دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره السوداني إلي الإصغاء إلي المحكمة الجنائية الدولية، وطالب ساركوزي عمر حسن البشير باتخاذ إجراءات تثبت أنه فهم الرسالة التي وجهت له من قبل الجنائية الدولية. تصريحات ساركوزي جاءت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي في بوردو جنوب غرب فرنسا أمس الأول. وأشار الرئيس الفرنسي إلي أنه يريد من نظيره الجنوب أفريقي المساعدة في الضغط علي البشير الذي يواجه طلبا قدمه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو لاستصدار مذكرة توقيف بحقه بتهم ارتكاب جرائم إبادة في إقليم دارفور. لكن المتحدث باسم خارجية جنوب أفريقيا روني مامويبا أوضح أن بلاده ستعترض علي مذكرة الاعتقال المحتملة بحق البشير. وتأتي هذه التطورات فيما حذر بونال ملوال مستشار الرئيس السوداني من أن بلاده قد تطرد القوة الدولية المشتركة في دارفور إذا استجابت المحكمة الجنائية الدولية لالتماس مدعيها العام وأصدرت أمر توقيف بحق البشير. وقال ملوال متحدثا في أديس أبابا أمس الأول "في حال توجيه الاتهام إلي رئيسنا عمر البشير، فإنه لن يعود بإمكاننا أن نكون مسئولين عن سلامة القوات الأجنبية في دارفور", ليضيف "يمكن أن نطلب منها الانسحاب". ووضعت القوة المشتركة في حالة تأهب وقد أجلت بالفعل عناصرها غير الأساسيين منذ طلب أوكامبو إصدار مذكرة التوقيف. وفي السياق ذاته، برر محجوب فضل السكرتير الإعلامي للرئيس السوداني تصريحات ملوال بأنه استقراء لنبض الشارع وقرار البرلمان بعدم تسليم البشير. وأشار إلي أن الخرطوم ترفض التعامل مع الجنائية الدولية، وتنتظر موقف مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بهذا الخصوص، موضحا في تصريح أنه في حال إصدار مذكرة اعتقال ضد البشير فإن ذلك سيكون من المنظمة الدولية، وبالتالي لا يستطيع السودان التعامل مع منظمة تهدد أمنه وسلمه ووحدته الوطنية.