في احتفالية سينمائية كبيرة وتحت شعار "أيامنا الحلوة من تاني" اختتمت فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته السابعة عشر على المسرح الكبير بدار الأوبرا بعد غياب عامين للظروف السياسية التي تعيشها البلاد، بحضور محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية، والمخرج سمير سيف رئيس المهرجان، د.إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، ود. خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للإنتاج الثقافي والسينمائي، وهشام فرج وكيل وزارة الثقافة ، وعدد من نجوم وصناع السينما المصرية، حيث بدأ الحفل باستعراض (أنور وجدي وفيروز) من إخراج محمود حجاج وتصميم محمد وضياء. يعتبر المهرجان القومي للسينما المصرية خاص بالأفلام المحلية وينظمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة ، ويوجد به مسابقتان الأولى للأفلام الروائية الطويلة، والثانية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ويهدف المهرجان إلى دفع عملية تنمية وتطوير السينما المصرية كجزء من عملية التننمية الثقافية والاجتماعية الشاملة، كما يشترط المهرجان في الأفلام المتسابقة أن يكون الفيلم بإنتاج مصري أو مصري مشترك، بجانب أن يكون تاريخ إنتاجه هو السنة السابقة لإقامة المهرجان، لكن هذا الشرط تم استثنائة هذا العام نظراً لتوقف المهرجان في العامين الماضيين، حيث كانت الأعمال المشاركة من إنتاج 2010 و2011، ووصل عددها إلى 17 فيلماً روائياً طويلاً، و100 فيلم روائي قصير وتسجيلي ورسوم متحركة. وقد تم تشكيل لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية برئاسة الكاتب وحيد حامد، وعضوية الفنانة ليلى علوي،والكاتب إبراهيم عبد المجيد، وسمير فرج مدير التصوير، والموسيقار هاني شنودة، والمخرج علي إدريس، وغادة جبارة أستاذ المونتاج، ووليد سيف الناقد الفني، ومحمود حسن مهندس ديكور. كما جاء تشكيل لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والرسوم المتحركة برئاسة المخرجة شويكار خليفة، وعضوية محمود عبد السميع مدير التصوير،والمخرج والسيناريست إبراهيم الموجي، المخرج سعد هنداوي، والنقاد نهاد إبراهيم وطارق الشناوي، والسيناريست سناء الشيخ. وفي كلمة ألقاها د. محمد صابر عرب وزير الثقافة قال، إن السينما والدراما التليفزيونية والفن بوجه عام سيكون أفضل حالاً في المرحلة القادمة، وتابع إقامة المهرجان هذا العام في ظل حالة الاضطراب السياسي التي يعيشها المجتمع رسالة إيجابية واختبار لقدرة المجتمع المصري على تجاوز المخاطر التي تهدده، كما أنه رسالة إلى الغرب بأن مصر آمنة وأن الدولة متماسكة وقادرة على الخروج من الأزمات السياسية التي تلاحقها، وأكد أن إقامة المهرجان في هذا التوقيت يحمل رسالة هامة مفادها أن الدولة عازمة على استعادة روحها ووعيها وثقافتها وفنها وإبداعها من جديد. وأوضح المخرج سمير سيف رئيس المهرجان القومي للسينما، أن افتتاح وختام المهرجان القومي للسينما كان مشرفاً للدولة وللفنانين بعد غياب استمر عامين لظروف سياسية وأمنية، وأكد أن العام القادم سوف يشهد نقلة نوعية في التجهيز والإعداد لإقامة المهرجان بشكل أكثر تنظيماً، رغم أن هذه الدورة حققت نسبة كبيرة من طموحاتنا إلا أن الأفضل لم نصل إليه بعد، نظراً لظروف البلاد التي تمر بها وغياب الكثير من النجوم، وانتقد سيف سلوك الفنانين المصريين القائم على أنه إذا لم يفوزوا بالجائزة فإنهم لا يحضرون المهرجان.. وقال أتمنى أن يتغير هذا السلوك في الدورات القادمة وأن يتعاون الجميع من أجل نجاح المهرجان، لكن الأهم هذا العام أن القائمين على المهرجان نجحوا في توصيل رسالة