يفتتح الرئيسان حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي تدشن مرحلة جديدة من التعاون بين ضفتي البحر المتوسط ويرسخ مكانة فرنسا علي الساحة الدولية والأوروبية حيث تجمع هذه المناسبة بين زعماء مختلفين سياسيا مثل الرئيس السوري بشار الأسد وكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس اللبناني ميشال سليمان يأتي ذلك في الوقت الذي دخلت فيه أمس زيارة الرئيس مبارك لفرنسا يومها الثاني في ظل نشاط سياسي مكثف للرئيس شمل عقد قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امتدت علي مأدبة غداء يقيمها ساركوزي تكريما للرئيس مبارك. ويتم خلال اللقاء استعراض عدد من القضايا الثنائية والاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك بين مصر وفرنسا، فضلا عن تبادل الآراء بخصوص قمة "الاتحاد من أجل المتوسط" التي تفتتح اليوم في باريس تحت الرئاسة المشتركة للرئيسين مبارك وساركوزي. وأجري الرئيس مبارك أمس عددا من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الوفود والشخصيات البارزة المشاركة في القمة، من بينهم الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ورئيس البرلمان الاوروبي هانز جيرت بوترينج. ويلقي مبارك وساركوزي كلمتين في افتتاح قمة باريس من أجل المتوسط، حيث يعرض الرئيس مبارك رؤية شاملة لتعزيز التعاون الاورومتوسطي، بحيث يكون الاتحاد الجديد بمثابة تطوير فعلي يبني علي ما تحقق في اطار عملية برشلونة. وعقب الجلسة الافتتاحية تنقسم أعمال القمة الي أربع جلسات عمل مغلقة، يتولي الرئيس مبارك ادارة المناقشات في اثنتين من الجلسات الأربع وهي الجلسة الخاصة بقضايا الامن الغذائي والتنمية الاقتصادية والمياه والطاقة، بالاضافة الي الجلسة الخاصة بمناقشة قضايا التعليم والبحوث والثقافة وحركة تنقل الافراد..فيما يدير الرئيس ساركوزي الجلستين الاخريين المتعلقتين بقضايا حماية البيئة والدفاع المدني ضد الكوارث والامن البحري، والحوار السياسي. ومن ناحية أخري، عقد وزير الخارجية أحمد ابو الغيط اجتماعا تنسيقيا أمس مع نظرائه العرب من الدول المشاركة في اعمال القمة، بحضور الامين العام للجامعة العربية وذلك بمقر السفارة المصرية بباريس، بهدف بلورة الموقف العربي في القمة في ضوء تولي مصر مهمة تنسيق الموقف العربي في عملية برشلونة واستنادا الي ورقة العمل العربية التي أعدتها مصر بالتشاور مع وزراء خارجية الدول العربية والتي كان من نتيجتها ادخال بعض التعديلات علي الصيغة المقترحة للاتحاد. وأنهي كبار المسئولين أمس اجتماعاتهم حول الصيغة النهائية للبيان الختامي المقرر صدوره عن القمة، لرفعها الي وزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم والذي يسبق انعقاد القمة مباشرة. وغادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان بيروت أمس متوجها الي باريس حيث سيلتقي نظيريه الفرنسي والسوري علي هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط، علي ما افاد مصدر رسمي. وهذه اول رحلة لسليمان الي الخارج منذ انتخابه في 25 مايو بعد ستة اشهر من الفراغ علي رأس الدولة. واتت مغادرة سليمان غداة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد ستة اسابيع من الخلافات حول توزيع الحقائب الوزارية. ورحبت الرئاسة الفرنسية بتشكيل الحكومة، معتبرة انها "تفتح الباب امام امكانات لمعالجة مسائل مطروحة منذ بعض الوقت". وللمرة الاولي منذ توليه مهامه الرئاسية، سيلتقي سليمان في باريس نظيره السوري بشار الاسد. وسيلتقي كذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اتي الي لبنان لتهنئة سليمان بعيد انتخابه. وسيعقد ساركوزي وسليمان والاسد اجتماع عمل مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يصدر في ختامه اعلانا مشتركا، علي ما افاد قصر الاليزيه. كما وصل الرئيس السوري بشار الاسد أمس الي باريس في زيارة تاريخية التقي خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عشية قمة اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط المشروع الذي يركز عليه الرئيس الفرنسي. كما التقي نظيره اللبناني ميشال سليمان برعاية ساركوزي، هو الاول منذ انتخاب الرئيس اللبناني اثر ازمة سياسية حادة في لبنان. وبذلك يعود الرئيس السوري الذي لم يزر فرنسا منذ يونيو 2001، الي الساحة الدبلوماسية من بابها العريض بعد عزلة سياسية فرضتها الدول الغربية التي اتهمت دمشق بالتدخل في الشئون اللبنانية. وسمح انتخاب قائد الجيش السابق بدعم من حلفاء سوريا في لبنان لساركوزي بانهاء تجميد العلاقات الذي قرره سلفه الرئيس جاك شيراك اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وبدأ المعارضون للنظام السوري التعبير عن استيائهم. الا ان فرنسا ردت انه "لا يمكن الاكتفاء بالعمل مع الديمقراطيين" لدفع عملية السلام قدما في الشرق الاوسط.