مازالت أزمة الارتفاع المستمر لأسعار السلع الغذائية والخدمات متواصلة فى الأسواق بشكل جنونى غير مسبوق دون تدخل من الحكومة للحد من الارتفاعات الحادة وتشديد الرقابة على الأسواق والسيطرة على ارتفاع الأسعار. والاقتصاد الحر يتطلب آليات أخرى مثل حماية المنافسة وضبط حركة التجارة الداخلية لتحقيق مصلحة المستهلك المصرى. وفى الاجتماع الأخير الذى عقده الرئيس حسنى مبارك بالمحافظين طالبهم بالتدخل فى الأسواق لتخفيف الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية والتصدى للارتفاع غير المبرر فى أسعار السلع الأساسية. وهذا سوف نلمس آثاره الإيجابية على حركة البيع والشراء لإعادة الانضباط فى الأسواق، فالأسعار يكتوى بلهيبها الجميع، وقد طال الغلاء المستهلك لا فرق بين أسرة فقيرة أو متوسطة. والموجة الجديدة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية وصلت إلى مستويات قياسية على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة على وجه الخصوص فى مقدمتها الطماطم والصلصة والعدس والفول والزيتون والسكر والأرز وسجلت أسعار الطماطم واللحوم الحمراء والدواجن وبقية أنواع الخضار ارتفاعا ملحوظا. وقد شدنى تصريح أخير لوزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد مفاده أنه لا يمكن ضبط أية سلعة فى السوق إذا قل المعروض منها، مؤكدا أن التسعير الجبرى لن يحل أزمة ارتفاع الأسعار، موضحا أنه إذا قررت الحكومة خفض سعر الطماطم فى الأسواق إلى جنيه واحد فلن يجدها المستهلك.. فهل معنى ذلك أن تترك الأسعار بانفلاتها الجنونى ترتفع دون ضوابط أو رقابة أو مبرر سوى جشع التجار؟ وارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية توازيها دائما زيادة الأجور، بينما فى مصر ترتفع الأسعار وتتدنى الأجور مما يتطلب ضرورة التدخل الحكومى السريع لوضع حد لجشع المنتجين والتجار والباعة على مختلف مستوياتهم والمستهلك المصرى مازال يعانى من نوعية السلع ومستوى الخدمات وارتفاع الأسعار وتعرضه للغش فى المواصفات والجودة والتحايل، وقد أخذت مصر بسياسات اقتصادية تعتمد على آليات السوق فلذا يصبح من الضرورى مواجهة هذه المتغيرات بتوفير حماية كافية للمستهلكين بوصفهم الطرف الأقل خبرة ودراية فى المعاملات التجارية. ولاشك أن حماية المستهلك وضبط السوق يمثلان أولوية قصوى للحكومة المصرية، فقد تزايدت الشكوى من الغلاء الفاحش واستغلال التجار والباعة هذا المناخ لتحريك الأسعار لمعظم السلع لأعلى سعر رغبة فى تحقيق ربح وفير.. والمطلوب التصدى للارتفاع المستمر لأسعار السلع والخدمات فلم تعد ظاهرة عارضة أو موسمية.. بل أصبحت متواصلة!