بعد تلاشى مشكلة الطرود المفخخة بدأت تداعيات وثائق ويكليكس تثير الفتن والخلافات على الساحة اليمنية خاصة ما أثير حول مطالبة الرئيس اليمنى على عبد الله صالح الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتدخل عسكريا لمواجهة تنظيم القاعدة لكن نائب الرئيس الفريق الركن عبد ربة منصور هادى أوضح ل أكتوبر أن التعاون مع واشنطن لم يتجاوز الدعم الفنى واللوجستى, كما حدد أسباب مشاكل اليمن الرئيسية والتى تغذى التطرف والعنف، مؤكدا أن الحكومة اليمنية تتحمل أعباء خمسة ملايين شاب عاطل عن العمل ودعا رجال الأعمال العرب والأجانب للاستثمار فى اليمن، وأشاد بالدور المصرى الداعم لأمن ووحدة واستقرار بلاده، بالإضافة إلى عدد من القضايا الساخنة. *ما هى الأسباب الحقيقية لاستمرار التوتر والمشاكل التى يعانى منها اليمن ولماذا التركيز على قضايا الإرهاب والقاعدة والحراك الجنوبى والحوثيين؟ **أساس كل المشاكل الوضع الاقتصادى فى ظل وجود خمسة ملايين شاب عاطل عن العمل وهو الأمر الذى يؤدى إلى انخراط أعداد كبيرة منهم فى أى عمل يؤدى إلى دخل مالى حتى ولو كان فى الاتجاهات الثلاثة الممثلة فى القاعدة والحراك الجنوبى أو الحرب مع الحوثيين، وحقيقة الأمر أن مشكلة البطالة قد تفوق مخاطر تنظيم القاعدة. *ما هى تطورات توابع قضية الطرود المفخخة وما انعكاساتها على الاستقرار فى اليمن حاليا؟ **قضية الطرود المفخخة هى امتداد للعمل الإرهابى الذى بدأ بمحاربة السائحين ومحاربة شركات النفط إضافة إلى مجموعات أخرى تحارب الاستقرار الأمنى فى اليمن وكل ذلك يرتبط بتشويهات للوضع فى البلاد بشكل عام، وقد تأثر المجال السياحى بشكل كبير فى اليمن وكذلك المنطقة الحرة فى عدن مما أدى لسلبيات فى الجانب الاقتصادى خاصة الاستثمار، فضلا عن المجال النفطى، ولكن نحن نعمل بكل الطرق لتجاوز هذه الأزمة من خلال التعاون مع المجتمع الدولى ودول الجوار من الدول العربية وهو تعاون ممتاز لمكافحة الإرهاب. *ما هى حدود التعاون الأمريكى مع اليمن فى مكافحة الإرهاب؟ **أمريكا تقدم إلينا الدعم اللوجستى والفنى فى مكافحة الإرهاب خاصة فيما يتعلق بأجهزة الرؤية الليلية وأجهزة الرصد والمعلومات وهذا يحدث قبل اكتشاف مسألة الطرود. *هل تتوقع أى تصعيد سياسى أو عسكرى أمريكى ضد اليمن؟ **الأمريكان حددوا استراتيجيتهم فى المنطقة خاصة بعد الصعوبات التى واجهوها فى العراق وأفغانستان والآن سياسة أمريكا واضحة فى مسألة دعم استقرار والحفاظ على وحدة اليمن ولن يحدث أى تصعيد. *وبماذا تفسر ما تردد عن اختراق سلاح الطيران الأمريكى لحاجز الصوت صوب جبال اليمن وإرهاب السكان؟ **هذه الطائرات يمنية ولدى اليمن طائرات لاختراق حاجز الصوت والميج 29 وأيضا ميج 21 وهى طائرة تعادل إف 16 وبالتالى ما تردد فى هذا الشأن بأنها طائرات أمريكية هو غير صحيح جملة وتفصيلا. *ماذا يحتاج اليمن من الدول العربية تحديدا لمكافحة الإرهاب؟ **عمليا لدى اليمن ظرف خاص وهو كثرة الأيادى العاملة والتى لا تجد أى فرص للعمل ولدينا شباب يشكل حوالى 60 % من حجم السكان يعانى من البطالة وهم ما دون سن 30 وهؤلاء يشكلون ضغطا كبيرا على اليمن وهذا يساعد على زيادة التطرف والإرهاب وهم أخطر من القاعدة على اليمن. *ماذا أعد اليمن من خطط لحل مشكلة البطالة التى تؤدى إلى الإرهاب؟ **أولا لابد من تفاعل الدول العربية خاصة الخليجية للاستثمار فى اليمن وإيجاد مشاريع تستوعب هذه العمالة المكثفة واقامة مشاريع استراتيجية، لأننا لن نتمكن من حل هذه المشكلة مهما وضعنا من خطط خاصة فى ظل تنامى القوة السكانية فى اليمن، حيث إنه فى كل عام ينضم لمجال التعليم حوالى 600 ألف تلميذ إلى المرحلة الابتدائية وهذا يشكل عبئا بمعنى أنه ما دون 30 عاما يشكل عددا كبيرا من السكان. *ما هى الحوافز التى تشجع رجال الأعمال على الاستثمار فى اليمن؟ **دعا اليمن رجال الأعمال والتجار الذين يعملون فى آسيا وغيرها من القارات وطلبنا منهم المشاركة فى صياغة قانون الاستثمار المناسب وبالفعل وضع قانون للاستثمار وفق رؤية رجال الأعمال ولدينا تجارب ناجحة فى الاستثمار الأجنبى من بينها شركة توتيل الفرنسية التى تبلغ استثماراتها حوالى أربعة مليار ونصف دولار فى مجال الغاز واليوم يصدر اليمن الغاز إلى أمريكا وكوريا الجنوبية ولدينا أربع شركات صينية للتنقيب عن البترول. *كيف ترون الدور المصرى الداعم لليمن؟ **الدور المصرى فى اليمن كبير جدا ومنذ زمن والتنسيق متواصل ويتم على أعلى مستوى خاصة فى المجال الأمنى وتوجد فرق لتدريب القوات اليمنية على مكافحة الإرهاب، إضافة إلى التعاون الاقتصادى والحرص على انعقاد اللجنة العليا المشتركة ويمكننا القول إن مصر تقدم دعما كبيرا لليمن فى ثلاثة اتجاهات هى مكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته. *وإذا تحدثنا عن ضبط حمل السلاح فى اليمن هل من معالجة لما له من تداعيات فى قضايا الحوثيين والإرهاب والحراك الجنوبى؟ **السلاح عامل مشترك فى تغذية الصراع على المحاور الثلاثة. ولذا اتخذنا فى الوقت الحاضر قراراسياسيا لمناقشة هذا الموضوع فى البرلمان على أساس تقنين مسألة حمل السلاح وفق ضوبط منها تقسيمه إلى ثلاث فئات السلاح المتوسط والخفيف والثقيل ويمكن السماح بالسلاح الخفيف فقط مع منع دخوله فى المدن الرئيسية، وقد أثبت وجود الأسلحة الثقيلة فى مناطق الحوثيين والجبال مدى خطورة هذه المشكلة التى تأزمت نتيجة وجود السلاح الثقيل والمتوسط فى هذه المنطقة قبل قيام الثورة اليمنية ولم يتم سحب السلاح منهما وقد قاموا بتطويره، ولذا فقد اشتدت الحرب مع الحوثيين نتيجة تراكمات قديمة. *البعض يلقى اللوم على الحكومة اليمنية فى تراكم الأزمات ويطالب بحوار داخلى بين كل القوى اليمنية المختلفة ما هى نتائج هذا الحوار؟ **دعا الرئيس على عبد الله صالح إلى الحوار فى شهر مايو الماضى بين كل القوى السياسية فى الدخل والخارج وتم بالفعل تشكيل لجنتين من الحكومة والمعارضة وأنا أترأس الجانب الحكومى ويشارك معنا فى الحوار أحزاب الإصلاح والناصرى والاشتراكى والبعث وعدة أحزاب للمعارضة نسميهما الأحزاب المشتركة، والآن يجرى هذا الحوار فيما بين كل هذه الأطراف ونتمنى أن نصل إلى نتائج قبل الانتخابات البرلمانية التى تجرى فى 20 أبريل القادم.