سبق للمدير الفني لارسنال آرسن فينجر أن وصف الموسم الجديد للدوري الممتاز للأندية الانجليزية الذي سيبدأ في 15 أغسطس الحالي، بأنه سيكون "حاسماً"، وأسلم علي أن عليه أن يعيد "بناء كل شيء من جديد" إذا لم يستطع النادي من المنافسة للحصول علي لقب الدوري الممتاز. لبعض النقاد فإن ارسنال هو الأكثر خسارة في الأندية الأربع الكبار، بينما يعتقد آخرون بأن هذا الموسم سيثبت مرة أخري ثقة فينغر الكبيرة بتشكيلة فريقه التي تتكون من الشباب. ولكن ما هي التحديات التي سيواجهها في الموسم المقبل؟ الأموال تألق آرسن فينجر في إدارة فريقه ثبتت فعلاً. ولكن هل حقيقة يملك الموارد اللازمة لمطابقة تشلسي ومانشستر يونايتد والآن مانشستر سيتي؟ علي رغم تصريحات من إدارة النادي بأن هناك أموالاً للانفاق علي شراء لاعبين جدد وموهوبين، إلا أن الأدلة، منذ الانتقال إلي استاد الإمارات، كانت أنه علي فينغر أن يجد الأموال بفعالية لشراء لاعبين جدد من الأموال التي تتولد من البيع. فالديون الطويلة الاجل لاستاد الإمارات قد تضاعفت من جراء الهبوط الحاد في سوق العقارات والحاجة إلي إعادة تمويل قرض 133 مليون جنيه استرليني للاستثمار في "هايبري" (الاستاد القديم للنادي)، إذ أنه في العام الماضي بلغت صافي تكاليف الفوائد علي النفقات حوالي 17 مليون استرليني، في حين بلغت الكلفة السنوية لسداد رأسمال استاد الإمارات والفوائد المترتبة عليه 20 مليون استرليني. أما دخل النادي فهو متعافي، ويعتبر ارسنال من الأندية التنافسية للأجور التي يدفعها، ولكن كل هذا يعني أن أي تحسن في الوقت الحاضر يعتمد كلياً علي المهارات اليومية لفينجر في مركز التدريب، ومشاركة النادي المستمرة في دوري الأبطال للأندية الأوروبية. تشكيلة الفريق السؤال المهم الذي يبدو بسيطاً: هل اللاعبين في تشكيلة الفريق جيدين بما فيه الكفاية؟ بالتأكيد ارسن فينجر يعتقد ذلك، ويؤكد أن لهم القدرة علي مجاراة لاعبي "الجيل الذهبي" لمانشستر يونايتد مثل رايان غيغز وديفيد بيكهام وبول سكولز وجاري نيفيل. إلا أن معظم النقاد يتساءلون: هل يستطيع مثل دينلسون وسمير نصري وسونج وديابي وبندتنر وساجتا وفان بيرسي ووالكوت من اتخاذ الخطوات النهائية للمنافسة علي أعلي الألقاب والفوز بها فعلاً؟ المخاوف هي في عمق الفريق التي سيتم تسليط الأضواء عليها بعد رحيل ايمانويل اديبايور وكولو توري الذي كان من قلة لاعبي ارسنال الذي يعرف مغزي الفوز بالألقاب. ومن المؤكد أن رحيله كانت خسارة للنادي من حيث الخبرة. وكان فينجر قد قال إنه يريد أن يضيف لاعبين ذو خبرة لفريقه هذا الصيف، ولكن حتي الآن لم يستطع الحصول سوي علي توقيع لاعب في مركز قلب الدفاع هو توماس فيرميلين (23 عاماً). أما اصابة اللاعبين فهي مقلقة علي رغم عودة توماس روسيكي وإدواردو المشجعة مؤخراً في المباريات التجريبية بعد فترة طويلة من الاستراحة. يصر فينجر علي أن ارسنال يملك "القبطان" في الفريق، ولكن ما زال هناك نقصاً واضحاً في فرض سيطرته وكلمته في الميدان. لا يوجد حالياً أي لاعب بمكانة توني آدامز أو باتريك فييرا. وكان هذا العجز الذي لا يقبل المجادلة كلف ارسنال الحصول علي لقب الدوري في الموسم 2007/2008 عندما تعثر الفريق في المراحل الأخيرة منه، وبدا غير قادر علي التعافي من صدمة إصابة إدواردو في مباراته ضد بيرمنجهام. مسألة القيادة استحوذت مرة أخري علي الكثير في الموسم الماضي عندما جرد وليام غالاس من منصب كابتن الفريق. فهل سيسك فابريجاس هو الرجل المناسب للمنصب الآن؟ كلاعب، فهو يحظي باحترام جدير، ولكن في بعض مقابلاته التي أجراها خلال بطولة كأس القارات، خصوصاً السلبية منها بالمقارنة بين معنويات الفريق في اسبانيا وارسنال كان حكمه فيها سيئاً. ديفيد دين وكيث أدليمان والليدي براكويل _ سميث: خلال العامين ونصف عام الماضيين شهد النادي تدفقاً للخروج غير المتوقع من مجلس إدارته الذي كان يوماً ما رمزاً للاستقرار. ويرتاب عدد قليل من المسؤولين في ارسنال بأن القرارات الرئيسية تتخذ الآن من قبل ستان كرونكي وداني فيزمان، في حين يبدو أن الرئيس التنفيذي الجديد ايفان جازيدز هو عامل مؤثر للاستقرار واسترضاء الجميع، إلا أن المناورات والمصالح وراء الكواليس ما زالت كبيرة. كما أنها توفر خلفية غامضة، خصوصاً وجود الكثير من الأسهم خارج مجلس الإدارة، بما فيها ما نسبته أكثر من 40 في المئة لشركة "ريد أند وايت القابضة المحدودة" التي يملكها الروسي اليشير يوسمانوف، والليدي براكويل _ سميث. بالنظر إلي أعمار اللاعبين وعدم وجود عامل حاسم بالايمان الذاتي الذي لا يمكنه أن يصل إلا بالحصول علي أول لقب مع بعضهما بعضاً، فإن لمشجعي ارسنال دوراً مهماً بشكل خاص. وهو أمر يحرص ارسن فينجر دائماً لتسليط الأضواء عليه، حتي أنه دعا في كلمته في اجتماع الجمعية العمومية للنادي في الموسم الماضي المشجعين لتقديم المزيد من الدعم. وعلي رغم ذلك، غالباً ما يكون هناك جو من الاحباط في استاد الإمارات، الأمر الذي تجلي مع أصوات الاستهجان في مراحل مختلفة في الموسم الماضي ضد ايمانويل ايبوي ونيكلاس بندتنر وايمانويل أديبايور. واستعراض فينغر في كلمته في اجتماع المساهمين في النادي في الموسم الماضي، عكست خيبة أمله لأربع مواسم متتالية من دون أي لقب. وبعد تعبير أنصار النادي علي دعمهم لفينجر في اليوم الأخير من الموسم الماضي، بداية طيبة في الموسم الجديد ستساعد علي خلق نوع من المناخ الايجابي الذي يمكنه أن يحرر اللاعبين من التوتر ويلهم مثل هذا الفريق الشاب.