أعجبنى كثيرا الحوار الذى أدلى به الفنان إياد نصار ، إلى جريدة الشروق منذ عدة أيام، حول دوره فى مسلسل «الجماعة» ! مكمن إعجابى أن الصحفى الذى حاور نصار حاول أن يحصل منه على تصريح حول موقفه من الشيخ حسن البنا الذى قام بدوره فى المسلسل ، وحاول أن يلتقط منه أى تعبير أو لفظ يوحى باتفاقه أو اختلافه مع تلك الشخصية ، لكن إياد كان مستيقظا جدا ! فعلى سبيل المثال قال : «أنا خارج كل هذه الحسابات السياسية فأنا أتعامل معها فقط من منطلق كونى ممثلا» ! وقال : «الفنان مثله مثل لوحة تشكيلية حداثية تثير خيال وشعور ما لدى كل مشاهد وكل الذى سيخرج به ضد أو مع حسن البنا ونحن هنا نطرح مجموعة أسئلة يستفز منها المشاهد فيبحث لها عن اجابات ، لكننا لا نتعرض لوجهة نظر تاريخية» ، ثم يقول انا استمتعت بالعمل ولا شأن لى بالتفسيرات السياسية»، و « لست مضطرا أن أقول أفكارى الخاصة ، خصوصا أنى أقولها من خلال ما أقدمه» ! لقد تمسك إياد نصار بموقفه كفنان واع ومتفهم لدوره الحقيقى ، وانه ليس مضطرا أن يكون متفقا أو مختلفا مع العمل فيتبنى وجهة نظره تلك ، أو حتى منتقدا له ! هذا الموقف الرائع الذى اتخذه إياد نصار يعد درسا نموذجيا لكثير من فنانينا ، حتى الكبار منهم ، الذين ما أن يؤدوا دورا ما فى مسلسل أو فيلم ، حتى يذهبوا فى الدفاع عن أدوارهم كل مذهب ، فيخيل للمتابع انه ليس ممثلا لكنه هو الكاتب الذى ألفه ! أذكر هنا على سبيل المثال الفنان نور الشريف ، الذى راح يدافع عن تعدد الزوجات، وأن هذا هو الحل الأمثل بسبب ارتفاع معدلات العنوسة ، وأحقية الرجل فى التعدد ، وصدق تماما انه الحاج متولى ! وفعل نفس الشيء فى مسلسل يسعد أيامك أيضا للمؤلف مصطفى محرم وأخذ يدافع عن مرحلة المراهقة المتأخرة للرجل ! وقبل كل هذا دافع عن ناجى العلى فى الفيلم الشهير الذى لم يعرض داخل مصر ، بسبب الإساءة الواضحة لبلده مصر فى الفيلم ! ومثل موقف نور الشريف تفعل يسرا وإلهام شاهين وغيرهما ! الأمثلة كثيرة ، لكن إياد نصار وضع يده بذكاء شديد على الدور الحقيقى للفنان ، ومع الأسف فان هذا الدور لا يستوعبه الكثير من فنانينا وعليهم أن يفهموا أن الفارق كبير بين الممثل والكاتب ! [email protected]