أسلوب جديد بدأ المنتجون وشركات إنتاج الأفلام السينمائية في اتباعه من أجل دعاية أكبر لأفلامهم الجديدة، حيث كان من المعتاد أن تقوم الجهات الإنتاجية بطرح بوسترات أفلامها الجديدة قبل عرض الفيلم بأيام قليلة وتبدأ دور العرض في لصق أفيشات الفيلم، إلا أن ما يحدث حاليًا على غير المعتاد، فقد بدأت شركات الإنتاج في طرح بوسترات الأفلام قبل الانتهاء من تصويرها وبدءوا يحجزون دور العرض قبل عرض الفيلم بشهر أو أكثر.. فقد استمر طرح أفيش فيلم "فبراير الأسود" للفنان "خالد صالح" لمدة شهر قبل أن يتم عرضه بالفعل في دور العرض، وهو ما جعل الجمهور ينتظر عرضه فعليًا، ونجح هذا الأسلوب في عمل دعاية جيدة للفيلم والذي حقق إيرادات كبيرة رغم الكساد المسيطر على سوق السينما. ولعل ذلك الأسلوب جعل المنتجين يهتمون أكثر بأفيشات الأفلام وتصميمها بطريقة تجذب الجمهور وتجعله متشوقًا لمشاهدة الفيلم، ومع عرضه يكون الفيلم قد حظي بالدعاية المناسبة. ويعتبر فيلم "سمير أبو النيل" من أكثر الأفلام التي تم تطبيق هذه النظرية عليها، فقد قام المنتج "محمد السبكي" بطرح أفيش الفيلم منذ أكثر من شهرين على الرغم من أن موعد طرح الفيلم بدور العرض سيكون في يوم 28 إبريل، وبالفعل استطاع طرح أفيش الفيلم منذ وقت طويل ولصق بعض دور العرض له في عمل دعاية كبيرة للفيلم قبل عرضه وهو ما يتوقع أن يكون الإقبال عليه كبيرًا أملًا في تحقيقه لإيرادات عالية. والفيلم من بطولة: نيكول سابا، ومحمد لطفي، وإدوارد، وحسين الإمام، ودينا الشربيني، وتأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول البلطجي "سمير أبو النيل" الذي يستغل قوته في السيطرة على أهالي الحارة التي يسكن فيها. ورغم أن الفنان "محمد رمضان" لم ينتهِ بعد من تصوير فيلمه الجديد "قلب الأسد" إلا أن المنتج "أحمد السبكي" اتبع معه أيضًا نظام الدعاية الجديد نفسه، حيث تم تصميم البوستر المبدئي الخاص بالفيلم قبل إنهاء التصوير وبالفعل تم طرحه منذ أسبوع على المواقع الإلكترونية، وأيضًا تم طرح الأفيش في بعض دور العرض، علمًا بأن الفيلم سيتم عرضه جماهيريًا في موسم الصيف في أوائل شهر يونيو، وهذا يعني أن الفيلم سيأخذ حقه في الدعاية لحين تحديد موعد عرضه. وتدور أحداث "قلب الأسد" في إطار الأكشن والإثارة والتشويق، حول شخصية "فارس" عامل نظافة لقفص الأسود، ويتعامل فيه معهم بطريقة مباشرة ويقوده القدر أن يحضر بعض الصراعات والجرائم فيساعد الشرطة في اكتشاف فاعلها، والفيلم يشارك في بطولته كل من حسن حسني، وحورية فرغلي، وعايدة رياض، وعفاف رشاد، وصبري عبد المنعم، وريهام أيمن، وسيد رجب، ومحسن منصور، وعمرو عابد، وعمر مصطفى متولي، ومن تأليف حسام موسى وإخراج كريم السبكي. أفلام موسم الصيف أيضًا قام الفنانان "خالد صالح" و"خالد الصاوي" بتصوير أكثر من بوستر لفيلمهما الجديد "الحرامي والعبيط" وقاما بطرحهم منذ أسبوع تقريبًا، على أن يتم عرض الفيلم فعليًا في موسم الصيف والمفترض أن يكون في منتصف شهر مايو القادم، إلا أن منتج الفيلم "أحمد السبكي" قام بطرح أربعة أفيشات للفيلم إضافة إلى تريللر خاص به انتشر على عدد كبير من المواقع الإلكترونية من أجل ضمان أكبر دعاية للفيلم. الذي تدور أحداثه حول العديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية، حيث يقوم "خالد صالح" بدور الرجل الذي يفقد عقله بسبب الظروف السيئة التي يعيش فيها، ثم يتعرف على "خالد الصاوي" الذي يجسد دور حرامي يفقد عينه في مشاجرة فيتقرب إليه ويحاول خداعه واستغلاله حتى يتمكن من سرقة عينه من خلال حبيبته الممرضة التي تجسد شخصيتها "روبي"، والتي تعمل بإحدى المستشفيات التي تتاجر في الأعضاء البشرية، والعمل من تأليف أحمد عبد الله وإخراج محمد مصطفى، وبطولة