فرض مسئولو المنتخب الجزائري لكرة القدم برنامجا صارما علي لاعبي الخضر في معسكر إيطاليا.. حيث استمدوه من البرنامج التحضيري للمنتخب الايطالي قبل سفريته للمشاركة في مونديال ألمانيا 2006. ويرتقب أن تأتي التعليمات التي قدمت للاعبين بعدم الخروج والبقاء داخل أسوار المركز للتركيز الجيد في انتظار قطف ثمار ذلك. وقد ابتعد لاعبو الخضر عن الضغط الذي كان قد يمارس عليهم لو أنهم حضروا في الجزائر، خاصة أنهم سيكونون معزولين عن العالم الخارجي وعن الأنصار الذين كثيرا ما يشكلون عليهم ضغطا رهيبا. وتفاديا للحديث عن مواجهة مصر فإن مسئولي الاتحادية الجزائرية الموجودين في مركز كوفرتشيانو منعوا الزيارات العائلية للاعبين وطلبوا عدم استعمال الهاتف إلا في الحالات الطارئة. وكان بعض أصدقاء اللاعبين قد قدموا أمس إلي مقر التربص، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول من البوابة التي تبعد بحوالي 100 متر عن الفندق. وعكس المرات التي كان يسمح لكل لاعب باستعمال هاتفه الخلوي الشخصي فإن مسؤولي الاتحادية الجزائرية وبالتشاور مع المدرب الوطني رابح سعدان قرروا منع استعمال الهواتف الخاصة، وبالمقابل منحوا شرائح هواتف ايطالية للاعبين حتي يكون عدد المكالمات محدداً ولا يؤثر علي تركيز العناصر الوطنية التي تدرك المسئولية الكبيرة التي تنتظرها في القاهرة..وفي ظل غياب الهاتف والأصدقاء والعائلات، فضل الكثير من اللاعبين قضاء اغلب الأوقات في قاعة الألعاب الفاخرة التي تتواجد داخل المركز التحضيري. وفضل كل من رحو، بعبوش، زاوي والعيفاوي لعب كرة الطاولة في حين فضل البعض الآخر "البابي فوت". أما الحارس الأول للمنتخب الوطني لوناس قواوي فإنه وكعادته كان وفيا "للبيانو"، حيث أمتع زملاءه بألحان معطوب لوناس وآيت منقلات. من حسن حظ لاعبي الخضر أنهم يتواجدون في مركز تحضيري لا يبعد سوي أمتار عن المتحف الوطني للبطولة الايطالية أو ما يسمي "متحف الكالتشيو"، حيث قام اللاعبون بزيارة إلي داخل المتحف الذي يشرح بالتفصيل تاريخ الكرة الايطالية بالصور والكؤوس والنقوش. ورغم أن اغلب الأنصار قطعوا مئات الكيلومترات من اجل رؤية اللاعبين يتدربون، إلا أنهم اصطدموا بحراس الأمن الذين أكدوا لهم استحالة دخولهم من أبواب المركز. وإن كان بعض المغتربين فد فضل المغادرة فإن البعض الآخر أشبع فضوله بالصعود فوق الأشجار ومتابعة جزء من التدريبات رغم الأمطار والبرد الشديدين في مدينة فلورانسا.