لا تخلو دولة في العالم من الخلافات والمشاكل بين الأفراد والسلطة ولا يوجد شعب يتفق مع حكومته بشكل مطلق او كامل فطبيعة العلاقة بين الطرفين تحتم وجود قضايا خلافية ولكنها تتباين تبعا لطبيعة النظام السياسي في كل دولة.. وتعتمد الحكومات علي عدة طرق لانهاء تلك الخلافات او إضعافها أحيانا بتنفيذ مطالب الأهالي واحيانا بالحوار المنطقي لتوضيح الحقائق والامكانيات المتاحة واحيانا بالضجيج الاعلامي والخطابي للتغطية علي اصوات المعارضة واخيرا بالقمع والقهر وسد فوهة البركان. والحكومات الواعية والحكيمة هي التي تسعي دائما الي معرفة مواضع الأزمات وأسباب الخلافات والمشاكل بينها وبين الأهالي لتحاول السيطرة عليها لصالح الأغلبية وكلما سعت الدولة في هذا الاتجاه قلت الفجوة التقليدية بين الحاكم والمحكوم (عدلت ، فأمنت ، فنمت يا عمر) ولكننا هنا في المحروسة تتفنن الدولة في خلق الازمات وخنق الاهالي بها ولها قدرة عجيبة علي تكرار الأزمة عشرات المرات في السنة الواحدة فاذا كان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فاي ملة تلك التي تلدغ من الجحر عشرات المرات ؟؟ فمشكلة (العيش) الذي اصبح طريقا للشهادة مثل الجهاد في سبيل الله بهدف الحصول علي (رغيفين) وتناقلت فضائيات العالم صور احفاد الفراعنة يتقاتلون لشرائه.. متسائلين اذا كان هذا هو حالهم مع العيش فما حالهم مع (الغموس) كم مرة ظهرت تلك المشكلة وكم مرة وعدت الدولة بحلها وماهو عدد القتلي المطلوب لايقاف تلك المهزلة ومشكلة انابيب البوتجاز وللمرة المائة تشكل معاناة حقيقية لجميع الاهالي وسبب مباشر لغضب رجل الشارع من الدولة ومسئوليها فهل يعقل في دولة تسعي لامتلاك الطاقة النووية ان تفشل في السيطرة علي الطاقة المنزلية ليصل سعر الانبوبة الي ثلاثين جنيها (ربنا يستر ومتنفجرش في وشك) رغم ان الاخوة الاعداء في اسرائيل يصل لهم الغاز المصري لباب البيت وبتراب الفلوس.. هل فشلت الريادة المصرية في تنظيم حركة بيع وشراء العيش وانابيب البوتجاز رغم انها تذل انفاس جميع فئات الشعب علي الدعم الذي تمنحهم اياه في كلا السلعتين وتحلف بانه عشرات المليارات حتي ان احد الوزراء اقترح ان يتم توزيع الدقيق علي الاسر المصرية لتقوم بخبزه بمعرفتها وادخلونا في عشرات الالغاز حول حصص الدقيق وتجار الجملة والفران والموزع (ابو بسكلته) واتهموا (ابو بسكلته) انه المسئول عن تلك الأزمة.. نحن لن نتكلم عن القمح الفاسد او الدقيق المغشوش ولا عن صفقات القمح الاوكراني ولكن الا يستحق رغيف الخبز بعض الاهتمام في دولة نصف سكانها تحت خط الفقر.. واذا كان سعر انبوبة البوتجاز ثلاثين جنيهاً ماذا سيتبقي لهم لشراء الغذاء ام يكفيهم (طبيخ) الدولة؟! تلك الازمات تتكرر بشكل دائم ولا اعرف لماذا يتم التعامل معها بجهل او بتجاهل ولكن في النهاية لا يجب ان نسأل المواطنين عن اسباب اكتئابهم ونظرتهم السوداء وغضبهم الدائم من الدولة وعلي من يدعو للتفاؤل والتبشير بالمستقبل ان يجيب علينا أولا عن مصدر هذا التفاؤل وارتباطه بالعيش الطباقي والغاز الطبيعي ورصيده في البنوك.