بعد نجاح تحويل فيلم «سكر هانم» إلى عمل مسرحى شارك فى بولته الفنانان الكبيران عمر الحريرى وليلى طاهر مع أحمد رزق وإدوارد، يتم الآن التحضير لتحويل فيلمى «الأيدى الناعمة»، و»شباب امرأة» إلى مسرحيتين..فهل هى محاولة لاستغلال النجاح الذى يحققه الفيلم لدى الجمهور، أم هو إفلاس فكرى وأزمة فى الكتابة للمسرح؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال السطور القادمة.. * فى البداية قال الناقد المسرحى عبدالغنى داود: إن «الأيدى الناعمة» هى فى الأصل نص مسرحى للكاتب توفيق الحكيم، ولكنها قدمت كفيلم سينمائى أما «شباب امرأة» فقد سبق وقدمت كمسرحية.. والسؤال الآن هو هل وصل الحال بالمؤلفين الى هذا الحد من نضوب الأفكار والإفلاس الإبداعى، وهل لم يعد لدينا أى موضوعات أو مشكلات جديدة نقدمها للجمهور حتى نستعين بنصوص قديمه عفى عليها الزمن، ونعيد تدويرها وتقديمها مرة أخرى بأشكال فنية مختلفة. وأكد داود أنه ضد فكرة تحويل الأفلام الناجحة إلى مسرحيات أو مسلسلات، مشيرًا إلى أن «الأيدى الناعمة» بالذات لا تصلح لإعادة تقديمها الآن لأنها تتحدث عن مرحلة زمنية معينة وهى مرحلة الإقطاع وأولاد الذوات وما حدث لهم بعد قيام ثورة يوليو 1952 ونحن الآن فى فترة مختلفة، وهو ما يعنى أن هناك إفلاسا فكريا وإبداعيا وفسادا فى الذوق وثقلا فى الافكار. وتساءل داود قائلا: لا أعرف كيف يكون لدينا 400 كاتب مسرحى ولا يوجد عندنا أفكار جديدة تصلح لتمثيلها على خشبة المسرح؟!.. * من جانبها اعتبرت سيدة المسرح سميحة أيوب أن تحويل الأفلام إلى مسرحيات إفلاس فكرى وثقافى وسياسى ورفضت هذه الفكرة، معتبرة أن المؤلفين أصبحوا قليلى الحيلة وأن المسرحية مسرحية ولا يمكن أن تحول إلى عمل آخر أو العكس، مشيرة إلى أنها تعرف المخرج الذى سيقوم بإخراج «الأيدى الناعمة» على المسرح، وحين سألته كيف ستعيد تقديم هذا العمل بعد أن ارتبط فى أذهان الناس بالفيلم الجميل الذى قام ببطولته العملاقان الراحلان أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار والجميلات صباح ومريم فخر الدين وليلى طاهر.. قال سأقدمها بمنظور جديد ومختلف عما قدمت به فى الفيلم ، وسيتم إعادة كتابتها مرة اخرى. أما الفنانة ليلى طاهر التى شاركت فى بطولة فيلم «الأيدى الناعمة» فقالت: أنا ضد هذه الفكره تماما وضد تحويل أى عمل ناجح إلى شكل فنى آخر لأن نجاحه مرتبط بأبطاله الذين قدموه لأول مرة، وحتى لو قدم فى عمل مشابه فإنه لن يحقق النجاح نفسه الذى حققه العمل الأول من قبل، خاصة وأن العمل السينمائى يحتاج إلى أماكن تصوير كثيرة، أما المسرح فديكوراته محدودة. ويرى الفنان الكبير عزت العلايلى أن هذه الفكرة ليست بجديدة فهى موجودة فى العالم كله، والمهم هى الطريقة التى يعاد بها تقديم العمل الفنى ومستوى جودته، والهدف من وراء إعادة تقديمه برؤية فنية أخرى. ولكن فى نفس الوقت فإنه على المخرج الذى سيقدم الفكرة أن يحافظ على روحها ولا يخل بالفكرة الرئيسية للعمل، خاصة وأن الكتابة للمسرح أصبحت نادرة لأسباب تعود لكُتَّاب المسرح أنفسهم.