يبدو أن زعماء حلف الناتو حريصين على تفقد أحوال جنودهم بأفغانسان خاصة مع اقتراب موعد عيد الميلاد وعيد الشكر حيث قام رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان للاطمئنان على أحوال القوات البريطانية المنتشرة فى أفغانستان والبالغ عددهم نحو عشرة آلاف جندى بريطانى، وخلال الزيارة عبر كاميرون عن تفاؤله إزاء التقدم الذى أحرزه الجيش الأفغانى مؤكدا أن الأوضاع قد تسمح للقوات البريطانية ببدء الانسحاب العام المقبل مدافعا بحرارة عن وعده النهائى لعدم مشاركة أى جندى بريطانى فى العمليات القتالية بحلول 2015، وكذلك قام الرئيس الأمريكى باراك أوباما بزيارة مثيلة والتى تعتبر الزيارة الثانية الى أفغانستان منذ توليه الرئاسة.. لا شك أن هذه الزيارة جاءت فى توقيت مهم لأن من المتوقع أن يتلقى أوباما فى غضون بضعة أسابيع تقريراً حول ما إذا كانت استراتيجيته المعدلة التى كشف عنها منذ عام تقريبا بشأن أفغانستان وباكستان تعمل بالشكل المطلوب، وبناء على ما ستسفر عنه نتائج تقييم التقرير ستقرر الإدارة الأمريكية خطواتها القادمة بشأن تواجد قواتها فى أفغانستان والذى لا يحظى حاليا بتأييد ملموس من الشعب الأمريكى، على أية حال لم تستمر الزيارة الثانية التى قام بها أوباما لأفغانستان لأكثر من 4 ساعات التقى خلالها بقائد القوات الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس و4000 جندى فى أفغانستان تجمعوا فى قاعدة باجرام الجوية وذلك للاطمئنان عليهم خاصة فى وقت تصاعدت فيه وتيرة العنف ووصل فيه عدد الضحايا الى رقم قياسى حيث قتل أكثر من 1400 جندى أمريكى منذ الاطاحة بحركة طالبان فى 2001 ولذلك قرر الرئيس أوباما زيارة جنوده والاطمئنان على احوالهم خاصة مع قرب عيد الشكر وعيد الميلاد كمامنح الجنود الجرحى ميداليات القلوب البنفسجية. وتأتى الزيارة بعد أسبوعين من قمة حلف الاطلسى فى لشبونة التى اتخذ فيها قرار رسمى ببدء نقل المسئوليات الامنية الى الشرطة والجيش الافغانى فى 2011 على ان تنتهى أواخر عام 2014، وهذا القرار يتنافى مع ما قاله أوباما للقوات الأمريكية فى قاعدة باجرام الجوية خارج كابولانة بأن أمامهم مهام صعبة فى التصدى لمتمردى طالبان والقوى المتشددة المتحالفة معهما فى أفغانستان مؤكدا أنه لن يدع أفغانستان بعد الآن تتحول إلى ملاذ للإرهابيين ليهاجموا الولاياتالمتحدةالأمريكية مجدداً. ويذكر أن أوباما لم يكن الوحيد الذى يحرص على الاطمئنان على جنوده فقد قام الرئيس الرومانى ترايان باسيسكو بزيارة مفاجئة الى أفغانستان، وقام بزيارة أخرى فى مارس الماضى. كما أفادت وسائل الإعلام الأسبانية أن رئيس الحكومة الأسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو قام بزيارة مفاجئة الى افغانستان برفقة وزيرة الدفاع كارمى تشاكون ليتفقد احوال القوات الاسبانية البالغ عددهم 1500 عسكرى فى افغانستان معظمهم فى شمال غرب البلاد. وصرح ثاباتيرو للاذاعة الاسبانية لدى وصوله الى قاعدة قلعة اى ناو الاسبانية فى غرب أفغانستان بأن المهمة صعبة وتتطلب وقتا ونحن لسنا فى افغانستان من أجل البقاء بل التزمنا بذلك إلى أن يتمكن الافغان من ضمان أمنهم بأنفسهم».