37 من بين 100 شاب وفتاة تقدموا لمسابقة مستقبلها مجهول وضماناتها غائبة .والقول بأن رجال الأعمال المنظمين لها يدفعون من جيوبهم "لوجه الله .. والفن" .. شيء لا يصدقه عقل ! مفارقة مثيرة بالطبع أن تعلن إحدي الهيئات الخاصة عن تنظيم مسابقة لاختيار وجوه شابة جديدة في وقت يشن فيه د.أشرف زكي نقيب الممثلين حرباً ضروساًَ علي الممثلين العرب المحترفين ،والمواهب الشابة إضافة إلي الورش والأستديوهات التي تصقل هذه المواهب الجديدة ،واصفاً إياها بأنها "مواخير" أو "بيوت دعارة" علي أقل تقدير (!) من هنا استقبلت الأوساط الفنية خبر الإعلان عن هذه المسابقة الجديدة ،التي جاءت في صورة برنامج بعنوان "نفسي أمثل" بالكثير من الدهشة والخوف علي مستقبل هؤلاء الشباب في حال ما إذا تشبث نقيب الممثلين بقراراته ،واستمرت الجهة القائمة علي البرنامج في منحهم الوعود الزائفة بأنها ستنتزع لهم مايضمن وجودهم الشرعي ،وهو الأمر المحفوف بالمخاطر والشك ،والذي يعني بكل تأكيد أنهم "اشتروا الوهم"! ليس غريباً ،في ظل تهافت عدد كبير من الشباب علي التمثيل ظناً منهم أنه الطريق الوحيد إلي الشهرة والنجومية والمال ، أن تجد الجهة المنظمة أمامها مايزيد عن مائتي شاب وفتاة تقدموا للمشاركة في المسابقة ،وانتهت التصفيات باختيار 37 منهم فقط ،لكن أحداً لم يعرف حتي الآن كم دفع المائتا فتي وفتاة كرسم دخول للمسابقة ؟ وماالضمانات التي حصل عليها ال37 متسابقا الذين اجتازوا التصفيات ليصبحوا علي يقين أن شعار البرنامج"نفسي أمثل" سيتحقق بالفعل ؟ وكيف نضمن أن رجال الأعمال المنظمين للمسابقة يدفعون من جيوبهم بالفعل لإقامة المسابقة ؟ ولماذا ؟ وهل نصدق ماقاله أحدهم في تبرير هذا بأنه حُرم يوماً من دخول معهد الفنون المسرحية فأخذ علي كاهله مهمة تحويل برنامجه إلي معهد فنون مسرحية قطاع خاص ؟ وأنه لا يستهدف ربحا بل يفعل هذا "لوجه الله .. والفن"! جدير بالتنويه أن فناناً بحجم محيي اسماعيل وافق بالفعل علي الانضمام إلي لجنة تحكيم المسابقة معللاً هذا بأن كبار النجوم في أمريكا والعالم يؤازرون مثل هذه المسابقات ،التي تعد فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة، بينما تولت الممثلة رولا محمود مهمة تقديم البرنامج ،وبررت هذا بقولها :"التنقيب عن المواهب الجديدة ضرورة وواجب وحماستي لهم تجعلني أبدي موافقتي منذ هذه اللحظة علي مشاركتهم المسلسل الذي سينتج لهم كجائزة للبرنامج" فيما رحب عدد من العاملين بالساحة الفنية بالحضور مثل المخرج هاني اسماعيل والفنان أحمد صيام ومنير مكرم وعمرو سعد ونبيل الهجرسي وألفت عمر وخالد محمود والسيناريست عزت آدم الأمر الذي أضفي مشروعية علي البرنامج ،والمسابقة،وأغلب الظن أنهم سيشاركون في تحمل المسئولية المعنوية إذا ماتعرض هؤلاء الشباب لأي عواقب وخيمة ؛خصوصاً أن ماجري في جلسة تدشين البرنامج لم تبشر بالخير علي الإطلاق ؛حيث قدمت راقصة مغمورة تدعي "تونة" نفسها في حضور فيفي عبده ،وكأنها تتسلم منها لواء الرقص الشرقي (!) وأكد المتسابقون أنهم لم يدفعوا أي رسوم مقابل الاشتراك وانهم علموا بها من قناة فضائية تدعي "مارينا" (!) وبعض إعلانات الشوارع (هل شاهد أحدكم إعلاناً منها ؟) العجيب أن فيفي عبده بدت مستاءة من تواجدها في الحفل ،وكأنها أجبرت علي الحضور(!) وحتي عندما وجهت رولا محمود الدعوة إليها لاعتلاء المنصة تجاهلتها بغلظة ورفضت مغادرة المائدة التي جمعتها والمخرج هاني اسماعيل والسيناريست عزت آدم لكن "رولا" تعاملت مع الموقف بذكاء واتجهت إليها في مكانها ،وأعطتها "الميكروفون" لتقول كلمة فما كان منها سوي أن سخرت من المتسابقين الذين قدموا فقرة كوميدية وقالت إنها لم تفهم منهم شيئاً ،وكأنهم تكلموا باللغة العبرية(!) ويبدو أن نظرة المخرج هاني اسماعيل أعادتها إلي صوابها فاختتمت بالدعاء لهم بالنجاح مؤكدة أنهم موهوبون (!) بينما لم تصدق الممثلة الشابة أمل عمر نفسها عندما دعتها رولا محمود للحديث فأمسكت "الميكروفون" ولم تتركه إلا بعدما غلب النعاس علي الحضور (!) بعكس عمرو سعد الذي كثف كلمته وأشار إلي حبه القديم للسينما منذ الطفولة ،والذي كان يدفعه للمرور أما دار سينما في وسط القاهرة لمدة تسع سنوات ،وهو يمني نفسه باليوم الذي يرصع فيه اسمه لافتات الدعاية أعلاها.