يبدو ان قادة الحلف الاطلسى الناتو متفقون على توحيد الجهود لمواجهة طالبان فى افغانستان لكن خلافاتهم على ترشيح عضوية جورجيا واوكرانيا الذى تعارضه روسيا، قد تعكر صفو قمتهم المرتقب عقدها فى بوخارست اليوم الاربعاء وعلى مدى ثلاثة أيام. وهذا الموضوع يكتسى اهمية كبيرة ما يدفع قادة دول وحكومات الحلف الاطلسى ال 26. الى عقد مجلس للحلف الاطلسى وروسيا بعد غد فى بوخارست ايضا مع الرئيس فلاديمير بوتين الذى سيشارك للمرة الاولى والاخيرة منذ انشاء هذه الهيئة فى العام 2002. وسيحرص الرئيس الامركى جورج بوش الذى يشرف على انهاء ولايته ايضا، على ترك حلف معزز ومتصالح خلفه بعد الخلاف على العراق فى 2003 وامام معاودة بروز روسيا. ففى افغانستان حيث تنتشر القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) بقيادة الاطلسي، وعديدها 47 الف عنصر من اربعين بلدا، يطالب القادة العسكريون بتعزيزات لمواجهة طالبان وبتنسيق افضل مع المنظمات الدولية الاخرى المشاركة فى اعادة اعمار البلاد. وامام الشكوك التى تسود فى اوساط الرأى العام لديهم لجهة معنى ونتيجة تدخل عسكرى لفترة طويلة ضد اسلاميين فى آسيا الوسطى يريد القادة الغربيون حتما ابداء توافقهم. وينتظر ان يتبنوا خطة "استراتيجية" و"سياسية عسكرية" يفترض ان تظهر التوجه الواجب اتباعه من قبل الحلف فى افق العام 2013، بتعاون وثيق مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبى والحكومة الافغانية برئاسة حميد كرزاي. والاعلان المنتظر من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى لارسال تعزيزات من الف عنصر على الاقل، قد يسهم فى جعل هذه القمة بمثابة تظاهرة توافقية. وستبدأ باريس بذلك تقاربا تاريخيا مع الحلف الاطلسى والولاياتالمتحدة بعد 42 عاما من انسحاب فرنسا من البنية العسكرية المتكاملة للحلف الاطلسي. لكن احد الدبلوماسيين رأى ان "الجو (خلال القمة) قد يفسد" بسبب الخلافات بين الحلفاء حول فرصة منح جورجيا واوكرانيا وضع المرشح الرسمى للانضمام الى الحلف. وتؤيد ذلك نحو عشر دول على رأسها الولاياتالمتحدة فيما تعارضه نحو عشر دول اخرى بينها المانيا. ففرنسا على غرار برلين لا تؤيد اى تقارب للحلف مع كييف وتبيليسى طالما ان الوضع السياسى فى هاتين الدولتين لم يستقر، كما تدعوان الى تسوية بغية تفادى ان تعتبر روسيا ان لها "حق الرقابة" بشأن توسيع الحلف الاطلسي. فى المقابل فان توسيع الحلف ليشمل كرواتيا والبانيا امر مكتسب عمليا. اذ يتوقع ان تتلقى هاتان الدولتان الدعوة المنتظرة جدا منذ 1999 بالنسبة لتيرانا و2002 بالنسبة لزغرب.