في خطوة مثيرة وغير مسبوقة من جانبه أصدر الفنان السوري جمال سليمان بياناً تم تعميمه علي الصحف والمطبوعات العربية،بواسطة مكتبه الإعلامي ،سجل من خلاله استنكاره واحتجاجه لما وصفه البيان بالتصريحات "المفبركة" التي وضعت علي لسانه في إحدي الصحف الجزائرية . وهذا نص البيان كما جاءنا في "نهضة مصر الأسبوعي": "أعرف أن ملايين من العرب بينهم أغلبية من أخوتنا في مصر والجزائر قد أصابهم النفور من الحديث عن الأزمة التي تبعت مباراة مصر والجزائر في السودان، وأنهم يريدون لهذه الحادثة أن تصبح جزءا من الماضي المنسي ولا أريد أن أثقل علي كثيرين من الذين أبدوا انزعاجا وألما من موجة الاتهامات والقذف والتشنيع التي حصلت بين مجموعات من الناس الذين اعتبروها لسبب ما معركة حياة أوموت، والتي راح ضحيتها ما بُني علي يد كثير من المفكرين والشعراء والفنانين والأدباء وأصحاب الرأي والضمير وأخذ عقودا من الزمن والجهد وأعني بذلك إحساس العرب أنهم ينتمون لأمة واحدة إن لم يكن سياسيا فثقافيا ووجدانيا وتاريخيا علي الأقل.وأن هذه الوحدة إن لم تكن موجودة علي صعيد الحكومات فهي موجودة علي صعيدنا كشعوب نتضامن ونتحاب ويشعر واحدنا بالآخر هذا الشعور النبيل المتأصل فينا علي مدي التاريخ.لكني للأسف مضطر أن أعود للموضوع (مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر في السودان) حيث بات من المعروف للمهتم أنني مرشح للقيام بشخصية خالد ابن طوبال في رواية الكاتبة الجزائرية الكبيره أحلام مستغانمي، وهوطبعا شرف كبير لي لأنها رواية رائعة تتحدث بشكل إنساني رفيع عن حقبة مهمة في تاريخ الجزائر ولأن الكاتبة نفسها رغبت أن ألعب هذه الشخصية والتقت رغبتها هذه مع رغبة المخرج الكبير نجدت أنزور الذي سأعود للعمل معه بعد سنوات لم تسمح فيها الظروف لنا في الالتقاء بأي عمل فني، وكذلك لأن تلفزيون أبوظبي هوالمنتج ويسعي لأن يكون هذا العمل علي مستوي يليق بالرواية وبتاريخ الجزائر. نحن الآن في المراحل الأخيرة من استكمال الاتفاق لأنني مرتبط بعمل فني في مصر بعنوان "قصة حب" من تأليف د. مدحت العدل وإخراج المخرجة المصرية إيمان حداد وهومن إنتاج العدل جروب، وهوأيضا عمل مهم وأعول عليه كثيرا وسيعرض العملان في رمضان القادم إن شاء الله وبالتالي لا بد من دراسة المسألة بشكل جيد . في غمرة ذلك كله وبعد أن اعتقد الجميع أن عاصفة مباراة كرة القدم المذكورة قد انتهت وأن الناس عادوا لأنفسهم وأدركوا أن ما حصل كان كارثة باهظة الثمن يجب ألا تتكرر، عادت إحدي الصحف الجزائرية لإيقاظ نار الفتنة ولكن هذه المرة مع فنان سوري هوشخصي المتواضع، مدعية أنني كنت منحازا للجانب المصري وأنني اعتبرت أن الشعب الجزائري هوالذي أساء وعليه تقديم الاعتذار مدعين أن لديهم تسجيلا مرئيا لذلك.