أكد الشاعر أحمد فضل شبلول أنه لا خوف على الابداع في ظل حكم الاخوان ، لأن المبدع إنسان ذكي بطبعه، ويستطيع أن يستخدم الرمز والإسقاط وجماليات الإبداع الأخرى، لو أحس أن هناك من يضيق عليه، وقد حدث هذا كثيرا في عصور الأدب المختلفة. وأضاف : حقيقة كان هناك احساس قوى باندلاع ثورة في مصر قبل 25 يناير، نتيجة الممارسات الخاطئة للنظام السابق، ومعاداة الشعب خاصة الطبقة المتوسطة التي أصبحت فقيرة، والطبقة الفقيرة التي أصبحت أكثر فقرا وعوزا، ولكن لم نكن نعلم على وجه اليقين من سيقوم بهذه الثورة . وما إن تحرك الشباب وخرج فى 25 يناير حتى استجابت شرائح كثيرة من المجتمع لهذا التحرك، ونزل معظم الناس في الميادين، ليس ميدان التحرير في القاهرة فحسب، ولكن في معظم الميادين الموجودة بمحافظات مصر المختلفة، أي أنه كانت هناك مشاركة شعبية واسعة في هذه الثورة، لذا تم لها النجاح خلال أسابيع قليلة خاصة بعد إعلان الجيش أنه لن يشارك ضد المتظاهرين. وقد انفعلتُ بأحداث الثورة وكتبت قصيدة بعنوان «في الخامس والعشرين وقف البحر على قدميه» نشرت في أكثر من مطبوعة ورقية ورقمية. وقال شبلول في مقابلة مع صحيفة روز اليوسف اليومية المصرية، إنه يكتب فى أجناس أدبية مختلفة ويجمع ما بين الشعر والكتابة للأطفال والممارسة النقدية، والعمل الصحفى والمعجمى، وقد نجح فى التوفيق بين هذه الاهتمامات بفضل براعته فى إدارة الوقت التى يفتقدها الكثير من المصريين، وهو غير قلق على مستقبل الإبداع لأن المبدع يمتلك من الذكاء بحيث يراوغ السلطة ويحقق رسالته فى نفس الوقت. وحمد الله أنه يجد وقتا كافيا للقيام بكل هذه الأنشطة، وأضاف: لو وجدت وقتا آخر لسلكت دروبا أخرى فى مجال الأدب والفن، وكلها تصب فى مجال اهتماماتى الأدبية والثقافية. والمسألة من وجهة نظري هي ادارة الوقت وتخصيصه للشيء المحبب لي، وربما دراستي الجامعية في مجال إدارة الأعمال جعلني أجيد ادارة الوقت واستثماره الاستثمار الأنسب لميولي واتجاهاتي وموهبتي، وأشار إلى أنه في وقت مبكر قرأ كتابا مترجما عن «إدارة الوقت» جعله يستشعر أهمية الوقت وعامل الزمن في كل مناحي الحياة، وأسف لأن المصريين لا يحترمون الوقت، لدرجة أن هناك تعبيرا شائعا الآن وهو «المواعيد المصرية» والتي تعني عدم احترام الوقت، وأوضح أنه من الممكن أن تحصل على ميعاد من صديق لك، فيأتي لك بعده بنصف ساعة أو ساعة، متحججا بالمواصلات أو «راحت عليَّا نومة» أو كانت هناك مشكلة ما يحلها قبل أن يجىء اليك، أو أن جارا له أصيب بوعكة صحية فاضطر أن يعاوده قبل المجىء اليك، وما إلى ذلك من حجج واهية. وهو يرى أن احترام الوقت هو أول الطريق إلى التقدم الحضاري الحقيقي. وعن حضور البحر القوي في أعماله الإبداعية قال الشاعر أحمد فضل شبلول: طبيعى جدا أن يكون للبحر حضور قوى في اعمالي الإبداعية للصغار والكبار، فأنا من مواليد الاسكندرية، تلك المدينة الرائعة المطلة على حوض البحر المتوسط، وبيني وبين بحرها عشق وغرام وهيام خاصة أثناء فصل الشتاء الذي أحبه كثيرا عن صيف الإسكندرية، لذا تجد أن عددا من دواويني يحمل اسم البحر مثل «ويضيع البحر»، «عصفوران في البحر يحترقان»، «شمس أخرى.. بحر آخر»، حتى فى شعر الأطفال تجد «آلاء والبحر». وكما هو معروف أن هناك ارتباطا شديدا بين الإنسان السكندرى والبحر، لدرجة أن هناك مقولة ترى أن الإنسان السكندري يعيش مثل السمكة فى البحر، لو خرجت منه لماتت. ولفت أنه استفاد من الصحافة في مجال الأدب، والعكس صحيح، وأنه استفاد