يبدو أن منتخب جنوب أفريقيا لا يملك حظوظا كبيرة للذهاب بعيدا في مصر عندما يخوض غمار بطولة كأس العالم تحت 20 عاما. فبالنظر إلي سجله الهزيل في تاريخ المسابقة، يبقي فريق "بافانا بافانا" نظريا أحد أضعف المنتخبات الأفريقية المشاركة، في ظل وجود عمالقة القارة السمراء من حجم غانا (بطلة أفريقيا) ونيجيريا ومنتخب الفراعنة صاحب الأرض والجمهور. لكن الفريق ظهر بمستوي عال في الآونة الأخيرة، حيث استعاد عافيته ليعود إلي الساحة العالمية، بعدما حقق نتائج باهرة في بطولة أفريقيا للشباب. وسيسعي منتخب "بافانا بافانا" إلي إعادة إنجاز دورة 1997، والتي شهدت آخر حضور لجنوب أفريقا في بطولة العالم تحت 20 عاما، حيث قدم الفريق -بقيادة مدربه "شيكس ماشابا" - عروضا رائعة علي ملاعب ماليزيا نال من خلالها استحسان الجماهير والمراقبين علي حد سواء. التأهل سيكون من الخطأ الاستهانة بمنتخب جنوب أفريقيا في البطولة، حيث أظهر أداؤه الباهر في بطولة أفريقيا للشباب أنه فريق يحسب له ألف حساب. وكان نجوم "بافانا بافانا" قد بدأوا مشوارهم في البطولة القارية بالتغلب بهدف دون رد علي كوت ديفوار، الذي كان من أبرز المرشحين لبلوغ منصة التتويج، قبل أن يتفوقوا علي منتخب نيجيريا بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، محققين بذلك أول فوز لجنوب أفريقيا في تاريخ المواجهات الرسمية بين الفريقين. لكن أبرز محطة في مسيرة "بافانا بافانا" في دورة رواندا 2009 تمثلت في مباراة نصف النهائي أمام منتخب غانا. فقد شهد اللقاء عودة فريق "بافانا بافانا" في النتيجة بشكل مفاجئ، ليخسر بعد ذلك بصعوبة بالغة (3-4) بعدما كان متخلفا بثلاثة أهداف مقابل لا شيء. المدرب يملك "سيرامي ليتسواكا" سمعة جيدة بصفته واحدا من أفضل المدربين علي مستوي فرق الشباب، حيث يشهد له بعمله الكبير علي إرساء اللبنة الأساسية لمنتخب جنوب أفريقيا الذي سيشارك في دورة 2009. ويعتبر "ليتسواكا" العقل المدبر لنجاح الفريق في بلوغ المربع الذهبي في بطولة أفريقيا للشباب وحجز بطاقة التأهل إلي المونديال، رغم أن الفريق كان يعاني بعض الغيابات المؤثرة خلال المنافسات القارية. وقد تولي "ليتسواكا" مهمة الإشراف علي الإدارة الفنية لمعظم منتخبات بلاده في مختلف الفئات العمرية، باستثناء المنتخب الأولمبي (تحت 23 عاما) ومنتخب الكبار. نجوم الفريق يعتمد أسلوب لعب منتخب جنوب أفريقيا علي الهجمات العكسية بشكل فعال، حيث يزخر الفريق بلاعبين يتمتعون بمهارات فنية عالية تمتزج بروح الإبداع والسرعة في الأداء، مما يفسر لجوء الفريق إلي اللعب علي الأجنحة لقيادة أبرز العمليات الهجومية.