أجمع ناشرون ومشاركون في فعالية الدورة الحادية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب على احالة "الرقيب" على التقاعد، وعدم مصادرة أي عنوان من الكتب في الفكر والأدب والعلوم. وقال مجموعة من الناشرين في اليوم الاول من المعرض الذي تتواصل فعالياته في العاصمة الاماراتية "انهم عرضوا كتبهم بحرية تامة مثلما رزموها من بلادهم من دون ان يصادر ان عنوان". وقدم الناشرون قائمة بعنوان الكتب قبل عرضها على الهيئة المنظمة للمعرض التي لم تحجب اي عنوان.ويركز المعرض على حقوق النشر الذي يُعد الأول من نوعه في العالم العربي، وعلى تفاصيل وشروط عمليات شراء حقوق النشر وبيعها في إطار صناعة الكتاب العالمية. كما يعتبر الدعم المتواصل لمنحة حقوق النشر، مبادرة "إضاءة على حقوق النشر"، شهادة على الاعتقاد الراسخ لدى هيئة أبوظبي وشركة "كتاب" بضرورة الالتزام بهذه الحقوق. وقال جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب "تنهض صناعة النشر العالمية، بكافة أشكالها، بدور حاسم في التطور الثقافي وإنعاش المعرفة في الإمارات. لكن في وسع هذه الصناعة أن تزدهر فقط عبر الالتزام بالاتفاقيات العالمية. ولهذا السبب فإن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الملتزم بحماية حقوق الملكية الفكرية، معروف بأنه واحد من أكثر البيئات أمانا للمتخصصين العالميين في صناعة النشر لتنفيذ أعمالهم التجارية في الشرق الأوسط". وأكد بقوله "في الوقت الذي اجتزنا فيه عشرين عاما ناجحا، فإننا نفخر بتاريخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب وإنجازاته وسمعته، ظل المعرض يمثل منصة لصناعة النشر في العالم العربي، باعتباره نقطة التقاء للناشرين العرب لعرض إبداعاتهم والتواصل مع نظرائهم في العالم، مقدمين ما في منطقتنا من إمكانات يمكن عرضه، ومع أكثر من 500 ألف عنوان وكتب بلغات مختلفة، بات معرض أبوظبي الدولي للكتاب تظاهرة تجمع بين أفضل الفرص المتاحة للتجارة والتواصل في أوساط الأعمال وتفسح المجال أمام الجمهور للوصول إلى الكتب وقراءتها". وقالت الناشرة رنا ادريس صاحبة دار الأداب أعرق دور النشر اللبنانية، انها تعرض جميع اصدارات الدارالجديدة من دون أي قلق في معرض ابوظبي. واضافت في تصريح ل"ميدل ايست اونلاين" "أوكد انه لم يمنع أو يصادر أو يحجب اي عنوان لنا". وتنشر دار الأداب اللبنانية حزمة من أجرأ الروايات العربية لكباء الادباء والكتاب، فيما تنتقي نخبة من أشهر الروايات والدراسات النقدية العالمية المترجمة الى العرب وأجمعا المشرفان على مكتبة الرشيد ودار الحضارة السعوديتان المتخصصتان بالدراسات الدينية والتاريخية وكتب الفقهاء المثيرة للجدل، على حرية ما يعرض من كتب في معرض أبوظبي. واستطاع المعرض تجاوز المفهوم الكلاسيكي لمعارض الكتب التي تقيمها معظم الدول العربية، والتي تركز في الغالب على الصفة والفائدة التجارية، فالدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تحاول ترسيخ مفهوم الثقافة والإبداع بأوسع مفاهيمها، حيث تزدحم أيام المعرض الستة بمجموعة كبيرة من الفعاليات ندر كثافتها ونوعيتها في أي معرض عربي آخر. ويحتضن المعرض نحو 200 فعالية وحدث ثقافي مختلف، وهي تتوزع على محاضرات لنخبة من المتحدثين من مختلف أرجاء العالم، وحلقات نقاش أدبية وفكرية، ومنتدى شعري، وعروض تقديمية، وعروض فنية بالإضافة إلى فعاليات عديدة موجهة للأطفال، وحفلات توقيع كتب لعدد من مشاهير المؤلفين. وقال أميل الخوري صاحب شركة "بوك دستبريوسن" المتخصصة بالتوزيع لعدد من دور النشر العربية والعالمية "أن الرقابة على الكتاب في معرض أبوظبي محدودة ان لم تكن معدومة". وأكد الخوري في حديثه ل"ميدل ايست اونلاين" "انه لمس رقابة واضحة على بعض الاصدرات في الفكر والتاريخ أثناء مشاركة شركته في معرض الكويت للكتاب، الا ان هذه الرقابة لا وجود لها في معرض أبوظبي". وتوزع شركة "بوك دستبريوسن" عدد من الاصدارات باللغتين العربية والانكليزية لدور نشر مشهورة وفي مختلف البلدان العربية. وقال ابراهيم المجدلاوي مدير دار المجدلاوي للنشر الاردنية "ان الرقابة لم تنته بشكل كلي في العالم العربي، وانها لا زالت قائمة الى حد ما في بلدان معينة، وخصوصا حول كتب الدراسات الاسلامية". مع انه اشار الى ان حرية تداول المعلومات عبر الانترنت قضت على الرقيب. يشار إلى أن إدارة معرض أبوظبي تستضيف في هذه الدورة عدداً غير مسبوق من الضيوف من الأدباء والمؤلفين والناشرين والإعلاميين، حيث يبلغ عددهم وفق إدارة المعرض أكثر من 1250 ضيفاً، فيما يشارك في أجنحة البيع والعرض التي تبلغ مساحتها نحو 22 ألف متر مربع، خمسمائة وخمسة وأربعون دار نشر من 17 دولة عربية، و330 دار نشر من 41 دولة أجنبية. ويعنى البرنامج المهني بتناول قضايا حرية النشر وحماية الحقوق الفكرية وحقوق الترجمة ومكافحة القرصنة والعرب وحرية النشر وكسر حواجز الاتصالات في الشرق الأوسط من خلال المدونات، فضلاً عن قضايا تخصصية كالتسويق وفرص التعاون الأكاديمي في العالم العربي وتصميم المواقع والنشر وأساسيات الكتاب الإلكتروني ومكانة الفن في الكتب الأطفال، والقرصنة على الإنترنت في العالم العربي، وآخر تقنيات ال "آي كتاب" وال "آي مجلة".