أنس الفقي فاجأ الجميع بعدم التجديد للدكتورة درية شرف الدين واسناد مهمة الإشراف علي القطاع الفضائي لسوزان حسن بدلاً من تصعيد "ميرفت" فقلب التوقعات رأساً علي عقب ! جاء قرار أنس الفقي وزير الإعلام بتولي سوزان حسن رئيس التليفزيون مهمة الإشراف علي القطاع الفضائي، في أعقاب قراره المفاجيء الآخر بعدم التجديد للدكتورة درية شرف الدين لفترة جديدة ،عقب وصولها إلي السن القانونية التي تفرض إحالتها إلي المعاش، ليقلب الأوضاع رأساً علي عقب ليس في القطاع الفضائي فحسب بل في ماسبيرو بأكمله، ومازال يثير من التساؤلات التي تبحث لها عن إجابة ؛حيث كانت التكهنات قد رجحت. وسرعان ماانقلبت إلي تأكيدات، بأن منصب رئيس القطاع الفضائي "في الجيب الصغير" رئيس القناة الفضائية المصرية، وأنها المرشحة الأولي للمنصب بل هي خارج التنافس لفرط ماضمنت المنصب ،وهي الحقيقة التي تأكدت في الأيام القليلة التي سبقت خروج د.درية شرف الدين من منصبها حيث كانت ميرفت سلامة تتعامل وكأنها الرئيس الفعلي للقطاع، ومن ثم جاء قرار الوزير باسناد المنصب فعلياً إلي سوزان حسن ليطيح بالرؤوس والعقول !! ... ميرفت سلامة غاضبة من الصحافة لأنها زجت باسم زوجها د . فوزي فهمي فأحرجت الجميع هي وزوجها .. والوزير! ... تعددت التفسيرات والتأويلات حول القرار غير المتوقع لوزير الإعلام لكن أحداً لم يستطع ،حتي هذه اللحظة، أن يتوصل إلي حقيقة الأسباب التي أدت إلي استبعاد ميرفت سلامة أو تلك التي جعلت من سوزان حسن مشرفة علي القطاع الفضائي لكن القراءة المتأنية للقرار تطرح ثلاثة احتمالات لصدور القرار بعيداً عن القول بأن قرارات أنس الفقي تأتي في الغالب بعيدة عن التوقعات، فالإحتمال الأول الذي يتردد علي لسان العاملين في المبني، وفي القطاع الفضائي تحديداً، أن الزج باسم د. فوزي فهمي زوج ميرفت سلامة والصديق المقرب لوزير الإعلام كورقة ضغط لتدعيم حصول ميرفت سلامة علي المنصب أثر بشكل سلبي للغاية، بل يمكن القول إنه مثل استفزازاً لدي الوزير فاتخذ قراره العكسي الذي كانت ميرفت ضحيته ،والغريب أنها نفسها رجحت هذا الإحتمال بدليل قولها في أحد اجتماعاتها مع العاملين في القطاع عقب صدور قرار وزير الإعلام بأن الصحافة هي السبب، وأنها "زعلانة" من الصحافة لأنها زجت باسم د. فوزي فهمي في الموضوع ! أما الإحتمال الثاني، وراء قرار استبعاد "ميرفت"، فيتمثل في أن وزير الإعلام لم يفوت مناسبة دون الهجوم علي الفضائية المصرية متهماً أداءها بالترهل وأبدي عدم رضائه عن مستواها، واستشهد في هذا بالمؤخرة التي تحتلها دائماً في قائمة الاستفتاءات التي تجري بين القنوات الفضائية العربية، وهو الهجوم الذي رجح المراقبون أنه كان سبباً في عدم التجديد للدكتورة درية شرف الدين لكنه كان سبباً أيضاً في عدم اختيار ميرفت سلامة لتخلفها في المنصب ؛فأكبر الظن أن الوزير الفقي تأكد بحدسه أن "ميرفت" لم تكن بعيدة عن التراجع الذي حققته الفضائية المصرية بنجاح منقطع النظير عندما انتزعت المؤخرة بجدارة واستحقاق ولم تفرط فيها يوماً لأية قناة فضائية عربية أخري ،ومن ثم فالمنطق يقول أن رئيس القناة الفضائية المصرية مسئولة هي الأخري عن الأداء المترهل والإيقاع الضعيف للقناة ،وهو الأمر الذي أدي إلي تراجع نسبة الإعلانات علي الفضائية المصرية إلي درجة الصفر ،والإلتجاء غير المبرر لبرامج الهواء التي تتأرجح بين الساعة والساعتين وبينها فواصل أو نشرات اخبارية ،بعكس الحال إبان رئاسة سناء منصور للقطاع الفضائي حيث وصل إجمالي قيمة آخر عقد وقعته مع إحدي الشركات الإعلانية إلي 6 مليون دولار في العام ،وتم توقيع العقد لمدة 3 أعوام ، وبعد رحيلها لم ينجح القطاع في تحقيق أي حصيلة من الإعلانات بعدما فشل ببرامج قنواته في أن يكون عنصر جذب للوكالات الإعلانية ،ونتيجة لأسباب عديدة كان التدهور في الأداء الذي أشار إليه الوزير بأسي وغضب ،وكان طبيعياً ،في هذا السياق، أن ميرفت سلامة تتحمل جزءاً من المسئولية عن هذا التراجع ،وخشي لو اختارها لمنصب رئيس القطاع أن يقال له، بدهشة ،كيف يتأتي هذا وهي ضالعة بشكل رئيسي في الفشل الذي حققه القطاع ؟ الإحتمال الثالث الذي لم يُعلن من قبل، ولم تتم الإشارة إليه من قريب أو بعيد، أن قرار استبعاد ميرفت سلامة وتعيين سوزان حسن مشرفاً علي القطاع إضافة إلي منصبها كرئيس للتليفزيون يرجح ،بقوة، أن الظروف باتت مهيأة لإلغاء القطاع الفضائي وعدم تعيين رئيساً له يمثل أول خطوة في هذا الصدد ثم تأتي بعده خطوات أخري ينتظر أن تتمثل في ضم القناة الفضائية المصرية وقناة النيل الدولية إلي قطاع التليفزيون وهو مايعني تفعيل مشروع تنظيم الإعلام من خلال جهاز تنظيم البث المرئي والمسموع ،الذي يقضي من بين بنوده باجراء العديد من الإصلاحات وإعادة هيكلة قطاعات الإعلام المصري ،وأغلب الظن أن الوزير وجدها فرصة للتعجيل بهذه الإصلاحات من خلال عدم تعيين رئيس جديد للقطاع الفضائي تمهيداً لضمه لقطاع التليفزيون ، ومن ثم تتهاوي التكهنات القائلة بأن د.فوزي فهمي جني علي زوجته الأحق بالمنصب أو أن الوزير تحرج أن يمنحها المنصب حتي لا يتم الربط بين القرار وعلاقة الصداقة التي تربطه ود.فوزي فهمي ،الذي أثق أنه بعيد تماماً عن القضية وحرصه شديد علي أن ينأي بنفسه عن هذه الصغائر ،وتصبح الحقيقة ،التي لا ندعي أنها كاملة ، أن قرار الاستبعاد جاء امتثالاً لسياسة بعيدة المدي جاء الوقت لتنفيذها .. وكانت ضحيتها ميرفت سلامة !