دخلت الانتخابات الرئاسية التي تجري في 12 يونيو المقبل منعطفا فاصلا بعدما تقدم الرئيس محمود أحمدي نجاد بأوراق ترشيحه أملا في الفوز بولاية ثانية فيما تقدم لمنافسته ثلاثة من العيار الثقيل هم الجنرال محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني الذي ينتمي إلي معسكر المحافظين إلي جانب نجاد، ومهدي كروبي رئيس مجلس الشوري السابق ومير حسين موسوي الذي يوصف بأنه مرشح التيار الاصلاحي. ومن المؤكد أن مستقبل الملف النووي الإيراني وتسويته سلميا أو حربا سيتوقف علي الفائز بالرئاسة الإيرانية. وتقدم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رسميا في وزارة الداخلية بترشحه لولاية ثانية للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 يونيو. وقالت وكالة الانباء الطالبية الايرانية ان "محمود احمدي نجاد وصل الي وزارة الداخلية وتقدم رسميا بترشحه للانتخابات الرئاسية". ويترشح احمدي نجاد الذي انتخب العام 2005 لولاية ثانية من اربعة اعوام. وكان القائد السابق للحرس الثوري في ايران محسن رضائي قدم الجمعة ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية ، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا). ورضائي الذي قاد الحرس الثوري طيلة 16 عاما حتي العام 1997، هو اول محافظ يترشح الي الانتخابات ضد الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد. كما يعتبر اول من يسجل ترشيحه من بين اربعة مرشحين رئيسيين محتملين. كما تقدم رئيس البرلمان السابق الاصلاحي مهدي كروبي ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي وهو ايضا اصلاحي عن الترشح للرئاسة، بينما بدأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تشكيل فريق حملته الانتخابية. وعرف رضائي بانتقاداته لسياسة احمدي نجاد وقد وعد بمكافحة الفقر وغلاء الاسعار والبطالة، والتي تعتبر ابرز المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الايرانيون. وكان رضائي (54 عاما) قد رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2005 الا انه انسحب قبل يومين من موعد الاقتراع. ولد رضائي في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، وكان عضوا في ميليشيا مسلحة تعارض الشاه الذي كان مدعوما من الولاياتالمتحدة قبل الثورة الاسلامية عام 1979. وعينه مؤسس الجمهورية الايرانية الاسلامية الراحل اية الله الخميني قائدا للحرس الثوري في عام 1981 ولم يتعد عمره في ذلك الوقت 27 عاما وقاد تلك القوات خلال الحرب الدامية التي استمرت ثماني سنوات مع العراق. ومنذ عام 1997 يشغل رضائي المحافظ الحائز علي شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، منصب سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام. ورضائي هو من بين خمسة من كبار المسئولين المطلوبين في الارجنتين بسبب مزاعم بشأن دوره في تفجير عام 1994 استهدف منظمة يهودية وقتل فيه 85 شخصا. ويعد رضائي من المنتقدين لاحمدي نجاد فقد اتهمه بدفع ايران الي حافة "الهاوية". ولم تعلن اية شخصية دينية او جماعة سياسية بعد دعمها لرضائي الذي يقول انه يرشح نفسه كمستقل. وسجل اكثر من 170 شخصا اسماءهم كمرشحين للرئاسة منذ بدء مهلة تقديم الترشيحات في 5 مايو والتي تستمر خمسة ايام. وبعد انتهاء مهلة تسجيل الترشيحات ستحال لائحة المرشحين الي مجلس صيانة الدستور لدرسها. والمجلس الذي يهيمن عليه المحافظون سيعلن اللائحة النهائية للمرشحين المؤهلين خوض الانتخابات في 20 و21 مايو علي ان تبدأ الحملة الانتخابية في 22 مايو. وبحسب فقرات من الدستور نشرتها وزارة الداخلية الايرانية علي موقعها الالكتروني، فان المرشحين "يجب ان يكونوا شخصيات دينية وسياسية" وان "يكونوا حاملين الجنسية الايرانية ومن اصل ايراني". كما يجب ان يكونوا "أوفياء لمباديء الجمهورية الاسلامية ويدينون بالديانة الرسمية في البلاد" اي الاسلام الشيعي. ولا يمكن الترشح لافراد الاقليات السنية والمسيحية واليهودية والزردشتية المعترف بها رسميا. ولم تعلن الوزارة ما اذا كان هناك حد اقصي لعمر المرشحين. وبحسب ارقام وزارة الداخلية، يمكن لحوالي 46,2 مليون ايراني التصويت، من اصل عدد سكان اجمالي قدره 70 مليون نسمة. ووصلت نسبة المشاركة الرسمية في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في يونيو 2005 والتي فاز فيها احمدي نجاد الي 62,8% في الدورة الاولي و59,7% في الدورة الثانية.