من عمله في المعاجم العربية في تحسين اللغة التي لم يدرسها دراسة اكاديمية، كونه متخرجا في كلية التجارة وليس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب أو التربية. وأضاف: أفادتني عملية ممارسة النقد في تذوق أفضل للأعمال الأدبية والإبداعية، والمسألة ليست قياسا على آخرين، ولكن لكل كاتب أو مبدع ظروفه من ناحية النشأة والاهتمامات وادارة الوقت والقراءة والتثقيف، وربما وجودي المستمر في قصر ثقافة الحرية خلال السبعينيات والثمانينيات أتاح لى أن أشارك سواء بالحضور أو الاستماع والمشاهدة في أنشطة أدبية وفنية شتى منها فصل تحسين الخطوط العربية، ونادي المسرح ونادي السينما، ومعارض الفنون التشكيلية، إلى جانب نادي الشعر ونادي القصة والرواية، وحضور الجلسات أو الندوات النقدية التي تخص مثل هذه الأنواع الأدبية، فأحسست بنوع من التكامل وليس التقاطع بينها. ولا أعتقد أن مثل هذا يمثل نوعا من التشظي، ولكن يمثل نوعًا من الإحساس بتكامل الفنون والآداب . وعن مدينته التي يصفها بالرائعة وفقدانها روح التسامح والتنوع التي كانت تتميز به في الماضي أكد شبلول أنها فقدت بالفعل هذه الروح التي كانت تميزها في الماضي خاصة قبل ثورة 1952 وقبل حرب 1956 وقبل قرارات التأميم، وأخيرا قبل 1967، حيث غادرت الجاليات الأجنبية، والأجانب الذين ولدوا وتربوا في الاسكندرية، وعاشوا على ترابها الزعفران، لقد احسوا بأن ثمة مضايقات لم يتعودوا عليها من قبل عندما كانت الاسكندرية مدينة كوزموبالتينية. وأوضح أنه عاصر المدينة في آخر عصرها الكوزموبالتينى، وشاهد محال الأجانب في محطة الرمل والعطارين والمنشية، وشاهدهم وهم يركبون ترامل الرمل حيث كانوا يقطنون في كامب شيرزار والابراهيمية وكليوباترا، وتذكرهم جميعا اثناء مشاهدته لمسلسل «زيزينا» وغيره من المسلسلات التى عبرت عن روح المدينة. وعن غزارة التأليف والإبداع في مسيرته الشعرية قال شبلول: ليس شرطا أن يكون الإبداع قرين الغزارة، وأضرب مثالا بشعراء يتيمة الدهر، أي الشعراء الذين خلدتهم قصيدة واحدة. أو شعراء العمر القصير من أمثال أبوالقاسم الشابي، ومحمد عبدالمعطى الهمشري، وحتى أمل دنقل. ولكن بالنسبة لي أحاول أن أحفظ كتاباتي المتنوعة في أوعية ورقية وأيضا رقمية. ومنها الشعر والدراسات الأدبية والنقدية وأدب الرحلات والمعاجم وغير ذلك، مما أسهم في ارتفاع عدد الكتب الورقية، ناهيك عن صدور كتب الكترونية أيضا مثل ديوان «المتفلسف» الذى لم يطبع ورقيا. وعن الاتهام الموجه لأدب الاطفال العربي بأنه يستخف بعقلية الطفل ويقول له نصف الحقيقة، أشار شبلول الذي عمل محررا في مجلة "العربي الصغير" بالكويت إلى أن هناك مشاكل حقيقية في أدب الأطفال العربي، وأهمها دخول الميدان من ليس مؤهلا للكتابة للأطفال وإصراره على النشر فى مجلات الأطفال. وقال: شاهدت ذلك الإصرار من بعض الكتاب على إرسال مواد لا تتناسب مع موضوعات الأطفال، وهدفهم فقط الحصول على المكافأة المادية قبل أن ينظر في صلاحية المادة للطفل من عدمه. وألمح إلى أن مثل هؤلاء الذين ربما تنشر لهم مجلات أخرى هم الذين يستخفون بعقلية الطفل، ظنا منهم أن الكتابة للطفل شىء سهل ويسير، ومجرد كلمتين من تراث كليلة ودمنة، أو عالم الحيوانات والطيور، أو حتى عالم الكمبيوتر الذى صار يستهوي أطفالنا دون مراعاة لأي جوانب تربوية وتعليمية لا بد من تسللها بطريقة خفية من خلال العمل المقدم للطفل. ودون مراعاة اللغة والمفردات التى تناسب سن الأطفال ومراحلهم المختلفة.