في أول رد أمريكي علي زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان قال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني من بيروت إن بلاده تريد أن يستمر "دون تدخل خارجي" عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وهو موضوع بحثه في الرياض أيضا الرئيس السوري بشار الأسد مع الملك عبد الله بن عبد العزيز. وحل فيلتمان بعد يومين من زيارة نجاد ببيروت حيث صرّح بعد نزوله في مطارها قائلا "نعتقد أن المحكمة يجب أن يسمح لها باستكمال عملها في آجاله دون تدخل خارجي إلي أن يمثل أمام المحكمة المسئولون (عن اغتيال الحريري)". والتقي فيلتمان _القادم من الرياض- في قصر بعبدا الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وأبلغه حسب ما نقلت عنه السفارة الأمريكية في بيروت التزام الولاياتالمتحدة الثابت ببناء "لبنان مستقل وذي سيادة مع مؤسسات دولة قوية وفعّالة"، وبدعم هذا البلد في مجالي الأمن والاقتصاد لتحقيق هذا الهدف. وتصاعد التوتر حول المحكمة في لبنان الأشهر الأخيرة بعد أن قال الأمين العام لحزب الله في يوليو الماضي إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أبلغه بإمكانية توجيه اتهامات ظنية إلي عناصر "منشقة" من الحزب. وتبعت ذلك محاولات سورية سعودية لاحتواء التوتر الشديد الذي سببه الملف بين المعارضة وقوي 14 آذار. وجاءت زيارة فيلتمان بعد أيام قليلة من زيارة للبنان قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي تتهمه واشنطن بالتدخل في الشئون اللبنانية وبدعم حزب الله. وتزامنت زيارة فيلتمان مع لقاء في الرياض بين الأسد والملك عبد الله لم تتطرق وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلي مضمونه، لكن معلقين سعوديين بينهم خالد الدخيل قالوا إن لبنان موضوعه الرئيسي. وتوقع المحلل السياسي المقيم في دبي ثيودرو كاراسيك أن يطلب السعوديون من الأسد "لجْم" حزب الله الذي وصف المحكمة بأنها أداة لتنفيذ سياسات الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وعلي الرغم من أن الملك عبد الله والأسد زارا لبنان سوية في يوليو الماضي لاحتواء التوتر الذي فجرته المحكمة، فإن لبلديهما موقفين متناقضين من القضية التي سممت علاقاتهما أربع سنوات علي الأقل. فسوريا -التي حملتها قوي الأكثرية اللبنانية بدايةً مسئولية الاغتيال قبل أن تتراجع عن ذلك- تري أن المحكمة مسيسة، لكن المملكة العربية السعودية تدعم استمرارها.