باستمرارية وثبات النشاط الثقافي والفني في مصر وعدم تأثر الإبداع بالعثرات السياسية. ومن جانبه، أكد الكاتب وحيد حامد رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، أن المهرجان يمثل أهمية خاصة هذا العام كونه يأتي في ظل وضع سياسي غير مستقر، ونجاح المهرجان يعكس مدى قدرة الدولة على الاهتمام بالسينما والثقافة ودفعهما إلى الأمام بعد توقف استمر لمدة عامين بسبب أحداث ثورة يناير 2011 وما تلاها من أحداث سياسية، وتابع، هذا المهرجان أزال مساحات الظلام التي كانت تحارب الفن في مصر، حيث حاربت هذه الفئة المتأسلمة الفن والفكر والأدب والموسيقى وغير ذلك من الفنون وكان هناك عداء مستحكم وكراهية مفرطة، وهو ما انعكس بالسلب على حال السينما المصرية في الأعوام الأخيرة. وعقب ذلك قام وزير الثقافة والمخرج سمير سيف بتوزيع الدروع وشهادات التكريم على المكرمين هذا العام، وهم: علي أبو شادي الناقد السينمائي، طارق التلمساني المصور السينمائي، الفنانة إلهام شاهين، وسعيد مرزوق المخرج السينمائي. وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يأتي فيلم "رسائل البحر" في المقدمة بخمسة جوائز، حيث حصلت الشركة العربية على الجائزة الأولى في الإنتاج عن فيلم رسائل البحر، وحصد المخرج داوود عبد السيد جائزة أفضل مخرج، والفنان آسر ياسين على جائزة أفضل ممثل، والفنان محمد لطفي على جائزة أفضل ممثل دور ثان، كما حصل أحمد مرسي مدير التصوير على جائزة أفضل تصوير عن فيلم رسائل البحر. وأيضاً حصل فيلم "بنتين من مصر" من إنتاج وتوزيع الشركة العربية أيضاً على ثلاثة جوائز، أفضل سيناريو للمؤلف والمخرج محمد أمين، وفازت الفنانة زينة بأفضل ممثلة، ومهندس الصوت علاء الكاشف كأفضل صوت. كما نال فيلم " زهايمر" على جائزة أفضل ديكور للراحل صلاح مرعي وتسلمت الجائزة أرملته، وفاز الفنان سعيد صالح بجائزة تقديرية عن دوره في نفس الفيلم. كما حصلت الممثلة رانيا يوسف على جائزة أفضل دور ثان عن فيلم "واحد صحيح"، كما فاز مخرج الفيلم هادي الباجوري بجائزة أفضل إخراج. ومن مسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية فاز الفيلم القصير "صلصال"، والتسجيلي "مولود في 25 يناير" بجوائز المهرجان كأفضل الأفلام في هذا المجال، بينما حصلت بعض الأفلام الروائية القصيرة على شهادات تقدير دعماً لمجهودهم الفني. وعبرت النجمة لبلبة، عن سعادتها لحضور حفل ختام المهرجان القومي للسينما، وقالت إن فناني مصر يقع عليهم عبء نجاح مثل هذه المهرجانات، نظراً لأن حضورهم يمثل قيمة ووزن حقيقي في نجاح المهرجان أمام العالم، وأكدت أن الدورة الحالية خرجت بشكل جيد، رغم غياب الكثير من النجوم والفنانين، ورغم المشاكل التنظيمية والإدارية إلا أن استمرارية المهرجان حدث لابد أن يتوقف عنده الجميع، نظراً لأن تأجيل المهرجان هذا العام كان سيعطي مظهراً غير جيد أمام العالم بأن مصر غير قادرة على تأمين مهرجان سينمائي. وانتقدت الفنانة مادلين طبر، غياب كثير من النجوم عن حفل المهرجان، وأكدت أنها جاءت من لبنان خصيصاً لحضور المهرجان لدعم مصر في مسيرتها الفنية، خاصةً وأن النجوم العرب يدينون بالفضل لمصر في شهرتهم في الوطن العربي، ولذلك كان من المفترض على جميع الفنانين العرب قبل المصريين الحضور إلى القاهرة من المشاركة في المهرجان المتوقف منذ عامين. في حين اعتذرت الفنانة رانيا يوسف، نيابةً عن زملائها من الفنانين لغيابهم عن المهرجان، وبررت ذلك أن دعوات حضور الحفل وصلت متأخرة والبعض لم يصل إليه دعوة من الأساس، وأكدت أن دعوتها للحضور وصلتها قبل الحفل بساعتين فقط، وأنه لولا محل إقامتها القريب من دار الأوبرا لما استطاعت الحضور.