قفزت نيجيريا إلي صدارة الصفحات الأولي للصحف العالمية واحتلت المواجهات التي خاضها الجيش مع جماعة طالبان النيجيرية التي أسفرت عن مصرع 160 شخصا بينهم زعيم الجماعة المتطرفة محمد يوسف صلب التيكرز لوكالات الأنباء.. وربط الكثثيرون بين الفكر الذي تعتنقه الجماعة النيجيرية وحركة طالبان الافغانية غير أن المتخصصين يؤكدون انه لا دليل قاطع علي وجود مثل هذه العلاقة. يأتي ذلك في وقت تزايدت فيه الضغوط علي نيجيريا للتحقيق في مقتل زعيم جماعة "بوكو حرام" محمد يوسف بعد ساعات من اعتقاله. وقال المتخصص في الشئون النيجيرية في مؤسسة الابحاث للتنمية مارك انطوان بيروز دو مونكلو انه لا دليل علي وجود علاقات تنظيمية بين المتطرفين الافغان من حركة طالبان، ومجموعة "طالبان" نيجيريا التي شنت هجوما دمويا الاسبوع الماضي شمال البلاد. وأضاف: أننا نجد صعوبة كبيرة في تحديد الجهة التي ترتبط فيها هذه الحركة. ليس هناك دليل علي وجود علاقة تنظيمية مع تنظيم القاعدة او اي مجموعة متطرفة في افغانستان او باكستان. ان اسم "طالبان" هو فقط للدلالة علي اعتماد الخطاب الذي تعتمده حركة طالبان في افغانستان، لكن ذلك لا يعني علي الاطلاق وجود تمويل للمجموعة النيجيرية من قبل مجموعات افغانية او باكستانية. كما ان وجود مقاتلين تشاديين او من النيجر مع "طالبان" نيجيريا لا يعني ان التنظيم له تشعبات عالمية، وانما السبب في ذلك يعود بكل بساطة الي تداخل الحدود. ان اعتماد المجموعة النيجيرية لطالبان كمرجعية انما هو وسيلة للدلالة علي الشعارات الراديكالية التي تطرحها. ويمكن قياسها في ذلك علي مجموعات السود في جنوب افريقيا، والتي كانت تطلق علي نفسها تسميات "اليابانيين" او "البرلينيين" في وقت كانت "دول المحور" فيه تمثل الشر المطلق. اليوم، يشكل بن لادن العدو الدولي الاول. بالنسبة الي طالبان نيجيريا فان اختيارهم هذا الاسم يهدف الي جعل الناس تاخذهم علي محمل الجد. وأوضح أنه لا يملك اي فكرة عن عدد مقاتلي الجماعة النيجيرية، مشيراً إلي أن هناك رفضا عنيفا للحداثة الغربية لدي بعض المجموعات المسلمة في شمال نيجيريا. لقد شاهدنا ذلك مع مجموعة مايتاتسين التي شنت تمردا اوقع 5000 قتيل في كانو (شمال) في 1980. ولم يستبعد ان يقوم بعض اتباع "طالبان" الذين تمكنوا من الهرب خلال احداث الايام الاخيرة، بشن هجمات جديدة. لكنها ستكون اقل حدة نظرا للخسائر التي منيت بها المجموعة. ويري المتخصص في الشئون النيجيرية أن الخطر الاسلامي يبدو اقل شأنا من التمرد في دلتا النيجر (جنوب) لان التمرد هذا يصيب عائدات الدولة متسببا بتدهور الانتاج النفطي. وهي تضعف قدرة الدولة علي اعادة توزيع مواردها، وبالتالي ضمان السلام الاجتماعي. واعتبر ان ما يحصل في الدلتا اكثر خطورة من التمرد الاسلامي الذي يبدو انه تحت السيطرة. لان اسلاميي "طالبان" ليسوا محتضنين من غالبية المسلمين في نيجيريا الذين يطبقون اسلاما منفتحا متسامحا يقبل تقاليد ما قبل الاسلام وهو ما يناقض تماما العقيدة الدينية للاصوليين. من جانبه اكد رئيس الاركان النيجيري الجنرال بول ديكي ان الجيش سيعمل علي تخليص البلاد من الاسلاميين المتطرفين بعد سحق تمرد "طالبان" في الشمال الذي تسبب في وقوع مئات القتلي.