لا يسعنا سوي أن نهنئك علي اختيارك لمنصب رئيس البيت الفني للمسرح؟ - أشكرك .. وأدعو الله أن يعينني علي هذه المهمة الشاقة. لكن الفترة تبدو وجيزة للغاية بين قرار توليك مدير المسرح القومي ثم تتويجك رئيساً للبيت الفني للمسرح، بمعني أننا لم نستطع أن نستكشف خطتك للمسرح القومي حتي أصبحت مطالباً بوضع خطة للبيت الفني للمسرح، فهل ستلجأ إلي تعديل خطتك التي لم تر النور أم ستعكف علي وضع خطة جديدة عامة لمسرح الدولة؟ - لقد تزامن صدور قرار تعييني مديراً للمسرح القومي مع و جود بعض الأمور التي لا أنكر أنها أعاقت عملي، والبدء في تنفيذ خطتي، فلم يكن هناك مسرح، وكانت الأولوية للمسلسلات الرمضانية، وبالتالي فلا يوجد الممثل المتفرغ للمسرح، ولا الجمهور الذي يشاهد العروض المسرحية، بالإضافة إلي أنني فوجئت بأن بعض العروض التي كانت قد حصلت علي الضوء الأخضر لم تنته بعد ، وبالتالي لم تخرج للنور، ورأيت أن الالتزام الأدبي يدعوني للتعجيل بظهورها وتذليل كل الصعوبات التي تواجهها غير أن الأزمة الكبري التي لم يكن لي يد فيها كانت تتمثل في أن المسرح القومي نفسه كان في فترة ترميم وتطوير وتحديث بعد الحريق الهائل الذي شب فيه ودمره، وكان الحل الوحيد أمامي أن أنقل عروض المسرح القومي إلي مسرح "ميامي" كما و جدتها فرصة لاختيار بعض العروض سهلة الحركة والتنقل لعرضها في عدد من المحافظات.. وفي غمار كل هذا صدر قرار تعييني رئيساً للبيت الفني للمسرح. غالباً ما تصبح المشاكل هي أول شيء يستقبل المسئول في منصبه الجديد، فما هي المشاكل التي فوجئت بها في البيت الفني للمسرح؟ - الحقيقة التي لا جدال فيها أن د. أشرف زكي بذل الكثير من الجهد والتفاني في العمل طوال الفترة التي تولي فيها المنصب، ونجح بالفعل في فتح المسارح، وإقامة بنية تحتية، وهو ما اتاح لي التفرغ لحل بعض المشاكل والأمور العالقة، وإن كنت لا أريد أن أطلق عليها مشاكل. لكننا لم نتعرف بعد علي ملامح خطتك؟ - أملك الكثير من الأفكار التي يمكنني أن ألخصها في نقاط محددة، أولها أنني أبحث، واتمني عودة، المسرح المدرسي واجتمعت بالفعل مع الاساتذة عاطف عوض ومحمد نور وهاني كمال، وتوصلنا إلي صيغة سنعرضها علي مستشار وزير التربية والتعليم لتطوير المسرح المدرسي الذي أنظر إليه بوصفه النبع الحقيقي للمواهب الفنية، وهو أيضاً الذي يدلنا علي المبدع الحقيقي من المزيف، وليس هناك من شك أن المسرح المدرسي لعب دوراً كبيراً ذات يوم في حياتنا الفنية، أما الأمر الثاني في خطتي فيتمثل في الرغبة بتكوين ورشة في مجالات الابداع المختلفة، وبمجرد الاستقرار علي الفكرة سنفتح الباب أمام المواهب من جميع المراحل العمرية ولن نتقيد وقتها بشهادة أو درجة علمية أو وظيفية، وبعد اختيار المواهب بواسطة لجنة لكل قسم من أقسام الورشة سنعمل علي تقسيم المتقدمين إلي ثلاثة أقسام، أولها للموهوبين الحقيقيين الذين سنستعين بهم فوراً في العروض وثانيها موهوبون في حاجة إلي بعض التدريب وثالثاِ موهوبون في حاجة إلي تدريب كبير، وأزعم أن هذه الحصيلة من الموهوبين الحقيقيين ستسد النقص الحاصل الآن في الوجوه الجديد، وفي خطتي أيضاً العمل علي تفعيل إدارة خدمة المواطنين مع ضمها لإدارة الدعاية والتسويق بحيث ننجح في تسويق عروضنا في أماكن التجمعات كالنقابات والنوادي والجامعات، وطموحي كبير في أن تمتلئ القاعات المسرحية بالجماهير، وأن نصل للمواطن في كل مكان بحيث يدرك أن الدولة تدعم المسرح كدعمها للصحة والتموين وغيرهما، وأن هذا حقه الذي لاينبغي عليه أن يفرط فيه، وفي هذا الاتجاه نفسه سأعمل علي ألا يكون هناك تركيز للعروض في القاهرة وحدها بل ستنتقل إلي أي محافظة يوجد فيها مسرح كما سأصدر قراراً بتشكيل لجنة لقراءة النصوص قبل الموافقة علي ادراجها في خطة الإنتاج حسب هوية وتوجه كل مسرح، وسأكون حريصاً علي أن تصبح قرارات اللجنة ملزمة لي كرئيس للبيت الفني للمسرح، قبل أن تكون ملزمة لمديري المسارح التابعة للدولة. وما الخبر الطيب الذي تود إعلانه الآن؟ - أن البيت الفني للمسرح، الذي أنشئ بقرار جمهوري عام 1959 تحت مسمي، "هيئة السينما والمسرح والموسيقي" ، سيحتفل هذا العام بيوبيله الذهبي، وبهذه المناسبة أعد لحفل كبير سيشارك فيه كبار النجوم في الفرق المسرحية المختلفة بالإضافة إلي تقديم عرض يليق بالمناسبة. ألا تري أن الفنان الحقيقي مكانه خشبة المسرح أوعلي الشاشة الصغيرة أو الكبيرة، وليس خلف مكتب في مؤسسة أو وظيفة مهما علا منصبه وزادت قيمة موقعه؟ - أنا أيضاً أري أن "التمثيل" هو عشقي الأول والأخير، وأعرف انه الذي وضعني في هذا الموقع لكنني مطالب أيضاً أن أسهم بأفكاري ووجهة نظري للنهوض بالشأن المسرحي العام خصوصاً إذا كانت هذه الأفكار بناءة وتمثل إضافة، وهو دور مهم بل لا يقل أهمية عن دوري كممثل، علي الرغم من أنني قطعت عهداً علي نفسي منذ أن توليت منصب مدير المسرح القومي ألا أشارك سوي في بطولة عمل واحد فقط كل عام، وهو قرار سيتيح لي اختيار الأفضل ، خصوصاً في ظل كثرة القنوات الفضائية، والطلب المتزايد علي الأعمال الدرامية مهما كان مستواها، كما سيعفيني القرار من الحرج فيما لو انشغلت بتصوير أعمال كثيرة، وأهملت منصبي الإداري، وحتي لا يصبح وجودي في كل الأعمال بمثابة سلاح ضدي. وما تقييمك للحال والمشهد المسرحي؟ - دائماً ما أقول أن "في الامكان تقديم الأفضل من الابداع" وأول ماينبغي علينا أن ندرك أبعاد مشاكلنا، وحقيقة الاسباب التي تؤدي إلي أزماتنا، وبعد الدراسة يمكننا بسهولة التوصل إلي حلول لها، وطوال الوقت علينا أن نجرب، وفي الخطأ السبيل إلي اكتشاف الصواب.