وأضاف جمعة أن الإسلام السمح قدم بناء الإنسان علي بناء المكان وقدم الاهتمام بالساجد علي الاهتمام بالمساجد فقد فرضت الشريعة الإسلامية علي الأهل رعاية كبار السن وقضاء حوائجهم لكن إذا ما انقطع الأهل عن كبير السن فهنا يجب أن تتدخل المؤسسات الاجتماعية المختصة والمنشأة لهذا الغرض لرعاية هؤلاء. وأوضح الدكتور علي جمعة أن نشر فكرة الأسرة البديلة بين جموع المسلمين يوافق فطرة الإنسان السوية ففلسفة فكرة الأسرة البديلة أن يشعر اليتيم بإنسانيته داخل أسرة يعيش في كنفها ويتربي في أحضانها وتلك الأسرة نفسها تشعر بإنسانيتها في أداء واجبها تجاه إنسان حرم من نعمة الأسرة وأشار جمعة إلي أن فكرة الأسرة البديلة توافق أصول التشريع الإسلامي فالكتاب والسنة يدعوان إلي ذلك فالتجربة الإسلامية علي مدار التاريخ الإسلامي تؤكد لنا صلاحية الأسر البديلة وحدها دون غيرها من الحلول لتقديم مساعدة حقيقية للأيتام، ووعد الدكتور علي جمعة أن يصدر مؤلفا مبسطا حول الأحكام الفقهية لكل ما يتعلق بكفالة الأيتام في أسر بديلة في غضون شهر ونصف الشهر ليشمل جميع الآراء الفقهية التي استدل بها الفقهاء علي شرعية الأسرة البديلة كذلك يدعو الأسرة المسلمة إلي الإقبال علي كفالة الأطفال الأيتام في بيوتها لما لهذه الخطوة من أهمية كبيرة في حل مشاكل خطيرة يعاني منها هؤلاء الأيتام واعتبار ذلك ترجمة لما حثنا عليه الشرع الحكيم من كفالة اليتيم. وأشار الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي إلي أهمية التوجه في كل ما نقدمه من خدمات في مجتمعنا نحو أهداف حقيقية من شأنها حل قضايا والقضاء علي مشكلات فعلية وبعدها نحاول أن نختار من بين الوسائل المتاحة الوسائل الأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف التي وضعناها لأعمالنا. وأضاف مصيلحي أن فكرة الأسر البديلة كهدف هي في ذاتها تستحق الالتفاف حولها من كل المعنيين بأحوال مجتمعنا والقضاء علي مشكلاته الطاحنة فتلك الفكرة من شأنها تفريخ أطفال نافعين إلي مجتمعهم غير معبئين ضده ولا رافضين له، وبالتالي يتم استثمار قدراتهم خير استثمار بدلا من تفريغ تلك القدرات فيما يضربهم كأشخاص وبمن حولهم وبمجتمعنا أشمل، ولفت مصيلحي إلي أن الجميع مطالب بدعم فكرة الأسرة البديلة ونفي أن تكون الوزارة قد اشترطت القدرة المادية لأي أسرة ترغب في كفالة طفل وقصر كفالة الأطفال الأيتام علي الأسر الغنية فقط مؤكدا أن الوزارة اشترطت فقط أن تكون الأسرة التي تريد كفالة طفل في منزلها قادرة علي الإنفاق عليه في الحدود والدنيا بما يكفي هذا الطفل حاجاته الأساسية كذلك لا يشوب هذه الأسرة شائبة من الناحية السلوكية أو الاجتماعية وأن تكون العلاقات الأسرية بين أفرادها صحية باحتواء الطفل المكفول وليس تحميله مشكلات وأعباء نفسية جديدة. وأشار مصيلحي إلي أن وزارة التضامن الاجتماعي في سبيل دعمها لفكرة الأسر البديلة حيث ضمت الأسرة الكافلة لمستحقي الضمان الاجتماعي وجعلت من حقها صرف معاش ضمان للطفل طالما هو في كنفها كذلك أمكن للأسرة الكافلة أن تضم الطفل إلي بطاقتها التموينية فضلا عن شمول الطفل المكفول برعاية التأمين الصحي وتسهيل دخوله إلي أية مدرسة خاصة أو حكومية. واعتبر الكاتب الصحفي مصطفي بكري أن تدعيم فكرة الأسر البديلة في مجتمعنا من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في طرق تعاملنا مع الأطفال الأيتام ومجهولي النسب وأن هذه الفكرة من شأنها وقاية هؤلاء الأطفال من كثير من المشاكل التي بدأت خطورتها تتجاوز أفرادهم إلي تهديد المجتمع بشكل عام وما نسمعه كل يوم من مشكلات أطفال الشوارع ليس ببعيد..وأشار بكري إلي أن تدعيم فكرة تربية الأطفال الأيتام داخل أسر يعني تدعيم القيم الأصيلة داخل مجتمعنا باعتبار أن الأسرة مازالت هي الراعي الأول للقيم في مجتمعنا بعيدا عن نجاح قلة من المؤسسات في تربية هؤلاء الأطفال وتخبط الكثير من المؤسسات الاجتماعية في طرق التعامل معهم وليس فقط أساليب التربية.