كشفت التقارير الاقتصادية الدولية أن حجم تجارة البن فى العالم بلغ 40 مليار دولار عام 2008، وأن حجم البن المتوقع استهلاكه عام 2010 سيصل إلى خمسة ملايين طن أى بارتفاع نسبة 0.4% وهذا الارتفاع يؤكد تزايد الطلب العالمى على القهوة، وهو ما من شأنه أن ينعش حركة التجارة المتعلقة بالحبوب السمراء فقد توقعت «الفاو» ارتفاع حجم الواردات العالمية من القهوة 0.2 % لتصل إلى 5.5 مليون طن هذا العام وبحسب تقرير «الفاو» فمن المتوقع أن ينمو الإنتاج العالمى للقهوة هذا العام بنحو 0.5% وتعتبر منطقة أمريكا الجنوبية والكارييبى المنطقة الأكثر إنتاجا لهذه الحبوب، ليصل إجمالى إنتاجها المتوقع لهذاالعام إلى 4 ملايين طن، أى أكثر من نصف الإنتاج العالمى. ووفقا لتقرير لمنظمة الفاو فقد تراجعت حصة استهلاك الدول النامية للقهوة من 74% خلال الأعوام الماضية إلى 72 عام 2010 مقابل ارتفاع فى حصة استهلاك الدول المتطورة من 26 فى السابق إلى نحو 28% خلال العام الحالى. وأوضح التقرير أن إجمالى قيمة الواردات الدولية من البن بلغت 21.3 مليار دولار عام 2008، بنسبة ارتفاع 21% مقارنة لعام 2007، لتمثل 4.7 ضعف الواردات العالمية من مادة الشاى، مشيرة إلى أن أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان، تعد أكبر دول مستوردة للبن خلال الفترة بين عامى 2005 و 2008 مع احتفاظ الولاياتالمتحدة بالصدارة بنسبة 20 % من إجمالى الواردات العالمية وألمانيا فى المركز الثانى بنسبة 16% فى حين توزعت المراكز الأخرى بين الدول الثلاث الباقية لتشكل حصة الدول الخمس 55% بقيمة 11.6 مليار دولار من إجمالى التجارة الدولية من البن لعام 2008 وفى المقابل بلغت قيمة الصادرات العالمية من البن 18.5 مليار دولار عام 2008، بمعدل نمو 6% مقارنة بالعام 2007 الذى شهد تراجعا بنسبة 20% مقارنة بعام 2006. وقد تصدرت البرازيل قمة الدول المصدرة للبن على المستوى العالمى خلال الفترة 2005- 2008 بنسبة بلغت فى المتوسط 20% من الصادرات العالمية كونها من الدول الرئيسة المنتجة للبن، وبقيمة بلغت 4.2 مليار دولار عام 2008 ثم كولومبيا فى المركز الثانى بحصة 10% وبقيمة بلغت 1.9 مليار دولار عام 2008، فى حين احتلت ألمانيا المركز الثالث بحصة بلغت فى المتوسط 9% بقيمة 1.7 مليار دولار. وفى السياق ذاته أظهرت دراسة تحليلية أجرتها وزارة التجارة الخارجية أن الإمارات ضمن أهم خمس دول فى العالم فى مجال إعادة تصدير البن، خلال الفترة بين العامين 2005 و 2008. وأوضحت أن بعض الدول تعتمد فى تجارتها الخارجية على إعادة تصدير السلع، سواء كانت مصنعة أو مواد خام، مستفيدة مما تتمتع به من موقع جغرافى أو امتلاك خدمات النقل والتخزين، محققة بذلك قيمة مضافة لاقتصاداتها من خلال الاستفادة من فائض التشغيل والرسوم لموانئها وخدماتها اللوجستية، مشيرة إلى أن البن يعد من أهم هذه السلع، ويعتبر مادة خام، حيث بلغت قيمة إعادة تصديره حول العالم نحو 174 مليون دولار فى 2008. وقال عبد العزيز بن على الحميضى أحد كبار المستوردين ل «القهوة» و «الهيل» إن أسعار البن ارتفعت بشكل واضح فى الشهور ال 5 الماضية حينما صعدت أسعاره عالميا متزامنة مع ارتفاع مؤشر أسعار السلع وارتفاع أسعار العقود الآجلة فى سوق نيويورك مشيرا إلى أن البرازيل الدولة المؤثرة فى العالم شهدت اضطرابا فى المحصول الذى قل بشكل بسيط وسط مضاربات العقود الآجلة والأسواق العاملة مع خروج المتعاملين من الأسواق المالية باتجاه الاستثمار فى السلع الرئيسية. وقال الحميضى إن الارتفاع جاء بشكل تدريجى خلال 5 سنوات ماضية وصولا إلى 70% من أسعاره فى 2006 إذ سجلت آخر الأسعار السوقية لطن البن البرازيلى 2150 دولارا للطن الواحد لنوع «ريو- مايناس» و2250 دولارا لنوع «سانتوس» اللذان يعدان من أفضل الأنواع المتداولة فى الأسواق المحلية الخليجية. وأضاف الحميضى أن هناك منافسا عالميا للبرازيل المتمثل فى دولة الهند التى تصدر نوع «بلينتاشن آى آى» حيث يبلغ قيمة طنها 4100 دولار- وهو ذو جودة عالية?- عام 2009 بينما كان فى 2006 إلى 2008 بحدود 2800 إلى 3000 دولار، مضيفا أن القهوة الحبشية وهى الأكثر انتشارا من صنف «هررى» بلغ سعرها 3600 دولار وصنف «لوغمتى» بسعر 2500 دولار. ولكن الحميضى، الذى توزع شركته على كل بلدان الخليج العربى، عاد للتأكيد بأن الصورة قاتمة حيال مستقبل أسعار البن إذ إن المحصول البرازيلى يحصد فى يونيو بينما تنبثق التنبؤات فى شهر أبريل من كل عام حول كثير من العوامل التى ستؤثر على مستقبل السعر مثل الأجواء والبيئة وحجم الطلب العالمى.