شكل إغلاق إسرائيل لمؤسسة الأقصي لإعمار المقدسات الإسلامية ومصادرة كميات هائلة من الوثائق التاريخية والتوثيقية التي لا تقدر بثمن وتعود إلي قرنين من الزمن، دليلا علي سعي تل أبيب لمصادرة الرواية الفلسطينية للتاريخ بعد احتلالها الأرض. وأشار رئيس مؤسسة الأقصي الشيخ علي أبو شيخة إلي أن أمر الإغلاق الموقع من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك معنون في 14 أغسطس الجاري. وعدّ أبو شيخة ذلك دليلا علي العلاقة المباشرة بين إغلاق المؤسسة والكشف عن مخططات إسرائيل، علاوة علي مساعيها "لاحتلال الوعي ومصادرة التاريخ والسطو علي رواية فلسطين بعد مصادرة جغرافيتها". وردا علي سؤال أوضح رئيس مؤسسة الأقصي أن الهجمة الإسرائيلية تأتي انتقاما من المؤسسة لقيامها في ال12 من الشهر الحالي بفضح مخططات الاحتلال لبناء كنس في حي المغاربة في محاولة لتهويد الحرم القدسي الشريف. كما أكد الشيخ أبو شيخة أن قيمة المفقودات والوثائق التاريخية والتوثيقية التي صادرتها إسرائيل لا تقدر بثمن، مشددا علي أن إغلاقها يهدف لتيسير عملية تهويد الحرم القدسي. وأشار إلي أن السلطات الإسرائيلية صادرت نحو 1.5 مليون شيكل من "الأقصي" وربع مليون شيكل من أمواله الخاصة. ولفت إلي أن قوات الشرطة المعززة التي دهمت منزله ومكاتب "الأقصي" في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر قد صادرت كل محتويات المؤسسة ولم تترك فيها سوي الجدران والبلاط. وكشف أن المصادرة طالت عشرات آلاف الوثائق، من أبرزها مستندات خاصة بمشروع "المسح الشامل للأوقاف الإسلامية والمسيحية" في فلسطين التاريخية الذي بدأ عام 2000 ويشارف علي الانتهاء. وتغطي المستندات المصادرة -وفق أبو شيخة من مقدسات فلسطين وتوثق نحو 2500 موقع جغرافيا وتاريخيا وهندسيا، إضافة إلي الصور الفوتوغرافية والمحوسبة. وأضاف "كنا نستعد لإصدار كتاب واسع حول هذه الأوقاف نهاية العام وتوزيعه علي الطلاب واللاجئين الفلسطينيين خارج الوطن". كما تشمل المستندات المصادرة كل الوثائق الخاصة بأوقاف المدن الكبري مثل يافا وحيفا وعكا واللد والرملة في القرنين الأخيرين، إضافة للأرشيف الإعلامي الذي يشمل عشرات آلاف الصور وأفلاما وثائقية عن انتهاكات المستوطنين والمخابرات الإسرائيلية للمسجد الأقصي. ونوه أبو شيخة إلي أن الشرطة الإسرائيلية صادرت أيضا وثائق "الطابو" والأرض من الفترة العثمانية الخاصة بالأوقاف الإسلامية والمسيحية تم استحضارها من الأرشيف العثماني. كذلك وضعت السلطات الإسرائيلية يدها علي مئات الشهادات الشفوية التاريخية التي تم توثيقها بالصورة والصوت والكلمة المكتوبة بعد مقابلة المعمرين ممن عاشوا في فلسطين قبل النكبة وكانوا شهودا عليها. وأضاف "لا تقدر هذه الوثائق والموجودات بملايين الدولارات، فبعضها لا يقدر بالملايين ولا يعوض". وفي مؤتمر صحفي عقده في أم الفحم نفي رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية الشيخ رائد صلاح وقيادة مؤسسة "الأقصي" مزاعم السلطات الإسرائيلية حول علاقة "الأقصي" بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وب"جهات إرهابية" في القدسالمحتلة. وكرر الشيخ صلاح تأكيداته بأن الحرم القدسي للمسلمين ولا حق للإسرائيليين بذرة تراب فيه، وأضاف "نحن هنا باقون كالزعتر والزيتون، والاحتلال إلي زوال، ولن نخشي عتمة السجون". وشدد قادة المؤسسة علي أنهم ماضون في العمل الجماهيري دفاعا عن المقدسات والتواصل مع المسجد الأقصي وحشد فلسطينيي الخط الأخضر لحمايته خاصة في شهر رمضان. وفي المؤتمر الصحفي قال رئيس اللجنة العليا لمتابعة شؤون فلسطينيي الخط الأخضر شوقي خطيب إن إسرائيل تخطط للإجهاز علي الحركة الإسلامية بإغلاقها مؤسسة الأقصي، وشن هجوما علي وسائل الإعلام الإسرائيلية لعدم تغطيتها الاعتداءات علي المواطنين العرب بشكل لائق.