موسم الحج هذا العام كانت به سلبيات عديدة لا بسبب تزايد حالات الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير كما كان يخشي البعض أو نتيجة هطول الأمطار والسيول المدمرة في جدة ومكة والتي تزامنت مع أداء الشعائر المقدسة، ولكن بسبب المعاملة السيئة التي تلقاها الحجاج المصريون في الأماكن المقدسة ولا سيما في مني والمزدلفة وتدني مستؤي الخدمات المقدمة لهم بسبب تقاعس بعثة الحج الرسمية عن أداء دورها بدليل عشرات الأسئلة وطلبات الاحاطة الذي يستعد لتقديمها في البرلمان نواب من المستقلين والمعارضة ممن أدوا فريضة الحج هذا العام ضد وزير الداخلية وايضا وزير التضامن الاجتماعي باعتباره رئيس بعثة الحج الرسمية هذا العام. وقد استمعت إلي شكاوي العديد من الأقارب والأصدقاء الحجاج الذين زرتهم للتهنئة بعودتهم من السعودية بعد اداء فريضة الحج وسمعت منهم مر الشكوي عن سوء المعاملة التي تلقاها حجاج القرعة والجمعيات الأهلية أي صغار الحجاج وعدم الاهتمام بهم أسوة بالحجاج السوبر والذين يحجون علي نفقة الدولة أو التابعين لشركات السياحة والذين التي ينظم لهم برنامج للحج خمس نجوم بداية من سفرهم إلي الأراضي المقدسة وتسكينهم في فنادق قريبة من الحرم وفي حجرات خاصة وتزويدهم بوجبات ساخنة ووسائل إنتقال سريعة وحتي عودتهم إلي القاهرة وهو ما يعرف بالحج "الفايف ستار" والذي تكلف هذا العام حوالي 150 ألف جنيه في المتوسط. أما الحجاج الغلابة التابعين للجمعيات الأهلية وحجاج القرعة وأصحاب التأشيرات الفردية فهؤلاء تكبدوا مشقة هائلة وتلقوا معاملة سيئة من أعضاء بعثة الحج الرسمية والذين "باعوا" الحجاج في الأراضي المقدسة ولم يهتموا إلا بأصحاب المال والنفوذ مما أدي إلي تظاهر الحجاج الفقراء احتجاجا علي تدني مستوي الخدمات المقدمة لهم وتجاهل المسئولين والمشرفين لهم بل ودعوا علي رئيس البعثة في الأراضي المقدسة لأنهم تناولوا وجبات غير صالحة للإستهلاك الأدمي فكان رد رئيس البعثة الدكتور علي المصيلحي وزير الضامن الاجتماعي عمليا علي 5 آلاف حاج "محتج" بأنه قرر صرف 25 ريالا لكل حاج تعويضا له وطيب خاطرهم بتصريح قال فيه "أعترف ان هناك اخطاء غير مقصودة وأن هناك العديد من المشرفين في البعثة ليس لديهم الخبرة والدراية اللازمة بتوفير الراحة للحجاج مثلما عند مشرفي شركات السياحة. وقد تطرق الوزير رئيس البعثة هنا إلي نقطة هامة وهي دور المشرفين في بعثات الحج الرسمية والمنوط بهم راحة الحجاج وتلبية طلباتهم المشروعة. وأنا اسأل كم يتكلف حج هؤلاء؟ ومن يتكلف بمصاريف حجمهم؟ بل أتطرق إلي مسألة أعمق لأن الشئ بالشئ يذكر واسأل ايضا من يتحمل نفقات سفر الزملاء الصحفيين لأداء الحجاج المصريين بخير وأن رئيس البعثة الرسمية لا ينام حتي يطمئن علي كل الحجاج المصريين وان مندوبي شركات السياحة لا يهتمون إلا بخدمة الحجاج أكثر من اهتمامهم بتأدية المناسك! بالطبع لم يتعرض أغلب الزملاء الصحفيين ممن احترفوا الحج "البلوشي" وأداء المناسك عشرات المرات مجانا إلي المشاكل الحقيقية للحجاج البسطاء الذين أنفقوا تحويشة عمرهم أو باعوا ارضهم ومواشيهم من أجل اداء فريضة الحج هؤلاء الحجاج الذين تناول بعضهم وجبات منتهية الصلاحية وسكنوا في فنادق سيئة تبعد ثلاثة كيلو مترات عن الحرم الشريف وكل خمسة سكنوا في غرفة سيئة التهوية وبات بعضهم في الصحراء ومنهم سيدات وقت هطول الأمطار في مني بل أن 4 آلاف حاج "غلبان" سكنوا في مخيم 19 بسوق العرب وهذا المخيم لا يتسع أكثر من 1800 حاج علي أقصي تقدير وفي غياب الخدمات الضرورية. الصحفيون لن ينقلوا الوقائع كاملة لأنهم لا يتواجدون مع الحجاج العاديين فهم دائمًا في ركب الحجاج السوبر وفي معية السلاطين وأصحاب النفوذ. أيها الصحفي الحاج.. مادمت لم تنقل الحقائق كاملة فأنت كاتم الشهادة ومادمت قبلت أن تحج علي نفقة دافع الضرائب والرسوم أو من جيب حجاج شركات السياحة وليس من مالك الخاص فأنت آثم وملعون وعليك بالتوبة.