روبي، وعايدة عبد العزيز، وضياء الميرغني، وسيد رجب. وبدأت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع في وضع أفيشات الفيلم الجديد "كلبي دليلي"على واجهة جميع السينمات التابعة لها استعدادًا لطرحه في شهر مايو، حيث اتفقت المنتجة "إسعاد يونس" مع المنتج "أحمد السبكي" على طرح الأفيشات منذ أواخر شهر مارس لعمل دعاية للفيلم قبل عرضه بحوالي شهر ونصف. والفيلم من تأليف سيد السبكي وإخراج إسماعيل فاروق، وبطولة كل من سامح حسين، وحسن حسني، والطفلة جنا، وعزت أبو عوف، وشيري عادل، وتدور أحداثه حول ضابط شرطة في الصعيد يتعرض لأزمة في عمله ليتم نقله إلى مارينا على إثرها ويحاول هناك أن يثبت كفاءته كضابط جيد أمام رئيسه. ولم يتنازل "السبكي" والمسيطر هذا العام على موسم أفلام الصيف عن هذا الأسلوب في الدعاية، حيث اتبعه أيضًا مع فيلمه الجديد "تتح" للفنان "محمد سعد"، حيث قام بطرح البوستر المبدئي للفيلم، في حين يقوم حاليًا بتصوير بوستر آخر يجمع بين أبطال الفيلم "سعد ودوللي شاهين". وقد تم طرح الأفيش المبدئي أيضًا منذ فترة وتم لصقه على أكثر من دور عرض علمًا بأن الفيلم سيعرض في منتصف شهر مايو المقبل. كذلك تستعد أكثر من جهة إنتاجية أيضًا لطرح بوسترات أفلام الصيف، فيقوم حاليًا الفنان "كريم عبد العزيز" بتصوير أفيش فيلمه الجديد "الفيل الأزرق"، والذي من المتوقع طرحه خلال الأيام القادمة على أن يتم عرض الفيلم بعد حوالي شهرين. السبكي والدعاية وعن هذا الأسلوب الجديد من الدعاية، فقد أوضح المنتج "أحمد السبكي" أنه يعتبر أفيش الفيلم والتريللر من أكثر الأشياء التي يجب الاهتمام بها ولذلك فهو دائمًا ما يتعمد أن يطرح أكثر من أفيش وبوستر للفيلم الواحد وبطرق مختلفة؛ وذلك لأنه من أكثر ما يجذب الجمهور للفيلم، وله دور كبير في الدعاية تكاد تكون أكثر من الدعاية الإعلانية له في التليفزيون، وكذلك أغاني الأفلام تصنع دعاية كبيرة لذلك دائمًا ما أهتم بهما. وعن إمكانية أن تؤثر فكرة طرح الأفيش قبل عرض الفيلم بمدة طويلة سلبيًا عليه، حيث من الممكن أن يتم تشتيت الجمهور بالنسبة للموعد الفعلي لعرض الفيلم، فأكد "السبكي" أن ذلك مستبعد تمامًا، خاصة وأن الجمهور يتعرف على موعد عرض الفيلم من خلال إعلانات التليفزيون والتي يتم فيها كتابة تاريخ العرض، ودائمًا ما أقوم بعرضها قبل طرح الفيلم بمدة لا تقل عن أسبوع. وأشار "السبكي" أن هذا النظام من الدعاية لم يتبعه متعمدًا ولكن الجمهور يتشوق منذ بداية موسم الصيف ليعرف الأفلام التي سيتم عرضها خلاله، خاصة وأنه الموسم الأكثر إقبالًا فيه على السينما، ولذلك فإن طرح البوسترات قبل عرض الأفلام يساهم في عمل دعاية أكبر للفيلم وجذب الجمهور. وأوضح أنه دائمًا ما يحاول أن يختار أفيشات جذابة فقد حرص على أن يظهر في الأفيش المبدئي لفيلم "قلب الأسد" الفنان "محمد رمضان" بنيولوك جديد عكس ما قدمه سابقًا من أفلام، وهو ما يجعل الجمهور متشوقًا لمشاهدة الفيلم؛ لأنه سيعرف أنه سيجد خلاله شخصية مختلفة تمامًا. ومن ناحيته يرى الناقد الفني "طارق الشناوي" أن هذا الأسلوب الجديد الذي بدأ المنتجون يتبعونه من شأنه أن يساهم في إنعاش السوق السينمائي من جديد، ولكن لابد وأن يدرك المنتجون خطورة هذا النوع من الدعاية، حيث أنه لابد من الاهتمام أكثر بتصميم الأفيش الخاص بالفيلم وتغييره باستمرار إذا كانت فترة طرحه تبتعد عن موعد عرضه الفعلي؛ حتى لا يشعر الجمهور بملل من مشاهدة الأفيش ذاته لمدة طويلة، إضافة إلى أنه يمكن للأفيش أن يؤثر إيجابًا أو سلبًا على الفيلم، ومن الممكن أن يتسبب في نفور الجمهور عن مشاهدة الفيلم، ويمكن أن يتسبب في العكس، فلذلك لابد من دراسة هذه الطريقة الدعائية للأفلام بجدية ومعرفة أكثر ما يجذب الجمهور.