من المثير ان نعرف عدد حكومات الشلل والسخافة التي سنضطر لتحملها الي ان ندرك ان طريقة الحكم في بلادنا قد افلست وانها مصابة بمرض عضال وبحاجة ملحة الي عملية لانقاذ الارواح ارواحنا نحن. اليوم ستدلي حكومة الاستخفاف الاقتصادي بيمين الولاء. هي ستكون اكبر حكومة واكثر الحكومات اسرافا في تاريخ الدولة. وكل هذا يحدث في عهد الازمة الاقتصادية. سيقدم هذه الحكومة من اعتاد التحدث عاليا عاليا حول القطاع العام 'السمين'. هذه ذروة السخافة. الاتفاقيات الائتلافية التي وقع بنيامين نتنياهو عليها هي الاخري تفتقر للمسئولية. تكلفة الاتفاقيات تصل الي ثمانية مليارات شيكل خلال ثلاث سنوات وهي مبالغ هائلة لا تمتلكها الدولة اصلا. الاتفاق مع حزب العمل يدفع خططا رفضت منذ حين من قبل الاختصاصيين المهنيين في وزارة المالية، والاتفاق مع شاس يقود الي تغيير استراتيجي: الانتقال من العمل الي مخصصات التأمين الوطني وزيادة عدد العائلات التي هي الان اصلا كبيرة وفقيرة. هذه ستكون ايضا حكومة شلل سياسي لأن افيجدور ليبرمان سيشل ايهود باراك، وبني بيجن سيشل اسحاق هرتسوج. لن تتمخض هذه الحكومة عن اية مفاوضات سياسية . اليمين سيشل كل مبادرة والعمل سيلعب دور ورقة التين. وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قد ارسلوا في نهاية الاسبوع الماضي رسالة حازمة لنتنياهو للاعتراف بصيغة الدولتين للشعبين، والا 'فمنظومة العلاقات ستصبح صعبة جدا'. ولكن نتنياهو لا يؤمن بالدولة الفلسطينية. يتوجب علي اسرائيل حسب رأيه ان تواصل السيطرة الي الابد علي اغلبية اراضي الضفة وان يكتفي الفلسطينيون بحكم مستقل محدود في عدة مدن وكانتونات. هذا موقف "nonstarter" سياسيا وهو يعمق الصراع حتي الانفجارات القادمة. ومن الذي يهب للمساعدة؟ شمعون بيريس الذي بدأ في هذا الاسبوع التوضيح لوزراء الخارجية الاوروبيين، ان الامر يتعلق في الواقع بحكومة تحب السلام. فنتنياهو لا يستطيع ان يرسل لمثل هذا الهدف وزير خارجيته ليبرمان كما تعلمون. ولكن وفقا لعبارات الانتقاد يتوجب الاعتراف بأن من الصعب تحقيق شيء ما افضل من خلال طريقة الحكم القائمة. هذه طريقة لا توجد فيها لأي حزب اغلبية ولذلك يتوجب تشكيل ائتلاف. النتيجة هي ان الاقلية تسيطر علي الاغلبية وهذا عكس الديمقراطية التمثيلية. هذه طريقة يأخذ الخاسر فيها كل شيء بينما يكون الفائز هو الفاشل. الاحزاب الصغيرة بما فيها تلك التي تقلصت قوتها تحصل علي اغلبية مرادها. الحزب الحاكم يضطر الي دفع كل ما تريده هذه الاحزاب والا فلن يكون لديه حكم. الدليل علي ذلك انه عندما رفضت ليفني ان تدفع لشاس لم تدفع في تشكيل حكومتها. الطريقة تتمخض عن وضع يتوجب فيه علي رئيس الوزراء ان يضيع طاقته طوال الوقت علي الائتلاف، من خلال تسويات لا نهائية، وتأجيل كل خطوة وكل اصلاح حتي لا يسقط. لذلك يسير الحكم علي الامور المؤكدة، في المنتصف المثير للضجر والشلل وهذا تشويه مطبق لارادة الناخبين. الطريقة تتيح درجة تمثيل عالية، ولكن ذلك يأتي علي حساب قيمتين لا تقلان اهمية: الاستقرار السلطوي والقدرة علي الحكم . من دون هاتين القيمتين ليس هناك تخطيط للمدي الطويل ولا امور ثورية وانما فقط ثمة صراع يومي من اجل البقاء، بينما يبقي تقديم موعد الانتخابات مسلطاً طوال الوقت علي رقبة رئيس الوزراء. لذلك لن تحقق الدولة ابدا اي هدف استراتيجي، لا في التربية وفي البني التحتية ولا في الخدمة العامة ولا في ميزانية الامن ولا في عملية السلام. باراك اوباما حظي بحكم مستقر لأربع سنوات بفضل اغلبية متواضعة تبلغ 8 في المائة وطريقة انتخابية رئاسية. بهذه الطريقة فقط يمكنه ان يسيطر بثقة وان يتجرأ علي تغيير كل صورة الولاياتالمتحدة اجتماعيا واقتصادياً. فهل يعتبر المجتمع الامريكي اقل تنوعا من الاسرائيلي؟ وهل الطريقة الامريكية اقل ديمقراطية؟ لذلك يتوجب ان تجتاز طريقة الحكم في بلادنا عملية تغيير انقلابية. يجب ان يكون الهدف احراز الاستقرار السلطوي لأربع سنوات وقدرة علي الحكم. بهذه الطريقة فقط ستغيب عن انظارنا حكومات الاسراف الضخمة والاتفاقيات الائتلافية الجنونية. وبهذه الطريقة وحدها ستتمكن الاغلبية من الامساك بمقاليد الحكم ويتمكن رئيس الوزراء من التحرك من اجل حل المشاكل الاساسية التي تواجهها الدولة وان لا ينشغل في بقائه فقط.