من ألطف القرارات التي اتخذها المحافظون بعد كارثة الدويقة وفتح ملف العشوائيات في مصر، تشكيل لجان في المحافظة لحصر العشوائيات ووضع خطط لازالتها وتشكيل لجان أخري لمواجهة الكوارث وحل الازمات.. الاكثر لطفا ان هذه القرارات صدرت في معظم المحافظات وبتزامن عجيب، وكأن هناك من يطاردهم لإصدار مثل هذه القرارات، ولو حاول اي محافظ البحث حوله أو التفتيش في أوراق الحكومة سوف يجد بسهولة كل هذه البيانات والتقارير وأعمال الحصر، لكن يبدو ان المطلوب شئ آخر لا نعرفه. مركز المعلومات بمجلس الوزراء، له تقرير ضخم بأحوال العشوائيات التي تبلغ 1171 منطقة عشوائية يسكنها 15 مليون مصري، اكثر من ثلث هذه المناطق 36% في القاهرة وحدها و13% في الجيزة و15% في القليوبية واكثر من 30% في محافظات بحري واقل من 5% في الصعيد!! وبرغم ان حكاية العشوائيات يجري الاهتمام بها منذ مطلع التسعينيات الا انها تتزايد في القاهرة وتتوسع دوائرها في عين شمس وغرب وشرق مدينة نصر وفي المرج والمطرية والسلام والوايلي ومنشأة ناصر والساحل وشبرا والزيتون وحدائق القبة والشرابية وروض الفرج والمعادي وطره ودار السلام والبساتين ومصر القديمة وإجمالاً (مريراً) فإن نحو خمس سكان القاهرة يعيشون في العشوائيات؟!. فماذا فعل الحزب الوطني الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما في كارثة العشوائيات،؟ لماذا زادت في عهده، وتوسعت كالداء في كل اتجاه، لتفرز البطالة والبلطجة والعنف والارهاب.. مناطق بأكملها في العاصمة بلا مياه ولا صرف صحي ولا حتي كهرباء.. فماذا ننتظر من سكانها؟ ماذا اعطت لهم الدولة، حتي يشعروا بالانتماء.. لامدارس ولا مستشفيات ولا مواصلات حكومية ولا مخابز ولا جمعيات استهلاكية ولا اي اشارة لوجود الدولة. أتمني لو يعود الحزب الوطني في مؤتمره لسياسته القديمة ويركز علي قضية واحدة، ويضع آليات لحلها.. لكننا اليوم أمام جدول أعمال خاص من خمس قضايا، تمكن الوطني من حصرها عبر مؤتمراته الخمس وما أخشاه، هو أن تفتح كل الملفات وتناقش كل القضايا، وتطرح كل الآراء في مهرجان الوطني، ثم ينتهي كل شيء مع انتهاء الاستعراض السنوي وكل مؤتمر وأنتم طيبون.