دعا الكاتب الدائم في صحيفة واشنطن بوست جيم هوجلاند إلي إجراء تحقيق في جميع السياسات الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط، مشيرا إلي ان كبري الامبراطوريات سقطت في تلك المنطقة. وقال ان رفع لافتات "الموت للديكتاتور" في شوارع إيران من قبل الشباب الإيرانيين بدلا من "الموت لأمريكا" وقلق العراقيين من ان عودة العنف بعد أشهر من الهدوء النسبي قد يقوض العملية السياسية المدعومة من قبل أمريكا من المؤشرات "الايجابية" علي التقدم. واعتبر هوجلاند ان دعوة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري جيشه إلي ان يتخلي عن تواطئه مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة ويبدأ في قتالهما باعتبارهما تهديدا وجوديا لباكستان وافغانستان، مؤشرا آخر علي التقدم. غير ان الكاتب يعتبر ان تلك التطورات لا تستدعي الاحتفال بالنصر، لانها حسب وصفه مؤقتة..وأثني علي ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قاعدة ويست بوينت قبل أيام بأن ثمة أمورا أسوأ من شن الحرب في المنطقة ويجب ان "نكافح الظروف الصعبة لمنع اندلاعها". وتحدث الكاتب عما آلت اليه الأوضاع منذ 1967عندما انسحبت القوات البريطانية من منطقة الخليج واحتلت إسرائيل الأراضي العربية مما دفع بأمريكا إلي الدخول في فراغ لم تكن مستعدة له. وقال ان "الأنظمة الفاسدة والمنظمات الإرهابية حصلت علي الأموال الطائلة من النفط"، وأضاف الكاتب ان إيران سعت لامتلاك أسلحة نووية مما قد يؤدي إلي سباق في التسلح بالمنطقة في حين تتحمل أمريكا عبء حربين تشكلان مختبرات للصراعات في المستقبل. وهنا دعا الكاتب إلي إجراء تحقيق مستقل علي غرار تحقيق شيلكوت البريطاني الذي يحقق في ظروف الحرب علي العراق مشيرا إلي ان السبيل الوحيد للخروج من مستنقع افغانستان والمنطقة برمتها ينطوي علي فهم كيف تتحمل جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ 1967 مسئولية المزيج من التقدم الراهن والخطر في المنطقة. وبعد ان حذر من ان التاريخ عادة لا يسير في طريق مستقيم بحيث تسقط الامبراطوريات عندما تتمدد كثيرا، وجه رسالة إلي المجتمع الدولي بأن الولاياتالمتحدة عصية علي السقوط، وأنها تشكل أهمية كبيرة في تحقيق الاستقرار العالمي.