حتي وقت قريب كانت مجهولة تمامًا للجمهور المصري في الوقت الذي يعرفها الجمهور الخليجي جيدًا.. وفجأة أصبحت قمر خلف وجهًا مألوفًا للجمهور المصري الذي تابعها في مسلسل "هدوء نسبي" مع المخرج شوقي الماجري، وفور انتهاء الشهر الفضيل بدأ التليفزيون المصري عرض أولي حلقات مسلسل "زهرة برية" وكأنها تأبي أن تفوت فرصة اللقاء، وترفض أن يكون عابرًا. قمر خلف.. من أنت؟ لسوء حظي لم تمكنني الظروف من دراسة الفن دراسة أكاديمية متخصصة؛ حيث فاتتني فرصة الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية فما كان مني سوي أن اتجهت لدراسة الصحافة، وبعد أن انتهيت من دراستي لم أنس عشقي الأول، وهو الفن، واتجهت إلي التمثيل وجاءتني أول فرصة من خلال مسلسل "الطويبي" إخراج باسل الخطيب. ما الظروف التي دفعتك لاتخاذ قرار العمل في مسلسل درامي مصري هو "زهرة برية"؟ منذ زمن طويل والفكرة تراودني بالفعل؛ إذ كنت أتمني العمل في مسلسل درامي مصري، وجاءتني عدة عروض بالفعل لكن الظروف لم تكن تسمح بخروج الفكرة إلي النور، نظرًا لارتباطي بأعمال أخري يصعب التنسيق معها، ولما جاءني عرض "زهرة برية" كنت قد أنهيت لتوي تصوير مسلسل سوري، ولم أجد ما يمنعني من قبول العرض. حدثينا عن دورك في مسلسل "زهرة برية"؟ أجسد شخصية "ميزيانا" الفتاة البدوية المحبة بصدق، والمخلصة بلا حدود لحبيبها المهندس ابن المدينة الذي جاء إلي صحراء سيناء ليعمرها، وتولد بينهما قصة حب كبيرة توافق الفتاة بسببها أن تصطحبه إلي المدينة لتعيش معه لكنها تتعرض لعدة مفارقات صعبة؛ حيث يبدو أنها لم تستطع التكيف مع جو المدينة، وعاداتها وتقاليدها التي تبدو متناقضة مع تلك العادات والتقاليد التي تربت عليها؛ فهي صادقة لأقصي درجة، ولا تعرف إلي الكذب طريقًا، وبالتالي تقرر في لحظة أن تعود إلي الصحراء وحياة البدو التي لا تعرف غيرها. هل يمكن القول إنك سجنت نفسك في شخصية الفتاة البدوية التي تجيدينها وتساعدك ملامحك علي تجسيدها؟ قد يبدو من السؤال أن الشخصية البدوية سهلة، لكن العكس هو الصحيح؛ فهي شخصية صعبة ومرهقة مثلها في ذلك مثل أي دور أقدمه، ويحتاج إلي الكثير من المجهود والتعب. أما بالنسبة للهجة البدوية فقد كانت تمثل لي مشكلة في هذه التجربة لأن لهجة أهالي سيناء تختلف عن لهجة البدو عندنا في سوريا. لكن غالبية أدوارك من قبل تدور في فلك الشخصيات البدوية والتاريخية؟ ربما يكون هذا صحيحًا بالنظر إلي قائمة أعمالي التي شاركت ببطولتها مثل: "أبو زيد الهلالي"، "الجوارح"، "الأشاوس"، "موكبة الإباء"، "صراع علي الرمال".. وغيرها لكن الحقيقة التي لا أستطيع أن أخفيها أنني أحب المسلسلات الاجتماعية أكثر، لأنها تقدم رسالة وتتبني مقولة، وتنحاز أكثر لمشاكل وقضايا المجتمع وربما تنجح أحيانًا في تقديم حلول. نجمة سورية مع مخرج أردني هو عزمي مصطفي في مسلسل درامي مصري.. كيف ترين التجربة؟ هذه هي المرة الأولي بالفعل التي أتعاون فيها مع المخرج عزمي مصطفي، وأتمني ألا تكون التجربة الأخيرة، فهو مخرج متفتح وصاحب أسلوب هادئ، وصدر رحب يقبل الحوار ويسمح بالاختلاف في الرأي، ويري أن المناقشة وحدها هي السبيل للإقناع والاقتناع والنتيجة أننا وصلنا إلي درجة عالية من التفاهم.. أما التجربة ككل فأتمني أن تتكرر، ويدوم هذا التعاون بين الفنانين العرب؛ خصوصًا بين المبدعين المصريين وأخوتهم السوريين؛ فما يحدث هو أقرب إلي تبادل الثقافات، ولا ينبغي أن ننكر أن مصر صاحبة مكانة متميزة في الدراما العربية، وتملك أساطين وأباطرة في هذا المجال. خضت تجربة أخري مثيرة في مسلسل "هدوء نسبي".. فكيف تنظرين إليها؟ هذه تجربة مثيرة بالفعل؛ فقد ضمت مبدعين من كل الأقطار العربية، ونجحت في أن تلفت الأنظار عند عرض المسلسل في شهر رمضان، علي الرغم من النوعية المختلفة للمسلسل عن بقية الموضوعات التي تطرحها المسلسلات الأخري؛ حيث يرصد أزمة المراسلين الصحفيين والإعلاميين قبل وأثناء الغزو الأمريكي للعراق وسقوط العاصمة بغداد، والحقيقة أن المخرج شوقي الماجري بذل جهدًا كبيرًا يستحق التقدير والإشادة لكي يخرج "هدوء نسبي" بهذا الشكل العاصف الذي انتهي إليه. ماذا عن أجندتك الفنية المستقبلية؟ في جعبتي عدد من المسلسلات التي انتهيت من تصويرها مثل "طريق المحل" إخراج أحمد إبراهيم أحمد، و"زمن العار" إخراج رشا شربتجي، و"نفوس ضعيفة" إخراج محمد شيخ نجيب، وأنتظر بقلق عرض الفيلم السينمائي "رقصة النسر"! حدثينا عن تجربة هذا الفيلم السينمائي الوحيد في رصيدك؟ "رقصة النسر" تأليف وإخراج نضال الدبس وإنتاج "أوربت" ويشاركني بطولته النجم السوري الكبير سلوم حداد ومهند قطيش. ألم تتملكك الرغبة في تقديم مسلسل ينتمي إلي نوعية السيرة الذاتية المنتشرة الآن.. وأي شخصية تتمنين تقديمها؟ شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، التي يحلو للبعض أن يطلق عليها جميلة بو حريد؛ فأنا أحلم بتقديم سيرتها الذاتية، ومسيرتها كمناضلة كبيرة أسهمت في تحرير بلدها، وأنا بدوري لا أجد ما يمنع من تقديم مسلسلات السير الذاتية، بشرط أن يحدث هذا بموضوعية وصدق وأن تنأي عن التجريح أو إيذاء الآخرين، والأهم ألا تتجاوز الخطوط الحمراء.