قال تعالي " وجعلنا من الماء كل شئ حي " صدق الله العظيم فالماء إذا نزل علي الأرض دبت فيها الحياة فانبتت الزرع وأبهجت الأرض بكل الألوان وغمرت السعادة لكل الناظرين إليها والحياة هي إحدي متع الجنة " وجنات تجري من تحتها الأنهار " ولكن الله اختص المياه بخاصية عدم التخزين فإذا خزنت فسدت ولهذا السبب الأخير يحدث للإنسان ما يسمي بمرض المياه البيضاء التي تصيب العيون فالمياه البيضاء هي سحابة علي عدسة العين تؤدي إلي ضعف الإبصار أوالرؤية مع الم شديد مما يؤدي في بعض الحالات إلي فقدان النظر حيث يجب أن يمر الضوء علي عدسة العين ففي حالة وجود تلف أومشكلة في العدسة سيؤدي ذلك إلي ضعف الرؤية ويرتبط حجم الإصابة بحجم المياه البيضاء في عدسة العين ويمثل الضوء الأبيض مشكلة كبيرة للمصابين بالمياه البيضاء حيث إن انقباض حدقة العين عند التعرض للضوء الأبيض يقل معه حجم الضوء الداخل للعين مما يصعب معه مرور الضوء من خلال وجود هذه المياه . وأسباب حدوث المياه البيضاء غير معروفة بشكل أكيد ولكن من الممكن أن تحدث للمسنين الذين تزيد أعمارهم عن (50) عاماً كما أن نصف الذين تجاوز ال 65 عاما لديهم درجة ما من المياه البيضاء وهي تحدث نتيجة مضاعفات لمرض السكر والمفرطون في شرب الكحوليات والمدخنون والذين يتناولون عقار الكوريتزون لمدد طويلة وقد نجد بعض المفاهيم الخاطئة لدي بعض الناس عن المياه البيضاء فهي لا تحدث بسبب كثرة استعمال العين في القراءة مثلاً كما إنها لا تنتشر من عين إلي أخري ولا تتسبب في عمي لا يمكن علاجه وإعراض الإصابة بمرض المياه البيضاء يتمثل في تغيير النظارة بشكل مستمر مع رؤية سيئة أثناء الليل ورؤية مزدوجة في إحدي العينين ويستطيع الأطباء تشخيص هذا المرض بسهولة , ويقومون في البداية بوصف النظارة الطبية بغرض تحسين الرؤية واستعمال القطرات التي تؤدي إلي توسيع حدقة العين وتحسين الرؤية مع نصيحة المرضي بارتداء النظارة الشمسية في الضوء الأبيض واستخدام مصابيح عاكسة للضوء بهدف تحسن الرؤية لدي المرضي وقبل اللجوء إلي إجراء عملية جراحية . أما إذا لم يكن لدي الأطباء خيار سوي إجراء عملية جراحية فإن العملية الجراحية هنا هي عبارة عن زراعة عدسة مصنوعة من البلاستيك أوالسيلكون والتقنية المستخدمة هي الليزر من خلال عملية لا تستغرق أكثر من عشر دقائق يتم فيها شفط المياه البيضاء وزراعة العدسة من فتحة صغيرة جداً لا تتعدي 1.8 مم . وقد شهدت العدسة المزروعة تطور تمثل في قدرتها علي رد لأشعة قوة البنفسجية الضارة لأنسجة العين الداخلية ومنعها من دخول العين كما تمكن من الرؤية من قريب ومن بعيد دون استخدام نظارة طبية ولدينا الآن من الأجهزة الحديثة التي نستطيع قياس طبوغرافيا العين وتحديد نوع وشكل العدسة بطريقة دقيقة وهذا ينعكس علي حال المريض بعد العملية حيث يستطيع المريض استعادة نشاطه من أول أسبوع بعد العملية فضلاً عن استعمال المريض لبعض القطرات والمراهم تجنباً لحدوث التهابات وللمساعدة علي التئام العملية ، ويجب أن يكون هناك متابعة مستمرة مع الطبيب لمدة لا تقل عن (6) أسابيع وإذا حدث أي تضخم خلف العدسة يتم علاجه عن طريق المسح بالليزر ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل من الممكن عودة المياه البيضاء مرة أخري بعد الجراحة ؟ ! لا يمكن لأن فكرة الجراحة تعتمد علي إزالة العضوالمعتم بكامله وليس إزالة المياه البيضاء فقط ولكن من الممكن حدوث ضعف أبصار ولن بشكل تدريجي , أما عن الجانب القرآني فقد تمكن أحد الباحثين هو د. عبد الباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث من الحصول علي براءة اختراع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهمها من نصوص سورة سيدنا يوسف عليه السلام والتي تدبر فيها الآيات الكريمة من إصابة سيدنا يعقوب حزناً علي فقدان ابنه وما آل إليه حاله من فقده وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشير علي وجهه فارتد بصيراً ومن هنا اثبت الباحث أن هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء حيث أن الحزن يسبب زيادة هرمون الادرنيالين وهويعتبر مضاد لهرمون الأنسولين وبالتالي فان الحزن الشديد أوالفرح الشديد يسبيان زيادة مستمرة في هرمون الادرنيالين الذي يسبب بدوره زيادة في سكر الدم وهواحد مسببات العتامة، وقد وجد الباحث نفسه يفكر في قول الله تعالي " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه علي وجه أبي يأت بصيراً " وذهب الباحث إلي مكونات عرق الإنسان حيث اخذ العدسات المستخرجة من العيون ثم نقعها في العرق مستخدما أسلوب التجربة والخطأ فاكتشف حدوث حالة من الشفافية التدريجية تحدث للعدسات المعتمة وبذلك أمكن استخراج العناصر الكيمائية مركب من مركبات البولينا الجوالدين التي تدخل في تصنيع الدواء كيمائيا وتم تسجيل نتائجه من خلال التجربة علي 250 متطوعا وقد اثبت نجاحه بشرط وضعه مرتين يومياً لمدة أسبوعين مما يؤدي إلي زوال البياض وتحسن الإبصار وعلي الرغم من نجاح التجربة إلا إنني لا أحب ربط النظريات العلمية بالقرآن الكريم حيث أن العلم متغير كل ساعة ولكن القرآن ثابت ومنزل من الله تعالي كما أن الفرق بين ما فتح الله علي الباحث من استلهام قصة سيدنا يوسف للكشف عن دواء المياه البيضاء إلا أن في النص القرآني جاء الإبصار فورا لسيدنا يعقوب بمجرد إلقاء البشير القميص عليه وهذا هوالفرق بين الإعجاز الآلهي وقدرة البشر المحدود ولكن صدق الله حين قال " لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون " صدق الله العظيم . هذه محاولة بسيطة في ميدان الثقافة الطبية.