ردح فضائي رياضي بل صحفي ومجتمعي أيضا، نعم هناك فوضي في الصحف والفضائيات تسمع من يستنكر ويشجب، وأيضا من يشعل الفتن ويزايد، وهناك من يدعي محاولات للصلح وإنهاء الخصومات كل هذا واضح وملموس. فإذا كانت الخصومة شخصية ثأرية لطرفين أيما كانت كينونتهما فليذهبا، حيث يشاءان وعلينا ألا ننشغل بهذه الأمور لتفاهتها وعدم جدواها، أما إذا كانت الأمور تخص الشأن العام، المال العام، المصلحة العامة فهنا لا ينبغي أن نصمت عندها أو يتجاهل المسئولون ذلك كنت في موقف لتهنئة أستاذة دكتورة بمنصبها الجديد، فقالت إن السيد الوزير حينما قرر تكليفها بهذه الإدارة قال لها إن التقارير من الأجهزة الرقابية عنها زي الفل.. وهذا أمر طبيعي لهذه الأستاذة إذن هناك تقارير منها ما هو زي الفل أو زي الزفت (ولا مؤاخذة)، فإذا كان السيد الوزير نفسه هو الذي وصلت إليه المستندات الدامغة التي تدين من سبق هذه الأستاذة.. وإذا كانت الأجهزة الرقابية كتبت تقارير صحيحة عن هذه الأستاذة فهل أغفلت أن تكتب عمن سبقها أم أنها علمت وتورطت كما قال السيد المستشار إن هذا المسئول ورط أجهزة عديدة، وهل تظل هذه (التوريطة) لمدة سنوات كما حدث مع موظف الجهاز المركزي الذي صدر ضده حكم بالحبس ثلاث سنوات، وهو عضو لجنة النزاهة والشفافية، هل يتصور أن متهماً في جريمة نصب وصادر ضده حكم نهائي ويكتشف بالصدفة سنقول بالصدفة، فما بالنا بالأمور التي ليست فيها صدفة، بل إن السيد الوزير جلس وتابع وأيقن وتأكد فأين أجهزته الرقابية أو الأجهزة الأخري التي يفترض أنها غير تابعة له، أم أنها تابعة أيضا.. نعم الصحف تكتب والفضائيات تتحدث لكن السيد المسئول يقول لنفسه دعهم يكتبون أو يفضفضون (نسبة للفضائيات) وعليك أن (تجمِّدْ) قَلبَكَ وبعد أيام سينسي الناس لأن هناك فضائح جديدة ستظهر تغطي علي تلك الفضائح، لقد كانت هناك أموال مهدرة وحقوق مسلوبة لهذا الوطن تمتع بها هؤلاء المرتشون وحصلوا علي حقوق ما كانوا ينالونها لولا أنهم لم يحاسبوا.. بل حصلوا علي مناصب مرموقة أفسدوا أجيالا من خلالها.. وحينما أنظر لهؤلاء أتحسر علي شخصيات عظيمة كان لها أدوار رائعة في بلدنا وانتهت حياتهم دون أن ينالوا المناصب اللائقة، لأنهم عزفوا عنها.. أين هؤلاء المرتشون والمزورون من الأستاذ الدكتور صلاح عامر والأستاذ الدكتور وحيد رأفت رحمهما الله وهما أستاذا القانون اللذان كان لهما فضل عظيم في مباحثات طابا، واستعادة هذه الأرض الغالية، ولم ينالا لا شهرة ولا مالا وإنما السمعة الطيبة والمكانة العظيمة، أين هؤلاء المرتشون وأبناؤهم الذين يتعلمون خارج البلاد وينالون أعلي المناصب بعد العودة من جنود عظام كانوا وقود معركة التحرير في أكتوبر 73 حتي إن أحدهم يقول لقد أخذت شهادة استثمار بعشرة جنيهات يوم تكريمي في ذكري أكتوبر العظيم والآن لا أستطيع أن أطلب من أحد أن يعين أبنائي.. أما الآخرون الذين يسكت عنهم رؤساؤهم فقد نالوا الملايين، لأن وزيرهم أو مستشارهم جَمَّد قلبه كي يمر الكلام في الصحف أو الفضائيات بسلام، ولأن الأجهزة الرقابية تركته يرتع لأنه ورطها حسب تعبير السيد المستشار وكل توريطة ومصرنا بخير وعمار يا مصرنا بأبنائك الشرفاء نسأل الله أن نظل منهم ولا يلوثنا هؤلاء المسكوت عنهم.