بعد اتفاق الكتل السياسية العراقية على تشكيل الحكومة برئاسة رئيس الوزراء نور المالكى يكون العراق قد تجاوز 90% من مشاكله خاصة أن الاتفاق شمل مهام الحكومة وبرنامج عملها وأولويات المرحلة الراهنة وأجندتها لمدة أربع سنوات وحسم الخلافات بين جميع الطوائف والمذاهب بحيث يشارك الجميع فى صناعة القرار، هذا ما أكده مستشار رئيس الوزراء العراقى على الموسوى فى اتصال هاتفى مع أكتوبر. وحسم العراق أمره بعدم العودة إلى تفتيت شعبه وأرضه إلى مذاهب وطوائف وقد شمل الاتفاق تشكيل الحكومة والرئاسات الثلاث وهذا يعطى رسالة واضحة بعدم انفراد أى من الكتل السياسية فى العراق بالقرار وأن مرحلة تداعيات سقوط بغداد وما أعقبها من فتن طائفية انتهى للأبد رغم القراءات الخاطئة التى يقر بها طرف مغرض هنا أو هناك، القراءة الهادئة المنصفة للاتفاق العراقى تؤكد التوازن والالتزام بين جميع القوى السياسية.. فقد حصل نورى المالكى على رئاسة الوزراء وبعض الوازرات وحصلت القائمة الكردية على رئاسة الجمهورية أما القائمة العراقية قد حظى زعيمها أياد علاوى بمنصب رئيس المجلس الوطنى للسياسات الاستراتيجية الذى سيتم تنظيمه بقانون يقر فى مجلس النواب لاحقا مع منحه صلاحيات تنفيذية فيما حظيت قائمة علاوى برئاسة البرلمان متمثلة فى أسامة النجيفى. يذكر أن البرلمان العراقى قد صوت على هذا الاتفاق وعقد اجتماعاً على مدار يومين لحل كافة المشاكل العالقة خاصة موضوع إلغاء اجتثاث عدد من القيادات فى القائمة العراقية ولاسيما صالح المطلك وظافر العانى اللذين تم شمولهما بإجراءات اجتثاث البعث قبل التصويت على مرشح رئاسة الجمهورية. وعلى الرغم من الشد والجذب بين تعهدات المالكى للقائمة العراقية إلا أن رئيس الوزراء العراقى أبدى مرونة لإنهاء الخلافات والتفرغ لتشكيل الحكومة التى من المقرر أن يعلن عنها بكامل حقائبها فى غضون ثلاثين يوما. وفى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى أوضح ل أكتوبر أن إعلان تشكيل الحكومة سوف يتم قبل الفترة المحددة واستبعد حدوث خلافات أو صعوبات تؤثر على سير العملية السياسية وقال إن انعقاد البرلمان العراقى على مدار يوميين متتالين يؤكد اتفاق الجميع على تجاوز كل المشاكل لأن الطريق أصبح واضحا للجميع. وحول المرشحين لوزارة الخارجية أوضح أنها ليست فى حق كتلة بعينها وأن الحقائب الوزارية مطروحة للجميع فى إطار التشاور ووفق اتفاق الرئاسات الذى أنهى عقبة تشكيل الحكومة طيلة الفترة الماضية وأضاف على سبيل المثال. إذا اختارت دولة القانون «قائمة المالكى» وزارة الداخلية يكون أمامها الخارجية لقائمة علاوى و غيرها وفق الاتفاق الذى أعلن عن الرئاسات الثلاث. وأشاد الموسوى بالدعم العربى فى حل أزمة الحكومة خاصة مصر والسعودية. وقال: كل القادة العرب ساندوا العراق وحرصوا على أن يكون القرار عراقيا فى التغلب على المشاكل وأشار إلى أن أولويات حكومة المالكى ستكون بالانفتاح الواسع باتجاه كل الدول العربية. وكانت أنباء قد ترددت بأن رئيس الوزراء نورى المالكى حريص على أن تكون هذه الحقائب الوزارية ضمن قائمته وهى الدفاع - الداخلية - المالية - النفط. وعليه سوف تحصل القائمة العراقية على مناصب أخرى منها نواب لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وكان الرئيس العراقى جلال طالبانى قد أدى اليمين الدستورية لولاية ثانية للسنوات الأربع المقبلة وكلف رئيس الوزراء نورى المالكى بتشكيل الحكومة وشدد طالبانى بأن تشكيل حكومة الشراكة الوطنية خطوة مهمة لتشريع قوانين تخدم العراق وتتحمل مسئولياتها تجاه الشعب العراقى. ويعد اتفاق العراق على تشكيل الحكومة نصراً تاريخياً لوحدة العراق وشعبه وقد رحبت مصر وكل الدول لعربية بهذا الاتفاق ووصف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بأنه يضع العراق على الطريق نحو استعادة مكانته التى يستحقها عربياً وإقليمياً ودولياً، وأكد تأييد مصر لأى خطوة تحقق الاستقرار والتنمية للعراق فيما أوضح المتحدث الرسمى للخارجية السفير حسام زكى بأن مصر تقدر المرونة التى تحلت بها جميع الأطراف العراقية رغم الصعوبات التى واجهت العملية السياسية منذ بدايتها وأكد كذلك حرص مصر وعزمها على استكمال التعاون مع الحكومة العراقية القادمة فى كافة المجالات التى يحتاج فيها العراق للخبرة المصرية. وكشف عن استعداد مصر لعقد اللجنة المصرية العراقية المشتركة فور الانتهاء من تشكيل الحكومة لتكون أول لجنة مشتركة تعقدها الحكومة العراقية الجديدة مؤكداً تطلع مصر للعمل مع جميع الساسة والمسئولين العراقيين فى إطار الحكومة المقبلة.