وهذا افتراء مناف للحقيقة التي من المفترض أنها قدس الأقداس عند صاحبة الجلالة التي هي الصحافة. واللافت والمؤسف في آن معا أن بعض المواقع انتقت الموضوع من بين آلاف المواضيع وقررت تسليط مزيد من الضوء عليه عبر نشره وإعطائه أهمية كبيرة. ثم بدأت تتصل بي كي أرد وبالتالي نبدأ فصل جديد ومفتعل للحكاية بحثا عن مزيد من الإثارة. ولكنني قررت ألا أحقق رغبتهم ولا أرد من خلالهم بل أتوجه للقارئ مباشرة عبر نشر هذا التوضيح الذي أتمني أن يضع الأمور في نصابها. إننا جميعا نرتكب أخطاءً نتيجة تعليق علي حدث لم نلم بتفاصيله أوتسرعنا في تقييم أمر ما، ولكني في هذا الأمر بالذات، ولإحساسي بخطورة ما يجري منذ الساعات الأولي للحدث، كنت حريصا جدا علي الدقة في كل كلمة قلتها ولم يشغل بالي إلا شيء واحد وهو كيف أستطيع أن أضم جهدي المتواضع إلي جهود كثيرين، منهم مصريون وجزائريون، كي نحتوي الأزمة ونحذر الناس من مغبة الوقوع ضحايا لبعض وسائل الإعلام التي ارتضت أن تؤجج نار الكراهية بين شعبين عربيين نكن لهما كل المحبة والمودة. ورغم أن الجوكان مشحونا للغاية، وربما عتب علي بعض أصدقائي المصريين لأني لم اتخذ موقفا حادا تجاه الجمهور الجزائري، ولكن ردي علي الدوام بأن الشيء المهم الآن هوألاّ نستغل الفرصة كي نبيع العواطف بل أن نهدئ الناس ونضع المسألة ضمن إطارها الطبيعي، فهي ليست الأولي في تاريخ البشر فقد حدث ماهوأسوأ في مباراة انجلترا وإيطاليا علي ما أذكر وراح ضحيتها عدد من القتلي، الأمر الذي ولله الحمد لم يحصل في السودان .وأذكر وقتها أن أول تصريح صحفي لي كان في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي عندما سئلت عن رأيي وقلت إن ماجري علي الأرض ومايجري في الإعلام شيء يدعوللأسف، ويجب أن نتوقف عن تأجيج الأزمة، وأن تتولي جهة مستقلة من الجامعة العربية التحقيق في هذا الأمر وعلي الطرف المخطئ الاعتذار ونوقف الأزمة عند هذا الحد بدلا من تبادل الاتهامات والإهانات التي ستجعل الأزمة تكبر إلي أن يأتي وقت لا ينفع معه الندم ونصل إلي نقطة اللاعودة. كان مجرد اجتهاد الغاية منه إيقاف سيل من الاتهامات والقذف المتبادل وإثارة الكراهية والبغض. لكن يبدوأن هذا الكلام لم يرق للبعض، ولم يشبع نهمهم للغزووالتشنيع وإشعال نار الفتنة لأنهم كانوا يريدون مني مثلا أن أشتم الشعب المصري وهذا لن أفعله لا من أجل دور في مسلسل ولا من أجل الأوسكار. وكذلك لا يمكن أن أفعل ذلك في حق شعب أحبه وأحترمه هوالشعب الجزائري حتي ولوأخطأ مشجعوكرة القدم في حقي وقالوا كلاما علي "النت" لا يليق أن يقال ولا يعبر أبدا عن حقيقة شهامة ونخوة الشعب الجزائري التي أعرفها جيدا. في النهاية المسألة ليست مسألة دور في مسلسل، فالأدوار تأتي وتذهب، بعضها ينجح وبعضها يفشل ،ولكنها مسألة مبدأ دفعتني لأن أقدم هذا التوضيح متمنيا أني لفتُ النظر إلي أنه مازال هناك أناس لم يتعلموا الدرس ولم يشعروا بحجم الخسارة التي حدثت ، أولعلهم يكسبون عندما يخسر الناس. والله أعلم. آسف علي الإطالة ومرة أخري اعتذر للغالبية في مصر والجزائر والوطن العربي أنني أتحدث في موضوع تكرهونه ولكن لم يكن في الأمر حيلة فنحن مع الأسف مضطرون أحيانا أن نفعل ما تكرهه نفوسنا.