نحن فى البلاد العربية الإسلامية نتبادل تهانى العيد بعبارة جميلة حيث نقول «كل عام وأنتم بخير» بينما فى الأممالغربية يتبادلون التهانى بقولهم «يوم سعيد» «عام سعيد» حيث يرى الغربى بأن السعادة أمنية جميلة محبوبة، لكننا فى الشرق نجد أن أجمل أمنية وأحبها إلى قلوبنا هى الخير لأن الخير أعم وأعظم وهو يشمل السعادة أيضاً والخير هنا لا يقبل التزييف والخداع، فصحيح أن العيد له حِكمة لا يستطيع أن ينكرها أشد الماديين أو يعترض عليها حيث تختلف الأعياد بحسب الثقافات والأيديولوجيات، فالعيد فى الغرب يختلف عن العيد فى الشرق، رغم أن الأعياد قديمة قدم التاريخ، فقد ورد ذكرها فى الآثار المصرية لما ورد فى الإلياذة وذكرت بأنها «الأيام الممتازة» التى عرفتها الأمم والحضارات فى العصور السابقة ومنها يوم «وفاء النيل» عند قدماء المصريين حيث ذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا يختمون احتفالاتهم بهذا اليوم بقذف عروس النيل، وبعض الآراء قالت إنها فتاة عذراء يختارها الكهنة، لكن القول الراجح بأنها عروس من الطين حيث يرمزون إلى زواج الأرض بالماء من أجل الخير والنماء وينجب هذا الزواج الثمرات والبركات، وأيضاً «يوم المهرجان» عند الفرس وهو اليوم الذى اقتبس منه العربى عادة الاحتفال «بيوم رام» الذى قال فيه «أبو نواس»: اسقنا إن يومنا يوم رام ولرام فضل على الأيام وكان الذين يحتفلون بيوم رام فى الحادى والعشرين من كل شهر ويتخذون هذا اليوم للمتعة والراحة واللهو، لكن العيد فى الإسلام يختلف شكلاً وموضوعاً عن كل هذه الأعياد، فالعيد وحكمته فى الإسلام هو احتفال المسلم بانتصاره وتضحيته على مطالب الدنيا. ففى عيد الفطر يحتفل المسلمون بقوة إرادتهم وتحملهم والتغلب على العادات والفوز بدفعة إيمانية روحانية من شهر رمضان المبارك، فهم يحتفلون لأنهم استطاعوا أن يحدوا من شهوة المأكل والمشرب وبهذا يكون المسلم قد هزم غرائزه. أما عيد الأضحى فهو عيد الفداء والتضحية والطاعة والصبر على المجهول. «وكل عام وأنتم بخير» وهى تحية المسلمون فى عيدهم وهى الأكثر تعبيراً عن أفضل الأمنيات للإنسان بالخير فى الدنيا والآخرة والخير فى فى كل عمل نعمله ويرضى عنه الله رضى الله عنكم وعنا.