نقلت "نهضة مصر" رسالة مسجلة من المدعو الدكتور جورج حبيب بباوي مدير معهد الدراسات القبطية الأرثوذكسية بأمريكا قال فيها: "إن الوضع السياسي في مصر لا يتحمل أي زعامة دينية".. وأضاف في رسالته التي وضع لها عنوان: "رسالة إلي البابا القادم.. ريح نفسك أيها البابا القادم إن الوضع في مصر لا يسمح بخروج زعيم سياسي للأقباط في مصر لابس زي أسود، ويعتبر نفسه متحدثاً سياسياً باسمه".. وأضاف قائلاً: "أي بطريرك سوف يمشي في طريق الأنبا شنودة سوف يدمر ما بقي من الكنيسة القبطية"، علي حد تعبيره. وجورج حبيب كان صدر ضده قرار من المجمع المقدس بقطعه من الكنيسة الأرثوذكسية قبل 3 أعوام وكان من ضمن أبرز الشخصيات العلمية بها ولعب دوراً كبيراً في الوساطة بين الرئيس السادات والبابا شنودة إبان الأزمة الكبري التي وقعت بينهما في نهاية السبعينيات والتي انتهت بقرار عزل البابا والتحفظ عليه في دير الأنبا بيشوي ضمن اعتقالات سبتمبر 81. وقال بباوي في رسالته "إن الأقباط هم جزء من النسيج الوطني لمصر وعليهم أن يتحدثوا من خلال الأحزاب السياسية المصرية.. لأنه لا توجد زعامة دينية مسيحية قادرة علي حل أي مشكلة قبطية".. وأضاف بنص كلامه: "طول عمرنا كنا نعود للمسلمين من الوزراء ونواب البرلمان قبل الثورة وبعدها.. وكنا نحصل علي كل شيء". ووجه حديثا للبطريرك القادم قائلاً: "أيها البطريرك القادم عليك أن تنزل من علي عرش القيادة السياسية القبطية وأن تجلس علي عرش مار مرقس فقط". وأعرب بباوي عن اعتقاده بأن دور العلمانيين في الكنيسة الأرثوذكسية "قضي عليه في ظروف تاريخية".. لافتاً إلي أن الرئيس جمال عبدالناصر كان اصدر قراراً بحل المجلس الملي.. علي خلفية الصدام الذي وقع بين أعضائه والاكليروس. لأن أعضاء المجلس الملي كانوا أعضاء في الأحزاب السياسية، خاصة في حزب الوفد وكانت شخصيات لها وزن كبير ومن عتاولة وباشاوات مصر، وكانوا يريدون أن يحدثوا حركة تحديث للكنيسة فاصطدموا بالاكليروس. فاتخذ الرئيس عبدالناصر قراره بحل المجلس الملي.. كما أنشأ قضاء موحداً.. وكان لديه مشروع قومي لو كان تم تنفيذه كما كان مخططاً له لكانت النتيجة طيبة اليوم.. لكن نتيجة هذا الإجراء دون تنفيذ الباقي ان حرمت الكنيسة من القيادة العلمانية التي تستطيع أن تتكلم باسم الأقباط في العمل السياسي.. وعلينا اعادة هذا الدور إلي الكنيسة اليوم". وقال بباوي إن "الفضل يعود للقيادي الكنسي حبيب تادروس في حركة النقل القبطي التي شهدتها فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي وعلينا أن نعيد تلك الحركة من جديد".. لافتاً إلي "اننا كان لدينا مشروع نهضوي يمثله الأب متي المسكين".. معتبراً أنه أكبر كاتب ومؤلف لاهوتي بعد القديس كيرلس الكبير في القرن الخامس.. "ولكن هذا المشروع تعرض لحالة من التشويش والهجوم عليه من قبل طبقة الاكليروس بقيادة الأنبا شنودة". وقال بباوي متتماً رسالته للبطريرك القادم: إن النهضة تبدأ ببعث التراث القبطي وإحياء حركة الترجمة من اليونانية والقبطية إلي العربية.. وترجمة أمهات الكتب ووضع مشروع مستقبلي تحتضنه الكنيسة القبطية". ورفضت الكنيسة الارثوذكسية التعليق علي الرسالة.. وقال الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة ل"نهضة مصر".. "أرفض التعليق علي هذه الرسالة والكلام عن هذا الشخص"، وقال بأن جورج حبيب تم قطعه من الكنيسة الأرثوذكسية منذ عدة سنوات ولم تعد له علاقة بالكنيسة الارثوذكسية، وأضاف: "يبدو أن جورج حبيب وجد الدنيا "زايطة" في بعضها فقال أدخل في "زيطة".. لكني أقول له الكنيسة القبطية بخير ولن تتأثر بهذا الكلام.. وقداسة البابا، ربنا يطول في عمره، يديرها بحكمة ونحن واثقون من همته في إدارتها".