قبل الدبح، يمأمأ، فيعرف الجيران أننا ميسورين وبعد الدبح، تمتلئ بمرقه صوانى الفتّة والرقاق نجحت زوجتى فى حل المشكلة.. مشكلة أن يكون فى بيتنا خروف يمأمأ (قبل ذبحه)، فيعرف الجيران.. كل الجيران أننا أسرة ميسورة وقادرة على أن تقتنى خروفاً من شحم ولحم وفرو، و(بعد ذبحه) يُغرق الهواء فى شارعنا برائحة الزفر وتمتلئ بمرقة صوانى الرقاق والفتّة طوال أيام العيد.. زوجتى. جابت لنا خروف ع النوتة! صحيح أنا من سيدفع تمنه أياً كان هذا التمن (ما هى اشترته وخلاص).. لكن هى «زوجتى» من سيأخذ الصيت كله بعد أن أضافت إلى رصيدها فى ذهن عيالنا اعتراف جديد بمهارتها الاقتصادية فى حل معضلات من هذا النوع، وهى مهارة للحق لا تنقصها شهادة منا نحن الرجال، أغلب الظن أن حريمنا اكتسبوها نتاج معرفة لخبرة متراكمة ومتداولة بين نسوان بلدنا على مر العصور أو هى نتاج تكوين جينى خص به الله المرأة المصرية.. من تراكم هذه الخبرة أو تأثير هذه الجينات.. زوجتى جابت لنا خروف ع النوتة، وعملت اللى العبد لله من شهر بياكل فى روحه مش عارف يوصل له لحل. بدأت تلعب فى راسى التخمينات: زوجتى عملت جمعية قبضتها الأول.. والجمعية لمن لا يعلم هى نظام عبقرى فى تأسيس البنوك برسمال حفنة من المأشفرين. زوجتى أعلنت أن هناك حدثا سعيدا ألمَّ بنا وعليه استوجب هبوط (النقوط) علينا كما الرز من الجيران. والنقوط فكرة اقتصادية عبقرية روخره، من بنات أفكار جدة من جداتنا حكمتها أن النفر لما يتجوز أو يحصل له حدث سعيد محتاج لقرشين يوسع بيهم على روحه ويهيص. .. أو ربما قررت زوجتى أن تعفينى من أخلاق الصعايدة الحاكمة بأنه أيها مليم يتحط فى «المم» لازم يكون من قوت العبد لله راجل البيت.. هذه النظرية التى وضعها نفر خبيث قصد «يفقر» كل الرجال ويجعل كل الستات مليونيرات. .. آه أكيد زوجتى دفعت.. وبتخبى كى لا تكون سابقة اشبط فيها - ونعمل نظام جديد. واستمرت تخميناتى تستعرض صور ونماذج الحلول ذات العبقرية فى التدبير الاقتصادى المحتمل أن يكون ذهن زوجتى جاد بها. فى بيتنا خروف، هذه هى الحقيقة الآن. الخبر نزل على العيال «عيالى» بفرحة غامرة فانطلقوا كالسهام إلى السطوح حيث ربطنا الخروف، فى حين ركزت أنا فىَّ الحدث وسألت زوجتى أسئلة محددة عن نوع الخروف، حجم ليته، ارتفاع شحم ظهره، شكل فروه، وفهمت زوجتى حقيقة ما اريده من تساؤلاتى وحسمت حيرتى.. ب 500 جنيه، ندفعها على ما تفرج.. هات 100 جنيه مقدمة. قلت، خروف ب 500 جنيه، أكيد فيه خلل فنى أو عيب من عيوب الصناعة، أو أقله هو خروف نطع خلعته زوجته النعجة بعدما زهقت منه وكيد نسوان الخرفان واعر دفعت بالنطع للدبح، وهكذا وقع فى يد زوجتى. هبط عيالى درج السلم قادمين من السطوح بنفس السرعة التى صعدوا بها، وهم يصيحون جدى يا بابا. ماء، ماء، ماء مأمأة صاحب الذكر الجدى فوق سطوح بيتنا دخلت معدتى وأثرت على قدرات عقلى الحسابية وهكذا دفعت بدل ال 100.. 300 وأصبح المتبقى برضك 400 (على حسابات زوجتى صاحبة العقلية الاقتصادية العبقرية). واندبح الجدى فى اليوم الموعود.. وأنا أكتب لكم وأنا مستربع على جلده.. فكرة عمل جلد الجدى كليم للجلوس قصدت بيها زوجتى أن يبقى خبر (أنه كان فى بتنا جدى) ماثل أمام عين أى زائر يأتى بيتنا.. إلى أن يشاء الله.