رغم مرور 37 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة فلا زالت تحمل فى طياتها الكثير من أسرار العمليات العسكرية التى قام بها أبناء القوات المسلحة المصرية فى شكل بطولات فردية وأعمال جماعية تمت بروح قتالية عالية وبعقلية مصرية مائة فى المائة لتؤكد أن المقاتل المصرى هو خير أجناد الأرض كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان المقاتل المصرى أبرز مفاجآت تلك الحرب المجيدة والذى نجح باقتدار من خلال أسلحة خفيفة محمولة فى اليد وعلى الكتف من تدمير مدرعات العدو وطائراته، مما أفقد العدو توازنه وأجبره على تغيير تكتيكاته وطلبه النجدة من الولاياتالمتحدةالأمريكية لإنقاذه قبل فوات الأوان. وإذا كان من نتائج حرب أكتوبر استعادة هيبة القوات المسلحة المصرية ورفع العلم المصرى على أراض سيناء، وعودة الملاحة البحرية لقناة السويس، فإن من نتائجها أيضاً الإيمان بعبقرية المخطط المصرى الذى نجح فى تسلق خط بارليف المنيع بسلم مصنوع من الحبال والخشب والجريد، وفتح ثغرات فى الساتر الترابى بمضخات مياه وغلق مواسير النابالم بأسمنت حرارى مما أذهل القادة العسكريين فى العالم، وكان من أبرز نتائجها تساقط قادة إسرائيل واحداً تلو الآخر، بعد تشكيل لجنة أجرانات والتى أطاحت بالجنرال جونين قائد الجبهة الجنوبية فى سيناء، وديفيد إليعازر رئيس الأركان وإيلى زعيرا رئيس الاستخبارات، ثم استقالة جولدا مائير واختفاء موشيه ديان فى ظروف غامضة بعد انسحابه من المسرح السياسى إلى أن جاءنا نبأ وفاته على استحياء عبر الصحف. هذا ما أكد عليه أربعة من مشاهير المراسلين الذين كانوا على خط النار فى حرب أكتوبر.