير تنظيم القاعدة فى اليمن ، بينما تعهد مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى جون برنان بمضاعفة الجهود لتدمير تنظيم القاعدة، معتبرا أن فرع القاعدة باليمن أخطر من باقى فروع التنظيم. وبهذا الأسلوب تواصل واشنطن ومعها حلفاؤها فيما يسمى «الحرب على الإرهاب» نفس المنوال الخاطىء الذى أدى خلال فترة الرئيس السابق جورج بوش الابن إلى مزيد من الحوادث الإرهابية حول العالم ومزيد من الجماعات المسلحة والخطرة على أمن الدول.