بعد عدد من المشروعات الناجحة التي أعادت إحياء وتجميل عدد من المعالم السياحية التاريخية، مثل شارع المعز لدين بالله وقلعة صلاح الدين وجامع محمد علي بالقاهرة، ومقابر النبلاء ومعابد فيلة وأبو سمبل بأسوان وطريق الكباش بالأقصر، تقود شركة مصر للصوت والضوء والسينما، برئاسة اللواء مهندس عصام عبدالهادي، مبادرة ثقافية مهمة، بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار، وموافقة القيادة السياسية، لإضاءة البر الغربي، في مشروع يمثل نقله حضارية أخري ومرحلة فارقة في تاريخ مدينة الأقصر العريقة حيث يسهم في رسم بانوراما إجمالية في بطن الجبل ووسط المقابر تحكي قصة شعب فيما بين وادي الملوك والملكات والأمراء، وتنعكس صورتهم علي سطح مياه النهر العظيم رمز الوفاء في مشهد جمالي لا يمكن وصفه، ويتيح المشروع الفرصة لألآ ف السائحين مشاهدة المنظر الساحر ليلاً، بعدما ظلت المنطقة مغلقة، وتعود الصورة إلي ما قبل خمسة آلاف عام حيث يمكن للمتواجد أمام معبدالكرنك رؤية البر الغربي صباحاً ومساءاً. يسهم المشروع في إعادة الحياة إلي تلك المنطقة بالكامل من عدة جوانب، بما فيها الأمنية إضافة إلي إلقاء الضوء علي منارة الأقصر التي تطل علي العالم بتاريخ الملوك والملكات مما يشكل جذباً سياحياً كثيفاً. وفي سعيها لتنفيذ هذا المشروع التاريخي العملاق استعانت شركة مصر للصوت والضوء بأهم واكبر الشركات الفرنسية في مجال الإضاءة هي شركة "ارتشر لومير" وكذلك جماعة المهندسين الاستشاريين، وأيضاً أهم وأشهر مهندس وخبير في هذا المجال، وهو الخبير الفرنسي الن جو استشاري مشروع الإضاءة، الذي أشرف من قبل علي إضاءة برج إيفل الشهير بفرنسا، وبرج برتوتاس في كوالالمبور، فمن خلال إضاءة البر الغربي ستصبح مدينة الأقصر متحفاً عالمياً مفتوحاً كما هي ولكن طوال الليل والنهار، ويتكلف 65 مليون جنيه، وباكتماله، والسحر والجمال الذي يضفيه علي المنطقة، يدخل المنطقة ضمن عجائب الدنيا جنباً إلي جنب مع الإهرامات، كما يساعد علي إضافة ليال سياحية جديدة بعد إضافة الصوت والضوء إلي مناطق وادي الملوك ووادي الملكات. جدير بالذكر أن المشروع الجديد يتم تنفيذه علي مرحلتين، الأولي إضاءة الجبل، ومنطقة النخيل الموجودة علي ضفاف النيل وإضاءة وجهة معبدحتشبسوت، وهي المرحلة التي يتم الانتهاء منها في شهر مايو من هذا العام، وفي المرحلة الثانية يتم إضاءة مقبرتي وادي الملوك والملكات من الداخل والخارج، وتطوير إضاءة معبدالأقصر باستخدام كشافات وكابلات رقمية هي الأحدث في العالم ليذهب عن المكان الظلام الذي دام لأكثر من خمسة آلاف عام عاشت فيها 4500 مقبرة فرعونية بالأقصر، حيث كانت الأبواب تُغلق من الخامسة مساء كل يوم، ولا تستقبل الزوار والسياح الذين يفدون إلي تلك المدينة الأثرية العريقة التي تُعد أهم مدينة أثرية في العالم.